الساحة التشكيلية ساحة متحركة وناشطة وعطاءاتها دائماً تتسم بالشمولية والحضور، وما نشاهده هذه الأيام من تنامي حركة العرض وبخاصة في الرياض ما هو إلا مؤشر جميل يمنحنا قدراً من التفاؤل بمستقبل أكثر إشراقاً لهذا النوع من المشاهد الجمالية. ما يميز هذه الساحة هو ما يتمتع به غالبية أعضائها من وفاء ورد جميل لرفقاء الدرب صانعي خطوات النجاح في مشوار البدايات وطريق الإبداع رغم ما شابه من معوقات مختلفة وصعوبات استطاعوا بالعزم والحماس الوصول إلى فضاءات أكثر جمالاً وأكثر إشراقاً وحضوراً متميزاً بما مكن المشهد التشكيلي السعودي من تقديم نفسه كشاهد من شواهد نهضة هذا الوطن الغالي. وأعود لما بدأت به مقالتي تلك وهو سمة الوفاء التي يتميز بها الأحبة الزملاء التشكيليون مذكراً إياهم بأحبة أعزاء ممن ساهموا في صناعة المشهد التشكيلي والذين انتقلوا إلى رحمة الله أمثال د. عبدالحليم رضوي، ومحمد السليم، وعلي الغامدي، وأحمد الزهراني، وخالد العبدان، وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم حالياً، فهذه الأسماء خصوصاً (د. رضوي ومحمد السليم) وهما علمان من أعلام التشكيل السعودي بل هما رائدا الحركة التشكيلية السعودية. رحم الله الجميع برحمته وأسبغ عليهم شآبيب رضوانه.
إن عرض أعمال هذه النخبة من فناني الوطن الراحلين هو نوع من رد الجميل لقاء ما قدموه للساحة من حضور وتفاعل في كل الظروف وكل الأوقات، وحبذا لو سارعت (وزارة الثقافة والإعلام) وهي الجهة التي أنيط بها مسؤولية الشأن الثقافي بما في ذلك الفنون التشكيلية، أقول حبذا لو تلطفت الوزارة ودعت إلى معرض موحد تعرض فيه نماذج لأعمالهم يتم من خلال هذا المعرض عرضها للاقتناء ويكون ريعها لأسرهم.
إن مردود مثل هذا العمل الخيري سيكون مقبولاً من الجميع سواء رفقاء دربهم من الفنانين أو من أسرهم أو من كافة شرائح هذا المجتمع الذي يتميز أفراده بالوفاء ورد الجميل.
أطرح هذا الأمر أمام سعادة الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام لعلمي برحابة صدر سعادته ولعلمي أيضاً بحرصه وتقديره لكافة الجهود التي بذلت ولا تزال تبذل في سبيل ثقافة وطنية ناهضة،