Al Jazirah NewsPaper Thursday  31/01/2008 G Issue 12908
الخميس 23 محرم 1429   العدد  12908
دمشق بعد الغياب!!!

بمناسبة: دمشق عاصمة الثقافة العربية عام 2008م

هي ذي دمشقُ الآن مِلءُ القلبِ

غائبةٌ على حدِّ الوداع، أو البكاءْ

لا الرَّوحُ من بردى تجيئُ، ولا

عصافيرُ المساءْ.

عبرتْ بباب القلب، والحورُ الحزينُ

على ضفافِ الغوطتينْ.

آهِ المناديلِ الحزينةِ

إذ ترفُّ على مسافةِ دمعتينْ

في قاسيونَ على السفوحِ، وفي رحابِ الضاحيهْ

والوجْدُ يعصفُ بالحبيبةِ إذ تمدُّ لي اليدينْ

هلاَّ عدلتَ.. ألم تُعاهدْ أن أكونَ المقلتينْ

والشامُ خلفَ العينِ تبكي كلما

مرَّ الأحبةُ في سوادِ العينِ، أو

عبرَ الأحبةُ راحلينْ

من أيِّ دهرٍ والأسى

مطرٌ حزينْ..

مثلُ انكسار الدمعِ في بردى،

وآهِ الياسمينْ

وقلتُ: الشامُ فاشتعلتْ

على الشفةِ الأغاريدُ

إذا يوماً نأى الأحبابُ عن بردى

صحا من لوعةِ التذكار يصرخُ فيهمو:

عُودُوا...

ودمَّرُ بابتسام الحورِ فاتنةٌ

هنا وعدٌ على شباك سوسنةٍ

ووعدٌ عند زنبقةٍ،

وتحلو تحت ظلٌ الوارفاتِ هنا المواعيدُ

وكالأقمارِ حول عرائشِ الصَّفصافِ

يَنْثرنَ البهاءَ على المدى الغيدُ

وطيبُ السحرِ من نجدٍ

إذا ما هَبَّ فوق الشَّام قُلنا:

رعشةٌ أسرى بها عودُ

سلاماً يا ربيعَ الغوطتينِ.. سلامْ

كأنَّ حلاوة الأيامِ أجملُ ما تمرُّ به

بذاكرةِ الغدِ الأيامْ

سلاماً لا يغادرُ دوحة الدنيا،

يرفُّ على قبابِ الشام أغنيةً،

كما فوقَ القبابِ الخضرِ

يُشعلُ بالهديل الشامَ رفُّ حمامْ

أنا ما كنتُ أسلو لا، ولا أشكو

ولكنَّ الرحيلَ هو الذي يُدمي،

وغربةَ ذلك الشاعرْ

كأنَّ جهاتِ هذي الأرض تَخْطِفُني

كأني ذلك الماضي سلاماً عابراً.. عابرْ

وما أنسى الذي في البالِ، والخاطرْ

لعلَّ الله يجمعنا إذا ننأى،

وتلقى سامراتُ الحيِّ من بعدِ النوى سَامِرْ.

شعر: خالد الخنين



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد