يقاس تقدم الأمم والشعوب بمقدار مشاركة أبنائها ومواطنيها في النهضة الشاملة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية لذا تحرص الدول على تكثيف برامج التعليم والتدريب في مختلف المراحل للمواطنين وتعتبره عنصراً أساسياً في خطط التنمية والمملكة العربية السعودية أعطت هذا الأمر الكثير من الاهتمام والرعاية إلا أنه بسبب الطفرات الاقتصادية المتلاحقة فإن ديمومة واستمرارية هذا الجانب لم تكن بالشكل والعدد المطلوب الذي يرضي المسؤولين ويحقق طموح المخططين، ومن هنا أدعو الشباب السعودي إلى الانخراط في المعاهد والكليات التقنية المتخصصة في المملكة وخارجها لاكتساب الخبرة والاطلاع على أحدث التطورات العلمية في المجالات المختلفة ومنها علوم الحاسب الآلي واللغات ليساهم في نهضة بلاده كما أن الرفع من مستوى الأداء والكفاءة يحتاج إلى مواصلة التدريب والإطلاع على الجديد في العلوم والتقنيات المختلفة ومن خلال معرفتي وخبرتي الطويلة فإن الشباب السعودي طموح ومتحمس للعمل الفني والتقني ولكن يجب أن تتاح له الفرصة من خلال الحوافز المادية والمعنوية والوعي المهني ومنحه إمكانية البروز والتميز ولا أدل على ذلك من أن الشركات الكبيرة في المملكة العربية السعودية أتاحت مثل هذه الفرص التدريبية والتعليمية المتكررة للإنسان السعودي وفتحت له آفاق المعرفة وأصبحت نسبة السعودة فيها عالية جداً مثل سابك وأرامكو وشركة الكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وأثبت العامل السعودي نجاحاً متميزاً يشار له بالبنان، كما أن على القطاع الخاص في مختلف نشاطاته أن يشارك في التنمية البشرية ويعمل على نفس المنوال ويمنح المواطن السعودي الفرصة لاثبات ذاته وأخذ مكانه الطبيعي في المؤسسات الصناعية والتجارية والزراعية والاقتصادية فابن الوطن له الأولوية الأولى والأحقية في المساهمة في تنمية اقتصاد بلده وتطوره فالدول المتقدمة أولت المواطن أهمية كبرى وإن لم تستغن عن الخبرات الخارجية المتميزة والدولة رعاها الله قدمت وتقدم الكثير في هذا الإطار ويبقى للمواطن المبادرة سواء كان صاحب عمل أو طالب عمل فالأرض واسعة والمساحة رحبة والفرص متاحة.

والله الموفق...