ما بين الميلاد والوفاة صفحات نسطر عليها ذكرياتنا وأحداثنا نخط فيها أسماء أشخاص ومواقف أشخاص نكتبهم بحبر القرابة وأقلام المحبة، وأصعب المواقف لحظات نسدل فيها ستار الموت على عزيز وغالٍ؛ فكيف بي وأنا أودع رجلاً عرفته خالاً ووالداً احتضنني بحبه منذ طفولتي مع ابنته فكان يجعلني دائماً قريبة منه، كان يحرص على أن يجمعنا صغيرات حوله حتى إنه يجمعنا عنده في داخل غرفة نومه كان دائماً يبحث عن سعادة أبنائه وخصوصاً البنات فيقرب إليه كل من يعز عليهن من صديقات وقريبات، حتى زرع حبه ووقاره وهيبته في قلوبنا فكان مُعلماً وموجهاً في كثير من المواقف يشجعني على التعليم فيجمع كراريس دراستي نهاية العام ليحتفظ بها للذكرى فوجدتني اليوم أحتفظ بقاموس ذكريات جمعتني مع هذا الرجل رغم مشاغل الحياة وظروفها المتعددة عندما تخطيت مرحلة الطفولة واللامسؤولية إلا أنني في كل مرة أزور الرياض كان لابد لي من زيارة هذا العلم والرمز في عائلتي، حيث يتوجب علي زيارة الخال والشيخ صالح العجروش والجلوس معه ولو لبعض الوقت، فلا أدري أأعزي أصدقاءه ومعارفه أم أشكرهم على عبارات الثناء وكلمات الحق التي صدروا بها صفحات الجزيرة وغيرها، ولا أدري هل أواسي زوجته التي جسدت لنا مفاهيم الطيبة والكرم والتواضع وأواسي بناته وأولاده أم أواسي نفسي وكل العائلة على فقدان رجل زرع في كل فرد من أفرادها معنى التواصل وأهمية القرابة وفائدة الرحم، لحظات مؤلمة وذكريات كثيرة ما بين الطائف والرياض وسوريا ولبنان وغيرها من البلدان عشتها معه في أيام الطفولة وعلى مدى سنوات العمر.
فالعمر صفحات من الميلاد إلى الوفاة رحمك الله أيها الخال العزيز الشيخ صالح العلي العجروش على صغيرنا قبل كبيرنا وعلى المرأة والرجل والعجوز والطفل فالكل يبكيك والجميع يرثيك وليس لنا إلا الصبر والدعاء والوفاء لرابطة القرابة ودوام الصلة كما كنت ترغب وتتمنى.
