وكان المترجم يقوم بترجمة فورية لأبيات الأعشى فأخبر كسرى أن هذا الشاعر يقول لحضرتكم: إنه لم ينم الليل بالرغم من أنه ليس مريضاً ولا عاشقاً. فقال كسرى على الفور إذن اقبضوا عليه إنه يمارس اللصوصية في الليل حينما ينهجع الناس، وإلا فما الداعي إلى سهره إن لم يكن مريضاً أو عاشقاً وكاد جدنا الأعشى أن يروح في داهية لمجرد أنه قد ابتدأ قصيدته كما يبتدئ أي شاعر عربي في زمنه (أي إما بالوقوف على الأطلال أو بالسهر في ليلة البارحة)، ولكن المترجم قال لمولاه: هكذا هم العرب يبدؤون قصائدهم. لذلك حينما نبغ الشاعر بشار بن برد أعاب على سابقيه الوقوف على الأطلال وقال بيته الشهير: