صَبَاحُكِ أنفاسُ الرُّبَى وَالجَدَاوِلِ |
وقَطرُ النَّدَى يَفتَضُّ وَردَ الخَمائِلِ |
لَهُ رُوحُ مُوسيقَى وأنغَامُهُ شَذًى |
وإنشَادُ عُصفُورٍ وشَدوُ البَلابِلِ |
مَوَاكِبُهُ أَعرَاسُ دِفءٍ تَدَفَّقَتْ |
تَرٌفُّ عَلى ثَغرِ السَّنَا للسَّنَابِلِ |
تُذِيبُ الشَّذَى أنغَامَ عِطرٍ رَقيقَة |
لِتَنثُرَهُا الأنْسَامُ فَوقَ الجَدَائِل |
أَتَدرِينَ أَنِّي أنسُجُ البَوحَ غَيمَةً |
وَأُلبِسُهَا بَرقَ الجَوَى فِي دَوَاخِلِي |
لأَنَّكِ فِي قَلبِي حُضُورٌ عَلى النَّوَى |
إِلَيكِ ارتِحَالاتِي, وَشَوقِي رَوَاحِلِي |
تَهَادَين في لَيلِ اغْتِرَابي سَميرَة |
وتُغْرِقُ لحَظَاتي بِلَثمِ الأنَامِلِ |
فَأَغزِلُ مِن وَهجِ الشُّمُوعِ قَصِيدَةً |
وَمِن مُعجَمِ الأضْوَاءِ عِطرَ الرَّسَائِلِ |
امِيطِي رَمَادَ اليَأسِ عَن جَمرَةِ الهَوَى |
وَشبِّي اشتِهَاءَ البَوحِ جَمرَ التَّوَاصُلِ |
يُنَضِّدُ أمْشَاجَ الصَّبَابَةِ في دَمِي |
نَشيدًا جَنُوبِيًّا ولَحنًا تَفَاؤُلي |
|