يدفع الفلسطينيون ثمن خلافاتهم الداخلية، أكثر بكثير مما يدفعونه في حربهم مع العدو..

** عشرات القتلى والمرحلين، والهاربين عن الموت والجوع والخوف من الأخ قبل العدو.. صور مهلكة وقاتلة لمن أدمن الحلم الفلسطيني الغائر برغبة العودة والانتصار والاستقرار..!

** منفذ رفح، هو جرح جديد في تاريخنا الحديث، فبين مشاعر آنية متوترة تضيع القضية الفلسطينية وتفرغ فلسطين من الفلسطينيين.. وتطوى ملفات القضية..

** الفرار ليس حلاً.. على أن حق الإنسان في البحث عن النجاة مكفول، لكن الحلول السياسية قادرة على فرض الأمن ومنح الفلسطينيين مشاعر الأمن التي تدفعهم للبقاء في أراضيهم!

** ما فعلته مصر في سماحها للفلسطينيين بعبور منفذ رفح أمر إنساني لا بد ألا تتراجع عنه وفي نفس الوقت بإمكانها فرض منطقة يجتمع فيها الفلسطينيون ويتلقون المساعدات من كافة الدول العربية والإسلامية حتى يجتازوا هذه المرحلة الدقيقة في تاريخهم، ثم عودتهم مجدداً لقطاع غزة وإعمار فلسطين وإبقاء هويتها العربية والإسلامية.

** مهما تباينت التخمينات في الأسباب التي دعت مصر في فتح منفذ رفح أو غلقه..

فإن منظر الفلسطينيين وهم يفرون من أرضهم هرباً من بطش إخوانهم وحروب داخلية بين فصائل فلسطينية كلها نمت وترعرعت وكسبت قوتها من خلال تضحياتها في سبيل الانتصار على إسرائيل.

** لا بد من قبول السلطة الشرعية لفلسطين، مع إبقاء حق نقدها والسعي لإصلاحها مكفول للمنظمات الأخرى..

ثم أن منح الفرصة لهذه السلطة لكي تقوم بأدوارها الباحثة عن استقرار حقيقي وحلول دبلوماسية.. كان سيعطي الفلسطينيين دعماً عالمياً كونهم شعبا يقبل بالحوار ويحترم القوانين والمعاهدات..

** إن الذي يحدث في غزة يجعل قضية فلسطين تخسر المزيد من النقاط التي سجلت لصالحها طوال سنوات الجهاد والتضحيات وتجعل من آلاف الشهداء الذين قضوا في سبيل دينهم وأرضهم مجرد أعداد تضاف إلى هؤلاء القتلى الذين يتساقطون بسلاح الأهل والأقارب والخلافات الداخلية المقيتة!

وآه يا فلسطين!!