أرقت وهل في الناس مثلي مؤرق؟ |
يداري لفاح الشوق والشوق محرق |
يناجي حمام الأيك فوق غصونه |
ويشدو بلحن الحب والليل مطبق |
تطوف بي الأحلام والكل نائم |
وأهل الهوى يصبون والطرف مطرق |
تقادم عهد عن لقاء أحبتي |
وفي النفس أحلام لهن تشوق |
أسامر طيفاً إن تبدى بخلسة |
وأسكب آلاما بقلبي تفتق |
ألا يا ربوع الحي حسبي متيم |
بمن كان يصفيني الدلال ويرفق |
أناجي رؤاه في المساء وبي جوى |
ينز بخفقي صالياً يتعمق |
أعاتب ليلى والديار عزيزة |
فيا ليت ما أرجوه وصلاً يحقق |
كأن مسار الوصل أمسى ممتعاً |
لمن يرتجي قرب الحبيب ويعلق |
تمر بي الذكرى لأمس قضيته |
بهمس وإصفاء وحس يؤلق |
وتترك في النفس الهيام للحظة |
تمر كما مرت طيوف تحلق |
صبابة عشق بالوفاء رعيتها |
وبالنبل والإخلاص مني مصدق |
أعاني من الأشواق حر اكتوائها |
كما كان قبلي (قيس ليلى) يمزق |
كأني على الحالين أمسيت شاكياً |
بقلب يجيش الوجد ساعة يخفق |
إليها أبث الشوق والشوق عارم |
فدى طرفها قلبي وما بات يدفق |
حنانيك يا (ليلى) فصبك والة |
يعاني الذي عاناه صداً ويغرق |
فكفي عن الهجر المفرق بيننا |
فبحرك غدار وشطك أعمق |
وضخي على العطر مسكاً وعنبراً |
فمن همسك المنثور لحن مموسق |
وكوني كما لو شئت طيراً مغرداً |
وغصن بشام للأحبة يعبق |
ولا تتركيني للزمان فإنه |
مسار به حبط وسقط ومزلق |
أخاف علي من زمان وجدته |
يثير نكالاً في الشغاف ويسحق |
شعر - محمد إسماعيل جوهرجي |
|