القاهرة - غزة - رفح - مراسلو «الجزيرة» - وكالات

شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) موقفهما أمس الأربعاء حول السيطرة على معبر رفح الفاصل بين قطاع غزة ومصر، في الوقت الذي تسعى مصر إلى دفع الجانبين إلى التوصل إلى اتفاق.

وعقب محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك، أكد عباس رفضه الحوار مع حماس، ووصف اقتحام المعبر من قبل مئات آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة بأنه اجتياح. وقال عباس عقب اجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك: أكدنا أكثر من مرة أننا مستعدون للتفاوض ولكن على حماس أن تتراجع عن انقلابها وأن تقبل بانتخابات مبكرة وبالشرعية وعند ذلك القلوب والعقول تكون مفتوحة.

وأضاف: قلت رأيي بشكل واضح بعد أن يلبوا الطلبات التي قلناها أكثر من مرة، وقالها أكثر من طرف، وإلا فالحوار معهم لا فائدة منه.

وقال عباس: تطرقنا إلى ما جرى في غزة والحصار الإسرائيلي وما جرى بعد ذلك من اجتياح للحدود المصرية وموقف الرئيس مبارك في مساعدة الفلسطينيين.

وأضاف: ندين بكل شدة الاعتداءات التي جرت على قوات الأمن المصري وعلى الممتلكات المصرية. وأكد أن الأسوأ من ذلك أنهم حاولوا رفع العلم الفلسطيني على مؤسسات مصرية ولا نقبل هذا التصرف.

وقال عباس نحن مستعدون لاستلام المعابر بشرط تطبيق الاتفاقيات الدولية.. نحن لا نقبل بأية اتفاقيات جديدة، يجب تطبيق الاتفاقيات الموجودة.

وفي تحد لعباس قبل محادثات القاهرة, طالبت حركة حماس بدور رئيسي في السيطرة على حدود قطاع غزة مع مصر.

وقال محمود الزهار أحد زعماء حماس وهو يعبر الحدود إلى مصر عبر معبر رفح للمشاركة في المحادثات بشأن مستقبل الحدود الحديث عن دور جزئي يتناقض مع الواقع. الواقع يقول إن هناك حكومة وحدة وطنية شرعية لن نجتزئ من سلطتنا لأي إنسان. وقال الزهار للصحافيين: على المعبر يجب أن يكون معبر رفح تحت سيطرة فلسطينية مصرية فقط، مضيفا.. إذا ما أعيد فتح معبر رفح مرة أخرى فلا مبرر لبقاء الحدود مفتوحة بين قطاع غزة ومصر. وسعت حماس أمس الأربعاء لتوضيح قدرتها على إدارة معبر رفح بنفسها.

وسمحت حماس لكاميرات التلفزيون والصحفيين بدخول معبر رفح لمتابعة الزهار وزعماء آخرين لحماس أثناء ختم حرس الحدود التابع لحماس لجوازات سفرهم.

واعتبرت حماس أمس أن تصريحات عباس في القاهرة تؤكد نيته إفشال لقاء القاهرة وتحد للرأي العام الفلسطيني.

وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم: إن حماس تعتبر أن تصريحات عباس في القاهرة باعتباره حركة حماس غير شرعية وإصراره على تطبيق الخطة الأمنية الإسرائيلية لإدارة المعابر، تؤكد نيته إفشال لقاء القاهرة وتحد للرأي العام الفلسطيني وإدارة الظهر لعذابات وآلام وجراح أبناء قطاع غزة.

وكانت حماس سيطرت على قطاع غزة في حزيران - يونيو، ومنذ ذلك الحين يخضع القطاع الفقير إلى حصار إسرائيلي.

ونشرت مصر نحو 20 ألف جندي شمال شبه جزيرة سيناء منذ السبت، حسب ما صرح مصدر أمني لفرانس برس، يقوم معظمهم بالإمساك بفلسطينيين وإعادتهم إلى غزة. ونقلت صحيفة الأهرام الرسمية عن مصدر أمني قوله: إن الموعد النهائي لعودة الفلسطينيين إلى غزة هو بداية الأسبوع المقبل، وأنه ستتخذ الإجراءات القانونية ضد أي شخص يقيم بطريقة غير شرعية في مصر.