اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يعقد اليوم في القاهرة لبحث ثمار ونتائج اتصالات الجامعة العربية لتنفيذ خطة العمل العربية في لبنان يؤكد من جديد حرص الجانب العربي على سلامة لبنان واستمرار ديمومته السياسية وانتشاله من قاع الشلل السياسي الذي اوقعه في شراكة بعض المراهنين على امتدادات الخارج والمتلكئين في السير على خطى التسوية وتنفيس ازمة الاحتقان التي تعاني منها المؤسسة السياسية في لبنان بشكل عام.
الحديث عن الخلاف المستشري بين اقطاب السياسة اللبنانية من أكثرية ومعارضة له شجونه وتشعباته التي يعرفها الجميع على المستوى الداخلي للخارطة اللبنانية, والتي وللاسف الشديد قام بعض عناصر تلك الخارطة بربطها بجهات وتحالفات خارجية ساهمت في تشتيت بوصلة الحل ونقل مساراتها الى خارج حدود الوطن لبنان, مما جعل جهود حلحلة الازمة اللبنانية تصطدم بعراقيل ومحبطات وأجندات التحالفاتالاقليمية والدولية التي اتخذت من تعقيدات الازمة اللبنانية بورصة للمزايدات والمراهنات المصلحية والبراغماتية لتسوية نزاعات دولية ذات طبيعة وتكوين معقد اجتذبت لبنان الى متاهاته واتخذ بمثابة رهينة من أجل الحل والمساومة على مستوى أكبر من ارتباط حلفاء الداخل اللبناني ومراهناتهم الضيقة. لقد آن الأوان لكل الوحدات الدولية والجهات التي تعلن ارتباطها الاستراتيجي بحلفاء من داخل لبنان تصدر لهم التوجيهات وتبني عليهم مصارعاتها الدولية ان تتحلى بالنزر القليل من المسؤولية وابداء الحرص على وحدة لبنان وسلامته وهو يقترب من حافة الهاوية والانجرار الى ما لا نهاية بعده من الاضطرابات وعدم الاستقرار, وذلك ما يكون من خلال عدم المغالاة في استغلال الورقة اللبنانية, او التطرف في تكريس الحلفاء على ارض واقعه المرتبكة, والتي لم تعد تتحمل المزيد من الهزات والارتباكات الناجمة عن ثقل خطى حلفاء الخارج المزعومين الذين أثقلوا لبنان بتبعيات سياساتهم وتحالفاتهم الاقليمية والتقليدية ايضا, وانكهوا المستوى المعيشي لمواطنيه وقبل ذلك وهو الاهم اصبحوا بمثابة عقبة الحل امام مشاريع تسوية وتنفيس أزمته السياسية ذات الطبيعة الخاصة جداً.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244