Al Jazirah NewsPaper Thursday  31/01/2008 G Issue 12908
الخميس 23 محرم 1429   العدد  12908

خالد الفيصل.. ماذا يستحق؟
د. موسي بن عيسى العويس

 

سأجرده من كل لقب لأنه وكما قيل: (فما تخفض الألقاب حرّاً ولا تُسمي)، تفرّد هو وتجرّد في كثير من قراراته وأفكاره وآرائه، وبرامجه ومشروعاته في سبيل التغيير والتجديد، والتطوير والإصلاح، ورأى أن الإنسان بذاته وطموحاته، وآماله وأحلامه، ومثالياته وأخلاقه يخلقُ بيئة غير مصطنعة ولا مزّيفة، تحفها المهابة التي تصنعها القدوة حين يتجرد الإنسان من كل المؤثرات أثناء العمل. عند شخصيته بكل ملامحها تستحضرك هذه الأبيات التي تقول:

إن ضاق ميدان سبقٍ من عزائمه

صاحت به فأراها ألف ميدانِ

تعلّم كل حيّ عند مقدمهِ

عليك لله والأوطان دَينانِ

حتمٌ قضاؤهما، حتمٌ جزاؤهما

فاربأ بنفسك أن تمنى بخسرانِ

* توجيه (خادم الحرمين الشريفين) بمنع مظاهر الاحتفاء والدعايات والإعلانات المبالغ فيها، والمصاحبة لبعض المناسبات لقيت استجابة كبيرة، وحظيت بتطبيق عملي قاده (خالد الفيصل)، فكان من تلك المبادرة، وذلك الصنيع جادةً وقدوة لمن هم دونه منزلة ورتبة، ليسيروا عليها، وليتخلصوا من كثير من (البروتوكولات) التي لم يعد لها مكانة في عالم متغير ومتطور لا يحتفي إلا بجواهر الأعمال، وليس لها أدنى اعتبار، كذلك لدى ملك القلوب وملك الإنسانية الذي ارتدى عباءة الشعب منذ توليه، جاساً أحوالهم، وحاملاً همومهم, شاداً من أزره في مسارب الخير ولي عهده الأمين.

* أفذاذ الرجال هم أولئك الذين يسايرون ظروف العصر، ويعايشون التقلبات، ويقدرون السباق بين الحضارات حق قدرها. أعتقد أن تلك الوثبات الإدارية القوية التي بناها (خالد الفيصل) في تطوير وإصلاح العمل الإداري في منطقة من أقدس وأغلى البقاع في العالم بحكم المكانة الدينية والاجتماعية والاقتصادية يحركها في عقلية القائد أكثر من عامل أظن أن الأيام القادمة ستكشف آثارها بل قد تكون منطلقاً للغير في تغيير مفهوم دور الإمارات ومهامها.

* (خالد الفيصل) أكثر من يعي أن التاريخ والحضارة منبعها تلك الديار، ومبعثها هدي الإسلام الذي شعّ من جنباتها ليعم العالم بأسره في الحواضر والبوادي، ومسؤولية المحافظة على ذلك الإرث العظيم ليس بالأمر الميسور، ولا يمكن أن يتصدى لحملة سوى صاحب رسالة يؤمن بأهميتها وقيمتها ومثلها.

* من الميسور أن تدير مؤسستك بحرفية النظام المرسوم لك ولغيرك، وأن تمارسه بأدنى مستوياته من دون رقيب أو حسيب سوى رقابة الخالق، ومحاسبة الضمير الحي لكن (القائد الإداري) يدرك أن مجال التنافس والسباق الحقيقي في قوة الفكر، وسداد الرأي، وصلابة المبدأ، وإنكار الذات في العمل ومشكلاته، والتعامل مع المواطنين وقضاياهم.

* لا أدري هل طاف على (خالد الفيصل) أن يوجه في زياراته التفقدية رجال الأعمال أن يصرفوا جزءاً مما كانوا ينوون التعبير به وإبرازه في مقدمه للمحتاجين والمعوزين والمؤسسات الخيرية والاجتماعية؟، لا أعتقد أن ذلك سيفوت على أمثاله، وهو الذي قلب الموازين لصالح المواطنة! ا ه

dr_alawees@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7789 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد