بريدة - بدر العوفي
ماذا يحدث في التعاون؟ هذا السؤال الذي أرّق محبي التعاون وجماهيره وقض مضاجع عشاقه وهو يتذيل جدول ترتيب فرق دوري الدرجة الأولى بنهاية الجولة الحادية عشرة حتى الآن.
ما يمر به التعاون وهو يحتل المركز الأخير من بين أربعة عشر نادياً ربما يبدو غريباً ومؤسفاً بلا شك، ولا سيما وهو قد دخل منافسات الدوري حاملاً لقب بطل كأس الأمير فيصل بن فهد لأندية الدرجتين الأولى والثانية؛ وهو ما وضع عشاقه في حيرة من أمرهم؛ ليطرحوا الأسئلة يمنة ويسرة.. كيف ولماذا وإلى متى؟ (الجزيرة) هنا تحاول تسليط الضوء على مشوار الفريق وأبرز محطاته وتحاول قراءة الواقع التعاوني ومستقبله ومَن تسبب في وصول الفريق إلى هذه المرحلة المتردية التي يمر بها الآن.
التعاون في المركز الأخير
يحتل الفريق التعاوني بنهاية الجولة الحادية عشرة المركز الرابع عشر والأخير في جدول الدوري من أصل عشرة لقاءات لعبها حتى الآن خسر نصفها تماماً فيما فاز في لقاءين وتعادل في ثلاثة، ويحمل في جعبته تسع نقاط.
من المسؤول؟
هذا السؤال الذي تنتظر الجماهير التعاونية الإجابة عنه بكل صراحة وحيادية وهو ما سننطلق منه لاستقراء ما يحدث في الواقع (المتردي) على الأقل حتى الآن؛ فهناك أكثر من عامل سنأتي عليه بالتفصيل إن أمكن وبالترتيب!!
السراح.. لا يجد من يقول له قف!
لا يمكن أبداً أن نتجاهل دور رئيس النادي المهندس محمد السراح فيما يحدث للفريق فهو المسؤول الأول عن النادي بجميع ألعابه وفرقه وبالذات عن فريق القدم حتى وإن حاول (التملص) من المسؤولية ورميها على غيره؛ فهو من يوقع مع المدربين وهو من يجلب اللاعبين وهو من يختار مراكزهم ويقيمهم فنياً ومادياً؛ وبالتالي يجب أن يكون على قدر المسؤولية ويتحمل تبعات ما يعمل.. وتبعات ما يعمل هو أن الفريق يحتل المركز الأخير؛ فالسراح ورّط ناديه في جلب أكثر من لاعب دون تخطيط وإدراك لحاجة الفريق؛ فهو يعتقد أن التعاقد مع أكثر من لاعب سيضيف إلى الفريق دون النظر إلى نقص المراكز والكفاءة الفنية؛ ففي هذا الموسم (فقط) جلب للتعاون السديري والشمراني وهشام حبتور وعبدالله الحربي وطارق صديق والحيائي والسويلم وجدد إعارة الطارقي، وبعيداً عن الكفاءة الفنية لكل لاعب.. تتساءل الجماهير: هل الفريق فعلاً بحاجة إلى ثمانية لاعبين في كل موسم؟
وباستثناء ثلاثة لاعبين فقط فإن البقية لم يضيفوا إلى الفريق أبداً ولا نعلم هل مردّ ذلك إلى عدم كفاءتهم الفنية أم غير ذلك، ولكن بكل تأكيد فإن السراح مسؤول عن (هدر) أموال النادي في التوقيع مع لاعبين دون أن تشاهدهم الجماهير على أرض الملعب ثم التعذر بعد ذلك بأعذار واهية لا يقبلها منطق أو عقل..!!
الأمر الآخر أن كل الجماهير تدرك تماماً أن مركز الدفاع يعاني كثيراً ويعتبر نقطة ضعف واضحة في صفوف الفريق وهو الخط الأول المفترض معالجته وتدعيمه، لكن السراح ترك الدفاع يترنح وبحث عن لاعبين غير مرتبطين ليوقع معهم بطريقة (كيفما اتفق) وعنوان (أهم شيء سجلنا لاعبين)!
الجهاز الفني.. ما دوره؟
ليس من السهل أن يتم تجاهل دور الجهاز الفني فيما يحدث للفريق، ولكن - للأمانة - فإن المدرب التونسي عمر الذيب الذي لا يزال يجرب لاعبيه وخططه لا يلام في ذلك فهو حديث عهد بالفريق وليس خطؤه أنه جاء متأخراً بل خطأ الإدارة التي لا تعرف علة فريقها؛ فهي تتعاقد مع كليبر ثم تجدد معه ثم تكتشف في النهاية أنه ليس المدرب المناسب. أما كيف عرفت فهذا الذي لا يعلمه أحد؟ فهي كانت تشيد به قبل بداية الدوري بعد أن حقق كأس الأمير فيصل. وبعد مضي بضع جولات من الدوري تبادر إلى إلغاء عقده ليكون (كبش فداء) أمام الجماهير.. ما الذي غير الحال؟ كيف أصبح كليبر سيئاً؟ ومن الذي يقيم كليبر في إدارة السراح؟ هل هناك لجنة فنية تقيم أداء المدربين.. تناقشهم وتحاسبهم؟
إجمالاً.. الجهاز الفني وإن كان يتحمل جزءاً من المسؤولية إلاّ أنه لا يمكن أن يكون دائماً (كبش الفداء) أو (الحلقة الأضعف) في التعاون حالياً لقصر تجربته مع الفريق.
الجهاز الإداري.. أين هو؟
يشرف على الفريق إدارياً الكابتن حماد الحماد النجم المحبوب من جميع التعاونيين بلا استثناء ويساعده عبدالله الأبو علي وعبدالله الدخيل؛ فهو للأمانة يحمل توازناً معقولاً ويشكل خليطاً من الرؤية الفنية والحزم واللين الإداري.. وهم بلا شك يطولهم ما يطول غيرهم والجماهير تقدر عملهم وتعرف حجم ما يقدمونه ويبذلونه ولكن هل وفرت لهم كل الإمكانيات؟ هل يعانون من تدخلات؟ هل يواجهون ضغوطاً معينة؟ كل هذه الأمور تحتاج إلى توضيح.. وإن كان هناك شيء من هذا القبيل فيجب أن يظهر أحد ليوضح ماذا يجري.. كما يجب أن يبادر الجهاز الإداري لعمل استفتاء سري وخاص باللاعبين لمعرفة مدى تقبلهم لهم.. وأحسب أن هذه خطوة شجاعة تستحق المبادرة.
اللاعبون.. الداء والدواء!
لاعبو الفريق الذين يمثلونه الآن يتحملون المسؤولية العظمى في تدهور نتائج الفريق ووصوله إلى هذا المستوى من الانحدار فنياً ونتائجياً؛ فهم - بخلاف عدم تقديمهم مستويات فنية مقنعة لجماهيرهم - يفتقدون الروح والحماس، ويلعبون كأنهم مجبرون.. لا يحملون شيئاً من المسؤولية.. ولا يهتمون بجماهير الشعار الذي يرتدونه.. فالفريق الذي حقق كأس الأمير فيصل بن فهد هو نفسه الذي يحتل المرتبة الأخيرة في جدول الدوري.. هم لا يحملون الهم الذي تحمله الجماهير التي تحترق من أجل ثلاث نقاط في كل مباراة وتحلم بها ويتقلص هذا الحلم إلى نقطة واحدة ولكن حتى النقطة أصبحوا لا يرونها بسبب لاعبين أصبحوا أدوات جامدة تتحرك بشكل عشوائي دون رغبة في تحقيق شيء.. أي شيء!
الإعلام.. والجمهور
وإذا كنا نناقش وضعاً عاماً.. فلا بد أن نمر على الإعلام التعاوني الذي التزم موقف المتفرج على ما يحدث بعد أن يتعرضوا لتخدير معين وتعشيمات بانفراد صحفي أو تميز إعلامي حتى باتوا ينشغلون عن وضع اليد على الجرح، وبعضهم ذهب بعيداً لتضليل الجماهير وأعضاء الشرف البعيدين عن النادي ويتابعونه عبر الإعلام.. حينما لا يصورون الواقع الحقيقي للفريق حتى وصل ما وصل إليه. والجماهير التعاونية المحروقة هي التي تعاني مما يحدث للفريق؛ فهي حجمت عن التدخل وإبداء الرأي وهو أبسط الحقوق وهو أمر لا يمكن تفسيره؛ فالمفترض وضع مجلس للجمهور له حق المناقشة والمساءلة وفتح الباب له للسماع منه تقديراً لوقفاته ومساندته للفريق طوال تاريخه.
أعضاء الشرف
وجود وجيه التعاونيين الأستاذ فهد المحيميد رئيس هيئة أعضاء الشرف ونائبه الأستاذ ياسر الحبيب.. يجعل الجماهير التعاونية تثق بمستقبل الفريق ولكن فلسفة هذين الرجلين هي منح الوقت والفرصة لكل مجلس إدارة مع تقديم كامل الدعم المادي والمعنوي.. والمحاسبة في نهاية الموسم.. والجماهير تأمل أن ترى المجلس الشرفي يجتمع بشكل دوري منتظم ويناقش كل المواضيع التعاونية بكل تفاصيلها.
ويجب أن يفهم جميع التعاونيين أننا هنا لا نتعمد تصيد أخطاء أحد (أيّاً كان) ولدينا الشجاعة في الصدح بالرأي بكل موضوعية وتجرد.. ومن هذا المنطلق نطالب كل المسؤولين في التعاون بالتحلي بالشجاعة والاعتراف بالخطأ.. وعدم وصف ما يحدث في التعاون بالأمر العادي حتى لا يجد الفريق نفسه بعد وقت في وضع حرج لا يمكن إصلاحه لعوامل كثيرة لعل أهمها الوقت الذي سيضيق أمام محاولات الإنعاش التعاونية؛ فالتعاون قادر على العودة إلى وضعه الطبيعي ومقارعة الفرق وتسيدها والابتعاد عن مركزه الحالي الذي لا يليق به ولا بتاريخه وجماهيريته، متى ما شعرت إدارته ولاعبوه بالمسؤولية والقدرة على تحمل العبء وأنهم يمثلون شعاراً غالياً لدى محبيه وعشاقه ولا يمكن أن يرضوا في يوم من الأيام بأن يقبلوا أن يكون تاريخه ملطخاً بالسواد.