كتب - نبيل العبودي
بعد المباراة التي خسرها الطائي أمام الاتحاد في الوقت القاتل وقد خسر الطائي عدداً كبيراً من مبارياته بذات الطريقة وفي الدقائق الأخيرة بحثت عن اللاعب الخبير الذي يستطيع أن يقود شباب الفارس الشمالي في الأوقات الحرجة للخروج على الأقل بالتعادل مما أوقع الفريق في مأزق شديدة الصعوبة..! بحثت عن تلك الأدوار التي كان يقوم بها يحيى جاكو أو ماما دوصو أو حمادجي أو عماد الجندوبي أيام صولات وجولات الطائي فلم أجد من ذلك شيئاً..! بل إنني اكتشفت أن الطائي الحالي يلعب دون أي لاعب أجنبي للمباراة الثالثة على التوالي كنتيجة لفشل التعاقد مع لاعب أجنبي مؤثر يعطي الإضافة الفنية المؤثرة للفريق فما بالك بفريق يلعب دون ثلاثة أجانب دفعة واحدة..!
تعجبت من أن تصل حال أحد أفضل أندية المملكة على الإطلاق في استقطاب أفضل وأميز اللاعبين الأجانب الذين أصبحوا فيما بعد مطمع ومطلب الكثير من أندية المقدمة في الدوري المحلي إلى حال مرثي بعد أن تخبطت إدارته في صفقاتها وختمتها بالتعاقد مع العجوز البرازيلي باولو..!
صراحة إن التلاعب بسمعة الطائي وبهذه الطريقة المخزية ووضع الفريق بذلك الموضع الحرج هي مسؤولية إدارة الطائي ولا أحد غيرها، وعليها أن تتحمل وزر أخطائها وأن تعترف أمام الملأ أنها المسؤولة عما يحدث وليس الركون إلى محاولات غير مجدية بل غير مقنعة أبداً لتبرير الفشل الذريع الذي سجلته طوال موسمين دون أن تترك أي بصمة يمكن أن تذكر لها..!
تابعت تصريحاً تلفزيونياً لرئيس الطائي السبهان قبل بدء مباراة الطائي أمام الهلال فدهشت حقيقة من تلك الإجابات التي حملها التصريح حول سياسة البناء الذي تركز عليه إدارة النادي..! فكيف لإدارة أن تبني فريقاً وسط معمعة الدوري..؟! كيف يكون البناء سليماً وإدارة الطائي تزج بفريقها الشاب دون أن تدعمه بلاعب أجنبي واحد مؤثر أو عدد من اللاعبين المحليين ليعاونوا الفريق على ذلك المعترك الشرس..؟!
البناء يتم من خلال تدعيم صفوف الفريق بأمهر المحترفين والمحليين ووضع برنامج إعدادي مبكر للدخول إلى مسابقات الموسم بأحسن صورة وليس كما حدث ويحدث للطائي الذي تتقاذفه الهزائم يمنةً ويسرة واقترب من الخطر المحدق بالفعل وإدارته تتحدث عن بناء مزعوم مع المراحل المتأخرة من منافسات الدوري الذي لا تعترف نتائجه بالبناء بل بالنقاط فقط..! لو عدنا قليلاً للوراء مستندين على عدد من التقارير الصحفية التي كشفت عن تلقي خزينة الطائي ما يقارب العشرين مليون ريال فإننا نجد أمام ذلك تفريطاً غريباً من قبل إدارة الطائي بالمدرب البرازيلي فييرا الذي تحول بعد ذلك إلى أشهر مدرب على امتداد القارة الصفراء بعد أن خطف بطولة القارة الآسيوية..! كما لم تشفع تلك الملايين لإدارة الطائي بأن تجدد عقد المغربي المميز صلاح الدين عقال..! بل إنها تجاوزت ذلك بالتفريط بأحد نجوم فريقها منذ مواسم (أحمد المناور) الذي يقود الحزم حالياً بتميز ويقدم مستويات كبيرة كهداف خطير حسم الكثير من المباريات لمصلحة أصفر الرس.. والمفارقة الغريبة هنا أن الطائي يعاني كثيراً من عدم وجود الهداف المتمكن الذي يستثمر مجهودات لاعبي الفريق بينما إدارة الفريق فرطت بالهداف البارع..!
لم نعهد أبداً طوال السنوات الماضية أن يحدث كل هذا الضجيج والفرقة التي يشهدها نادي الطائي، بل إن اللحمة والتماسك كانت هي الميزة الظاهرة لرجالات الطائي الذين استطاعوا من خلال ذلك تجاوز كل العقبات والضوائق التي كانت تنطلق من محدودية موارد النادي المادية لكن في عهد الملايين تحول كل ذلك إلى وضع مأساوي بالفعل على كافة أصعدة النادي..!
الطائي فقد الكثير من تميزه وتوهجه وقدراته.. وفقد فريقه جزءاً كبيراً من قدرته الشهيرة على اصطياد الفرق على ملعبه وإلحاق الهزائم بالفرق القادمة واحداً تلو الآخر فتحول بالتالي إلى محطة تزود بالنقاط..!
خسارة كبيرة إن هبط الطائي للدرجة الأولى لا سمح الله, فلهذا الفريق نكهة خاصة في منافسات الدوري السعودي كما أكدها ذات مساء النجم الدولي السابق صالح النعيمة..!
كما أن الهبوط لو حدث للفارس سيجعل مصيره كمن سبقه نجمة القصيم التي توارت وانطفأت ما وراء دوري المظاليم.. والغيورون على كيان الفارس مطالبون هم أيضاً بالتدخل قبل فوات الأوان.. إن كان هناك وقت لذلك..!!
nnabeel33@hotmail.com