من العلامات الدالة على غضب الله على اليهود وطردهم من رحمته، جعل قلوبهم قاسية، قال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ...} (سورة المائدة الآية 13)، هذا في عامة اليهود، أما الصهاينة منهم فتبدو هذه القسوة أشد شناعة وغلظة، ولهذا عندما تسمع كلمة (الصهاينة) تتداعى إلى ذهنك كل صور الشر والقتل والتدمير، وفقدان التوازن والاتجاه والتمييز، والسادية بكل ما تحمله من تلذذ بالإيذاء والقهر والتسلط والإفساد في الأرض، إنها تثير في النفس الاشمئزاز والنفور والغثيان، وتدل على قسوة القلب، وموت الضمير، ويشاطر صهاينة اليهود في هذا، صهاينة النصارى، وهؤلاء الصهاينة يتفوقون على غيرهم من المفسدين في الأرض بأنهم أشد غلظة وسوءا، وأكثر دموية وحبا للقتل والتدمير وسفك الدماء، إنهم عمي البصائر والبصيرة، لقد مارسوا العنف بكل صوره، وداسوا على الكرامات والحقوق بكل بجاحة وتكبر، وما زالوا يمارسون هذا الدور بكل صلافة وصفاقة وعناد، وهم المتسببون في نشأة كل فكر متطرف، وكل ممارسة عدوانية، لقد شجعوا تكوين العديد من بؤر التوتر والبغي على اعتبار أن هذه البؤر تخدم مصالحهم وغاياتهم الشريرة، حيث دعموها بالتأييد والتسهيل، واستخدموها أدوات للمواجهة، نيابة عنهم، ثم ارتدوا على تلك البؤر عندما أدت الدور المناط بها، وأنهت المهمات التي صنعوها من أجلها، وخير مثال على ذلك ما صنعوه مع القاعدة، حيث أذكوا شرور منسوبي القاعدة وبغيهم، بالأفعال السيئة المنحازة، وبالممارسات الظالمة، والعدوان السافر، والتكبر والتعدي على بلاد المسلمين واستباحتها، واستغلال خيراتها. |
إن الفكر الصهيوني العنصري الحاقد، يتغذى من مفاهيم تقوم على استعباد الآخر وسحقه، وسلب إرادته وممتلكاته، والتمتع بخيراته، وإذلاله بالقهر والظلم والبغي، وبكل الوسائل الممكنة، مهما كانت فظاعتها وقسوتها، ومخالفتها لكل الشرائع والأعراف. |
لقد أعمى الحقد بصيرة وبصائر الصهاينة المحافظين، فسلطوا قوتهم وقواتهم، وأدوات بغيهم على كل من يخالفهم أو يعارض توجهاتهم، أو لا يخضع لإملاءاتهم المتعسفة، فهاهم يقتلون ومازالوا في أفغانستان وفي العراق، وربيبتهم إسرائيل تمارس الدور نفسه في فلسطين، وهاهي أحداث غزة تشهد على قسوة قلوب صهاينة اليهود وعدوانهم، إنهم يتعمدون قتل الأطفال والنساء، وتدمير الممتلكات، وتجويع الناس وإخافتهم، ويتبجحون بالقتل وسفك الدماء، ويتلذذون بالإيذاء والإيلام والقهر، وبمخالفة القيم الإنسانية، والأعراف الدولية. |
إن الصهاينة في فلسطين يقتلون المسلمين، ويدمرون منازلهم ومنشآتهم، ويضيقون عليهم كل مصادر رزقهم وحياتهم، ولا يستغرب هذا منهم، فقد تطاولوا على الله -تعالى عما يقولون- وهم كما أخبر الله عنهم دعاة فتنة وحرب وفساد في الأرض، قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}(سورة المائدة الآية 64). |
خرج قيس من مجلس الوليد بن عبدالملك مغضبا، يقول: أتريد أن تكون جباراً؟ والله إن نعال الصعاليك لأطوا من سيفك. |
لهذا ليعلم الصهاينة أن حجارة الفلسطينيين العزل، أقوى من دباباتهم وأمضى، وأن لها العقبى، وسوف تقظ مضاجعهم، وتلاحقهم سيوفا مسلطة حتى يأذن الله بالنصر. |
إن المنطق المسيطر على عقول الصهاينة يتمثل في البيتين التاليين: |
قتل امرئ في غابة |
جريمة لا تغتفر |
وقتل شعب كامل |
مسألة فيها نظر |
|