Al Jazirah NewsPaper Monday  28/01/2008 G Issue 12905
الأثنين 20 محرم 1429   العدد  12905
مستعجل
مكاتب الاستقدام مسؤولة عن هروب الخادمات!!
عبد الرحمن بن سعد السماري

من المشاهد المؤلمة والمخجلة فعلاً.. مشهد تجمع الناس بعد صلاة الفجر أمام مكتب الاستقدام.. التابع لوزارة العمل.. من أجل الحصول على خادمة أو سائق.. وليت هذا الوقوف المحزن الصعب ولساعات طوال.. يثمر عن نتيجة.. فقد تقف ساعات - جزء منها في الهزيع الأخير من الليل - ويقذف بك الزحام بعد فتح المكتب.. لتجد نفسك خارج إطار الطابور.. أو.. واقفا في مكان بعيد مرة أخرى.. وينتهي التقديم وأنت وسط معركة زحام ليس لها أول ولا آخر.. وقد يمن الله عليك وتصل إلى الموظف.. طرف خشمه.. حواره معك كله (هوش) و(نهر) وفي النهاية الشروط لا تنطبق عليك.. أو عندك نقص في الأوراق.. وترجع إلى منزلك في حزن شديد.. فلم يفلح خروجك من منزلك بعد منتصف الليل.. ولم تفلح سهرتك.. واقفاً أمام هذا المكتب التابع لوزارة (العمال).

** هل وقوف الناس بعد منتصف الليل إلى قبيل الظهر هكذا.. مشهد حضاري مقبول؟

** هل الجهة المسؤولة ترى.. أن لا مناص ولا مخرج ولا بديل على الإطلاق لهذه المذلة.. وهذا الإجراء الذي تعرف نهايته قبل بدايته؟

** أناس لديهم مرضى في بيوتهم..

** وأناس لديهم معاقون..

** وأناس يعولون والديهم وإخوان وأخوات لهم كبار في السن أو معاقين ويعولون أقرباء لهم يحتاجون للرعاية الصحية والطبية ويحتاجون إلى خادمة أو ممرضة تساند هذا العمل الإنساني.. ومع ذلك.. تُرفض كل طلباتهم بحجج واهية لا قيمة لها.

** وموظفون يحتاجون إلى سائق يريحهم من مشاكل الخروج من الدوام لملاحقة مدارس الأولاد والبنات.. ومكتب الاستقدام.. يُسهم في إرباك العمل الحكومي.. عندما يفرض على الآلاف من الموظفين.. الخروج من مكاتبهم لإيصال أو جلب صغارهم من المدارس.. ومثلهم أو أضعافهم.. في القطاع الخاص.. مُنعوا من استقدام سائق بحجج واهية.. وكان البديل.. هو خروجهم من مكاتبهم.. وإضاعة أعمالهم وتعطيل المصالح وعرقلة العمل وإرباك العمل والتنمية.. لأن مكتب العمل (مكتب الاستقدام) رأى - ورأيه النافذ - أن هذا أو ذاك.. لا يستحق خادمة أو سائقاً.

** تخيلوا.. لواء متقاعد.. يُطرد من الكونتر ويقال له.. لا تستحق خادمة.. لأن لديك خادمة.. وآخر يطلب منه حساباته البنكية للاطلاع على وضعه المالي؟!!

* إلى هذه الدرجة وصلت الأمور يا وزارة العمل؟!

** اليوم.. هناك حالات.. وربما هي ظاهرة مشهودة اسمها.. هروب السائقين أو الخادمات بشكل شبه علني ويومي تسجل حالات كثيرة يومياً.. ذلك أن هناك عصابات استغلت هذه الظروف وهذه التعقيدات.. وتحولت إلى سماسرة لتشغيل الخادمات أو السائقين.. لأن هناك من يشغلهم بالفعل.

** هذا الذي يشغلهم.. ذهب إلى مكتب العمال مراراً.. وحاول حل مشكلته بالطرق النظامية مرات وفشل.. ثم لجأ إلى طرق ملتوية غير نظامية مرغماً.. فانتشرت العصابات التي تقوم بالسمسرة في هذا المجال.. وهذا بدون شك.. عمل مرفوض.. وجريمة يعاقب عليها النظام.. ولا يجوز السكوت عليها.. لكنها مع الأسف.. موجودة.. وفي تزايد.. إذ لا يوجد بيت لم يهرب منه سائق أو خادمة أو أكثر.. بسبب هذه العصابات التي استغلت هذه الظروف.. والسبب.. تعقيدات مكاتب الاستقدام في إجراءاتها الأخيرة.

** الناس يشتكون..

** والمزارعون.. ماتت مزارعهم.. إذ لا يوجد عمالة.

** وأصحاب الأعمال والمؤسسات الصغيرة.. يشتكون.. والكثير من المؤسسات الصغيرة.. فلَّست وأغلقت أبوابها.. والعامل.. تحول أجره من 30 و50 ريالا في اليوم.. إلى 200 و300 وأكثر.. إذا وجدته..

** والعمالة الفنية المدربة.. اختفت.. لأن الطلب أضعاف أضعاف الموجود.. وتكاليف بناء السكن تضاعفت مرات بسبب ارتفاع أجور العمالة بشكل خطير.. والأمور كلها.. ارتكبت.. وعجلة البناء تعرقلت إن لم تتوقف.. إذ لا عمالة موجودة.

** أما عن قضية هروب الخادمات وتشغيلهن.. وهروب السائقين وتشغيلهم بشكل شبه علني.. فهذا موضوع آخر.. وقضية أخرى لها أبعاد أمنية وأخلاقية خطيرة للغاية.. والسبب في ذلك كله.. هو تعقيدات مكاتب وزارة العمل والعمال ووقف التأشيرات.

** في رسالة وصلت لي قبل أيام.. قال أحدهم.. إن هناك (أكاديميون) لجاءوا إلى تشغيل سائقين بطرق غير نظامية (مرغمين) لأنه ليس في وسعهم ترك المحاضرات وترك الطلاب والذهاب لإيصال أو إعادة أبنائهم من المدارس.. ومكاتب وزارة العمل والعمال رفضت طلباتهم لاستقدام خادمات وسائقين بحجج وجود (فيز) سابقة أو شيء من هذا القبيل.. وهذا.. يعكس حجم انعكاس هذه المأساة وحجم ما وصلت إليه.. ومع ذلك.. التعقيدات تزداد.. وتطنيش الناس وتعطيل مصالحهم يزداد.

** هل هناك حل لهذه المعضلة (الكبيرة)؟!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد