Al Jazirah NewsPaper Thursday  31/01/2008 G Issue 12908
الخميس 23 محرم 1429   العدد  12908
رؤيا جديدة
د. عبدالله بن سعد العبيد

عجباً، أن أرى فيما يرى النائم رؤيا أخرى غير تلك التي رأيت في معالي الدكتور غازي القصيبي، وتم نشرها في صحيفة الجزيرة، العجب مرتبط نظرياً وعملياً بطبيعة الرؤيا من حيث مضمونها وهدفها، فكيف لعقلي الباطن أن يحمل في جعبته هذه الكمية من الرؤى التي تصب في مصلحة موضوع معين، حتى بدأت أصدق أنه أصبح هاجساً ووسواساً قهرياً وهماً يؤرق مضجع باطن عقلي ليل نهار.

بطل رؤياي هذه الليلة ليس وزير العمل بل رجل الأعمال الذي وهبه الله سبحانه وتعالى من نعيمه ما يزيد على ميزانيات عدد من الدول مجتمعة، ذلك الرجل الذي قرر أن يتبنى إنشاء صندوق خاص لمساعدة الباحثين عن عمل ممتطياً صهوة المثل الصيني المعروف الذي يهدف في مغزاه إلى تعليم الإنسان كيف يصطاد السمك بدلاً من تزويده بالسمك.

رؤيا من أجمل ما رأيت حينما قرر ذلك الفارس أن يفتتح صندوقاً خيرياً من حسابه الشخصي الذي مَنَّ الله عليه به، وحثه المستميت لرجال الأعمال الآخرين بالمساهمة بما تجود به أنفسهم بلا مَنٍّ أو أذى، فأخذ رصيد ذلك الصندوق بالزيادة فيما ذهب الفارس إلى تفعيل دور الصندوق من خلال إيجاد عدد من المهتمين بالشأن التعليمي والتدريبي وممن أرقهم ولا يزال هم البطالة بالمملكة، وقام بجمعهم وتوجيههم لوضع الخطط التشغيلية الكفيلة بتفعيل دور الصندوق في إعادة تأهيل مَنْ لم يحالفهم الحظ في الالتحاق بالجامعات وإكمال تعليمهم النظامي من خلال إلحاقهم بالمعاهد المتخصصة أو الكليات والجامعات المحلية.

ومما زاد من جمالية الحلم مساهمة مَنْ لم يستطع من رجال الأعمال بالمساهمة النقدية في الصندوق، مساهمتهم الكريمة بتوظيف عدد من الشباب المحتاج للوظيفة الفورية أو الوعد بتوظيف مَنْ سيُعاد تأهيلهم وتجهيزهم لدخول سوق العمل.

ذهب الفارس لأبعد مما تخيله عقلي الباطن حتى حسبت أنني أرى قصصاً أسطوريةً ليست مما يراه النائم حينما وجدته في حركة دؤوب يؤسس مركزاً للأبحاث يتولى وضع خطط خمسية لحاجات السوق آخذاً بعين الاعتبار الزيادة غير المنطقية في عدد السكان في المملكة، حتى أصبح جزء من عائد الصندوق يذهب لتمويل الدراسات الخاصة لتوظيف إمكانيات الصندوق في رسم منهجية واضحة قصيرة وبعيدة المدى لاستيعاب أعداد الشباب السعودي المقبلين على سوق العمل سنوياً ووضع الآليات الكفيلة بإيجاد تعاون مثمر وهادف وبنَّاء ومُرْضٍ لجميع الأطراف، المستثمر والمدرب والموظف.

لم يوقظني من حلمي الوردي سوى سحابة بيروقراطية غير متوقعة بدأت تضع أطرافها حول المشروع حتى كادت تغطيه، وحتى أصدقكم القول، لم أرَ ماحدث بعد ذلك، وحتى أكون أكثر دقة لم أرغب في رؤية ما قد يحدث بعد ذلك فيكفيني ما رأيت من ملامح ناصعة البياض كتلك التي رأيت في رؤياي السابقة في معالي وزير العمل، ولم أرغب في أن يشوبها خطوط سوداء ربما تعكرها أو تعطلها.

ويبقى ما رأيت حلماً أتمنى تحقيقه في بلاد لم تبخل على مستثمريها في منحهم جميع ما يرغبون من تسهيلات بل لعلها فتحت أمامهم مناجم الذهب وساعدتهم حتى في نقل أموالهم إلى أرصدتهم، وقد آن وقت رد الدين، ولو جزءاً من هذا الدين.

أَلم نسمع عن صندوق لمساعدة الفقراء؟، أَلم نسمع عن صندوق لمساعدة الزواج؟، أَلم نسمع عن صندوق لمساعدة الأيتام؟، أَلم نسمع عن صندوق لمساعدة المرضى وذويهم؟، فما بالنا لا نسمع عن صندوق خيري لتأهيل طالبي العمل؟.

والله من وراء القصد،،،

dr. aobaid@gmail. com



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد