حاوره - عبدالعزيز السحيمي
الاختراعات ليست ترفاً علمياً كما يعتقده البعض.. فهي تمثل أهم محفز للإبداع والابتكار كونها مؤشراً حقيقياً لمستوى المعرفة والعلم والاقتصاد للدول والشركات والأفراد. وهي في نفس الوقت استثماراً بعيد المدى وكبير المردود، ويعزى تقدم الدول الغربية وبعض دول الشرق الأقصى إلى اهتمامهم بالاختراعات التي مكنتهم من احتكار اقتصاد المعرفة. ولنا في تجارب الدول الصناعية الكبرى خير مرشد وناصح، فقد قامت عشرون دولة صناعية في 14 ديسمبر من عام 1960م بإنشاء منظمة التعاون الاقتصادي OECD، بقياد الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وسرعان ما انضمت إليها اليابان وتسع دول صناعية أخرى . لتقوم هذه المنظمة بإجراء البحوث الاقتصادية والتوصيات وتقديم الاستشارات لرفع المستوى الاقتصادي للدول الأعضاء وتحسين معيشة الفرد فيها .
ومن يتصفح تقرير هذه المنظمة سيجد نفسه مذهولاً بوفرة المعلومات التي تؤكد أن الاختراعات هي السبب الرئيس والمباشر في تطور تلك الدول علمياً واقتصادياً عبر احتكار المعرفة. ولكي نستطيع تسابق الزمن للحاق بركب الدول المتقدمة, فإنه يتوجب علينا فوراً التنقيب عن الاختراعات الواعدة، وتسويق وتطوير واستثمار الجيد منها والمسجل محلياً ودولياً، كأول خطوة لاستدراك الخسائر الكبيرة التي نتجت وما تزال بسبب إهمال أو عدم إدراك أهمية الاختراعات والمخترعين فيما مضى من الوقت.
هذا ما قاله المخترع السعودي خالد الرشيد عبر الحوار الذي أجرته معه (الجزيرة) بعد تأهله عن قارات آسيا وأستراليا وإفريقيا إلى نهائيات العالم للاختراعات التطبيقية على الكمبيوتر والتي ستعقد في بكين العام الجاري, إذ تأهل الرشيد عن اختراعه (جهاز الكشف والتنبيه لنوم السائق) وهو جهاز عملي يسجل نمط القيادة للسائق ومن ثم يقوم باستشعارها في كل الأوقات ومقارنتها بالمعدلات السابقة للتعرف على السلوك الخاطئ للقيادة وخاصة عند النوم من خلال مراقبة رصد ومتابعة التصحيحات القليلة المستمرة للمقود وزمن الثبات بينها والذي لا يتعدى الثواني القليلة وفيما يلي نص الحوار:
* بداية يتبادر إلى الذهن سؤال تقليدي، كيف أصبح المهندس خالد آل رشيد مخترعاً ومبتكراً؟
- أستطيع أن أرجع ذلك بعد توفيق الله سبحانه وتعالى إلي عدة أمور أهمها البيئة التي نشأت بها في مدينة الخفجي تلك المدينة الهادئة الجميلة المطلة على الخليج العربي، فكنت أستغل الكثير من وقتي في الأنشطة الرياضية والذهنية وكنت دائماً أعمل على الاكتشاف والبحث وأعتقد أن البحر كان ملهماً لإبداعاتي، إضافة إلى أن التحاقي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن كان له دور كبير في زرع الرغبة في البحث العلمي، قبل أن التحق بالعمل لدى شركة بكتل في العاصمة الأمريكية واشنطن التي ساهمت بشكل كبير في زيادة ثقافتي العلمية والبحثية لاهتمامي بزيارة المتاحف والمكتبات وهو ما مكنني من رؤية سعة إدراك وتفاعل الغرب مع الاختراع والإبداع.
مشاركة عالمية باختراعين
* تأهلتم إلى نهائيات كأس العالم الأول للاختراعات في بكين فما الاختراعات التي ستشاركون بها؟
- فور الإعلان عن هذه التظاهرة العالمية من قبل الاتحاد الدولي لاتحادات المخترعين (IFIA) تقدمت للمشاركة باختراعين: الأول (نظام جديد للمراقبة عن بعد) والثاني (جهاز للكشف والتحذير لنمط القيادة الخاطئ). والحمد لله تم قبولهما وتلقيت الدعوة للمشاركة في تصفيات كأس العالم الأول للاختراعات بعد الفحص الأولي لجميع الاختراعات المقدمة من دول القارات الثلاث وهي آسيا وإفريقيا وأستراليا.
* تنظيم كأس عالمي للاختراعات توجه رائد يتوقع له أن يحدث تحولاً كبيراً في قطاع المخترعات والمعرفة علي المستوي العالمي كيف ترون هذه التجربة؟
- تعود المبادرة للتعاون الجاد بين الاتحاد الدولي لاتحادات المخترعين (IFIA) والمكتب الأوروبي لبراءات الاختراع، حيث انطلقت هذه المبادرة بهدف تشجيع التنافس بين الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي الذي يضم في عضويته 84 دولة على إفراز اختراعات مفيدة للبشرية بشكل عام من جهة، وإلى الترويج لنوع جديد من أنواع براءات الاختراعات التي يصدرها المكتب الأوروبي وتسمى (Computer Implemented Inventions) أو باختصار (CII) ويقصد بهذا النوع محاكاة نوعين من أنواع الاختراعات التي يصدرها مكتب براءات الاختراع الأمريكي وهما (Business Method) أو ما يعرف ب(طريقة عمل) وبرامج الحسب الآلي.
نقل التجربة للمملكة والخليج
*هل تعطينا نبذة عن هذا النوع من الاختراعات، أقصد ال (CII)، وماذا لو تم محاكاة التجربة بالمملكة ومنطقة الخليج؟- بدأ المكتب الأوروبي باستقبال الطلبات من هذا النوع عام 2001م، ويتم منح براءة الاختراع لهذا النوع للمنتجات المعدلة أو الجديدة التي توفر خدمة مضافة أو جديدة وتعتمد على الحاسب الآلي في تشغيلها للاستفادة منها، والهدف الرئيس لخلق هذا النوع من الاختراعات يعود إلى سببين، فالأول يرجع إلى كثرة الطلبات على المكتب الأوروبي لمنح براءات اختراع لبرامج الحاسب الآلي والثاني لصعوبة التجربة التي يواجهها المكتب الأمريكي لبراءات الاختراع في فك الاختناق القانوني على برامج الحاسب الآلي لكثرة تداخلها وتشابكها الأمر الذي أخر الاستفادة منها، لذلك يحسب للمكتب الأوروبي هذه الخطوة لأن مثل هذه الاختراعات موجهة للسوق المباشر وأرضها خصبة للإبداع، وأتمنى أن يحذو كل من الإدارة العامة لحقوق الملكية الفكرية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومكتب براءات الاختراع الخليجي حذو المكتب الأوروبي والتخطيط والبدء في إصدار براءات مشابهة لأنها اختراعات استهلاكية في المقام الأول وفي متناول الجنسين من المخترعين المستقلين الأفراد، ومجتمعنا مستهلك وبالتالي لديه ميزة التعرف على الفجوات السوقية أكثر من غيره وبالذات في مجال الأجهزة الإليكترونية والمواد الاستهلاكية.
سباق اقتصادي ومعرفي
* في ظل الصراع الحضاري القائم والتسابق العلمي والتكنولوجي الذي تشهده الساحة العالمية بهدف إحداث المزيد من التنمية.. أين تري موقع الابتكار في هذا السباق؟
- الابتكار هو الوقود الحقيقي لهذا الصراع، وخاصة أن الاقتصاد والمعرفة تعتمدان على الابتكار الذي يعتبر بمثابة الابن البار للبحث والتطوير لذلك فإن الدول في سباق معلن تبحث من خلاله إلى الوصول إلى ابتكارات جديدة في كل مجالات التنمية وحفظ حقوقها في هذا السباق من خلال تسجيل براءات الاختراع التي تعطيها الحق في استثمار تلك الابتكارات لعدد من السنين تتراوح من عشر سنوات لبراءات التصميم وعشرين سنة لبراءات الاختراع الأخرى.
وهنا نقطة مهمة جداً لا يعلم واقعها إلا المدركون وهو أنه من سبق في هذا السباق فسوف يتحتم على الآخرين بذل أضعاف مضاعفة من الجهد وارتقاء الصعاب للحاق بالركب حتى ولو كان فارق التوقيت العلمي بينهما بسيطا.
وأضرب مثالاً, لو أن شخصين تسابقا مشياً لمسافة 100كم مقسمة إلى عشرة أجزاء كل جزء عشرة كيلومترات ووضع عند نهاية كل جزء كأس ماء يكفي لواحد من المتسابقين فقط، فلك أن تتخيل مدى العناء والجهد الذي سيؤديه الثاني في الجزء الثاني من السباق بدون شربة ماء، وهكذا لو استمر في التأخر للمركز الثاني في كل مرحلة، فلن يكون له أمل في اللحاق بالأول.
تأخر إسلامي وعربي
* كثر الحديث عن تأخر العالمين الإسلامي والعربي عن الالتحاق بركب الدول المتطورة في عالم الاختراع فما تعليقكم؟ وأين نحن كسعوديين من هذا الركب؟
- للأسف الشديد فالعالمان العربي والإسلامي يتبوءان ترتيباً متدنياً جداً من بين دول العالم أجمع وهذا ترتيب منطقي فرضه الإغفال وعدم الإدراك الحقيقي للإبداع والاختراع، فكم رأينا من العلماء والمخترعين العرب برزوا في الغرب بعد أن تبرأت أوطانهم من إبداعاتهم وبطريقة عفوية غير مقصودة في بعض الأحيان. وأستثني هنا دولة ماليزيا التي انفردت بالأرقام والحقائق في العالم الإسلامي تفرداً ملحوظاً عبر الاهتمام بالاختراعات منذ ثلاثة عقود، أما الابتكار في المملكة فما زال بعيداً عن المأمول لأسباب مختلفة يطول المقام بالحديث عنها، ولك أن تتخيل أن الاختراعات المسجلة باسم المملكة خلال الخمس والعشرين سنة الماضية تماثل ما تصدرته الولايات المتحدة الأمريكية في ثلاثة أيام وعددها تقريبا 1600 براءة اختراع. (وهنا من العدل أن نوضح أن هناك فوارق يجب إدراكها لتخفيف وطأة هذه المقارنة فمنها الفارق الزمني في عمر الحضارة العلمية للدولتين وكذلك عدد السكان والفارق الواضح في تفاعل المنظومة المتكاملة بين القطاعين العام والخاص بين الدولتين والثقافة العامة للاختراع في المجتمعين) إلا أن هذا الواقع يحتاج إلى تغيير وإسعاف عاجلين.
غياب الجهة المتخصصة
*ما الطرق المتاحة محلياً للمخترعين السعوديين وما الآليات التي تساعد في تعميق مفهوم الاختراع كمجال استثماري ناجح سيدر مدخلات جيدة لخزينة الاقتصاد الوطني؟
- العناصر الأساسية المطلوبة لإخراج أي اختراع للسوق كالتالي:
أولاً: الحاجة، أو ما يعرف بالفجوة السوقية وهي مفتاح النجاح لأي اختراع.
ثانياً : العنصر التسويقي فهو موجود محلياً ويقدم من خلال مؤسسات تعمل في هذا المجال الخدمي، إلا أنها تفتقد للجرأة في الدخول في تسويق الاختراعات نتيجة عدم وجود الخبرة لديها في هذا المجال، أو عدم وجود الرغبة في المخاطرة.
ثالثاً: رأس المال، وغالباً رأس المال الجريء فهو متوفر ولله الحمد في المملكة، ولكن المخترعون محرومون منه في الوقت الماضي والحاضر بسبب عدم وجود جهة واحدة متخصصة ومعنية بالاختراعات على مستوى الوطن تقوم بتشريع الأنظمة التي تضمن حلقات الارتباط العملية والواضحة بين الجهات المعنية بالقطاع العام والجهات المقابلة لها بالقطاع الخاص وبما يضمن الفرز الكمي والنوعي للاختراعات الوطنية ومن ثم تفعيلها، وهذا بالضبط ما أسعى إلى تحقيقه من خلال تأسيس (inventus)، وهي شركة تؤسس من قبل القطاع الخاص لتقوم بهذه المهمة، بالإضافة إلى التعرف على الفجوات السوقية واحتياجات الوطن والمشاكل العالقة في أي مجال كان وطرحها ك(فرص ابتكار) يشترك المخترعون والجامعات والمراكز البحثية والمختصين والمبدعين في إيجاد الحلول لها وعلى شكل اختراعات.
ولكل من هذه العناصر علم خاص به ومؤسسات متخصصة في تقديمه، إلا أن عملية رعرعة وتربية الاختراع صعبة جداً على المخترعين المستقلين، وهذا يفسر النسبة المتدنية عالمياً لبروز اختراعات الأفراد وهي 1% فقط.
* كيف تري نماذجكم في مجال الاختراع وما تقييمكم لها؟ وهلا اطلعتنا علي تلك النماذج؟
- لدي براءة اختراع صادرة ومشروع براءة اختراع مسجل في مكتب براءات الاختراع الخليجي، وخمسة مشاريع براءات اختراع مسجلة في المملكة، ومشروعا براءتي اختراع في المكتب الأوروبي.
أعمل منذ أكثر من أربع سنوات على ثلاثة اختراعات وهي كالتالي:
الاختراع الأول: (نظام تنظيف العلامات الأرضية البارزة على الطرق والأرصفة) ويأتي هذا الاختراع كحل مباشر لمشكلة اسوداد الدهان الأبيض والأصفر على الطرق، وانطماس عاكسية العلامات الأرضية البارزة على الطرق والتي تسمى (عيون القطط)، وتمكنت من التوصل إلى اختراع طريقة علمية اقتصادية مبتكرة يمكن بواسطتها تنظيف تلك العلامات من الأوساخ المتراكمة عليها بحيث يمكن التحكم في قوة تيار النفث ونوعيات وكميات المواد المخلوطة آلياً في عربة صيانة تستطيع إجراء عملية التنظيف أثناء سيرها بسرعات مناسبة جداً، مما يجعل عملية الصيانة اقتصادية وعملية في آن واحد.
ثم أمضيت أربعة أعوام أخرى في متابعة الاختراع حتى حصلت على براءة إقليمية من مكتب براءات الاختراع لدول مجلس التعاون الخليجي. وفكرة الاختراع بسيطة جداً، وهي تعتمد على الاستفادة من ضاغطات الهواء المتوفرة في كل قرية ومدينة، والكميات الهائلة من الرمال، والمواد العضوية والمتوفرة أيضاً في كل قرية ومدينة مثل جريد النخل اليابس وناتج تشذيب الأشجار ونشارة الخشب. وقمت بتنفيذ تجربة عملية على الطبيعة وأظهرت نتائج باهرة في تنظيف الدهان الأصفر والأبيض على حد سواء بالرغم من اختبار دهان مضت عليه عدة سنوات قد انطمست معالمه تماماً، كما اختبرت كفاءة النظام في إزالة طبقة الدهان بالكلية وحقق نتائج ممتازة في وقت قليل.
والاختراع الثاني: (كبائن تجفيف الفائض من الطعام) ويعنى هذا الاختراع بتجفيف الفائض من الأطعمة في نفس المصدر دون الحاجة إلى جمعه يومياً، والبحث الجاري عن وسائل ناجحة وبدائل مفيدة لتحقيق ذلك الهدف بكفاءة عالية وبكلفة أقل وزمن أقصر لابد أن يستمر ويستمر. والفائض من الطعام يشكل 51% من النفايات المنزلية والتي تشكل بدورها ما نسبته35% من إجمالي النفايات في المملكة، أي أن نسبة الفائض من الطعام الذي يتم التخلص منه برميه مع النفايات الأخرى يشكل 18% من إجمالي النفايات.
وقد تم تطوير هذا الاختراع عبر مراحل عديدة بدأت بالنموذج الأولى للاستخدام المنزلي الذي يستخدم الهواء الحار الخارج من جهاز التكييف وتمريره ترددياً بين الرفوف التي يوضع عليها الفائض من الأطعمة، وانتهاءً بالنموذج الثاني عشر الذي يمكن استخدامه في المطاعم وقصور الأفراح والفنادق والاستراحات بدلاً من البيوت بحيث يكون قادراً على التجفيف لكميات كبيرة في وقت أقل، ويتميز بوجود حاويات بها تصف فوق بعضها البعض مع وجود مصدر لشفط الهواء من الفراغ الخلفي للخزانة لتسريع عملية التجفيف بتسريع مرور الهواء على بقايا الأطعمة. وهذا الاختراع يتمتع بإيجابيات وميزات كبيرة وهي:
1- التجفيف لبقايا الطعام لدرجات متعددة حسب الاستخدام النهائي لها.
2- سهولة فرز مكونات الطعام بعد تجفيفها.
3- تقليص أوزان وأحجام النفايات ومن ثم سهولة نقلها ومعالجتها.
4- تقليص التكلفة التشغيلية والاستثمارية في مجال جمع ومعالجة النفايات.
5- عدم حاجة الجهاز (المخترع) لمساحة كبيرة بالإضافة إلى سهولة استخدامه.
6- انخفاض الكلفة التصنيعية والتشغيلية للجهاز.
7- الحفاظ على البيئة.
8- القضاء على الأبخرة والسوائل المزعجة حضاريا والضارة بيئيا.
9- تقليص أعداد معدات النظافة وبالتالي ينتج توفير مالي وتقليص في التلوث البيئي الناتج منها.
10- تخفيض أعداد العمالة وبالتالي تقليل العبء الاقتصادي ألناشي منها والمشاكل الاجتماعية التي تسببها.
11- رفع مستوى الوعي الثقافي البيئي للمجتمع والحفاظ على النعمة وصونها.
وهذه البيانات والحقائق تؤكد الحاجة إلى تفعيل هذا الاختراع والوصول به للسوق على أن يستفاد من فائض الأطعمة بعد تجفيفها بواسطة الجهاز في صناعة الأعلاف الحيوانية والأسمدة العضوية وتكرير السكر ويجري البحث في إمكانية تصنيع الورق من بقايا الأرز.
وأما ما يخص تفعيل هذا الاختراع فقد بدأ منذ فترة حيث تم تأسيس (لجنة تطويرية) برأس مال مناسب لأجراء الدراسات الاقتصادية المطلوبة. وبالفعل بدأت هذه اللجنة بالقيام بمهامها منذ فترة وأنهت الدراسة السوقية ويجري العمل حالياً على استكمال المراحل اللازمة لكيفية إخراج شركة مساهمة لتعمل وفقاً للاختراعين المذكورين.
والاختراع الثالث: (inventus) ويعتبر هذا الاختراع طريقة عمل (Business Method) يمكن بواسطته تفعيل الاختراعات وخلق الابتكار، وتأتي الخلفية التي دفعتني لاختراع هذه الطريقة، ما يعانيه المخترعون من كل أنحاء العالم من صعوبات بالغة أثناء عملية تسويق اختراعاتهم من جهة، وندرة الاستفادة البشرية عموما من تعدد طرق تفكير المبدعين والمبتكرين والمخترعين من جهة أخرى.
وقد انتهت المرحلة الأولى الخاصة بالتعريف بهذا الاختراع خلال المؤتمر العلمي الإقليمي للموهبة الذي افتتحه خادم الحريين الشريفين في جده 2-6 شعبان 1427هـ. وهذا الاختراع له صبغة محلية وتوجه عالمي لحل المعضلات التي تواجه العالم بأسره، مثل التصحر والتلوث وشح المياه وارتفاع درجة حرارة الأرض من جهة، وحل المشكلات والاحتياجات الموجودة بكافة قطاعات التنمية من جهة أخرى.
ثلاث خطوات لاستدراك الاختراعات بالمملكة
* هل يمكن استدراك الخسائر الكبيرة التي نتجت وما تزال من إهمال أو عدم إدراك أهمية الاختراعات والمخترعين فيما مضى من الوقت؟
- في رأيي المتواضع يمكن استدراك الوضع بثلاث خطط تنفذ بشكل متوازي:
الأولى: إنشاء صندوق برأس مال لا يقل عن عشرين مليون ريال ليدعم ويمول ويستثمر في الاختراعات يدعم سنوياً، وتتم الاستفادة منه لتسجيل وتسويق وتطوير الاختراعات المسجلة أو الممنوحة داخلياً وخارجياً. للحفاظ على ما في جعبة الوطن من اختراعات.
أما الثانية تنظيم مهنة الاختراع من جهة والاختراعات نفسها من جهة أخرى. ووضع النظم والضوابط والحوافز للأفراد والشركات بما يكفل النهوض بها. وسيجني الوطن من ذلك الكثير خلال العقود المقبلة وخاصة في ظل تواجد نسبة كبيرة من سكان المملكة من الشباب والشابات القادرين على العطاء، والطفرة الحقيقية التي تعيشها بلادنا ولله الحمد والضرورة الملحة لهذا المجال.
أما الخطة الثالثة لاستدراك الخسائر فتتم بوضع الخطط الإستراتيجية للمستقبل وتنظير وتقويم الخطتين السابقتين سنوياً. لاستقصاء السلبيات لحلها والإيجابيات لزيادتها. بما يضمن زيادة عدد الاختراعات والرقي بجودتها العلمية والمعرفية.
والنظر جيداً بما يخص تنفيذ ما سبق اختراعه من كثير من المتخصصين. وهو إنشاء مركز للاختراعات لما لذلك من دور كبير جداً على مستوى المملكة والوطن العربي والإسلامي.