قال أحد الاقتصاديين الأمريكيين ساخرا: الجيد حول أزمة اقتصادنا أن الجميع ورغم كل ما يحدث ما يزال يعبر عن الخوف من الركود وكأنه لم يحدث بعد!!

لا عجب من هذا القول حين نسمع وصف الاقتصاديين في العالم لهذه المرحلة من الاضطراب الاقتصادي العالمي بمس (الجنون)... الجنون الذي مايزال يدفع المعالج الاقتصادي الأمريكي إلى اتخاذ قرار أكبر تخفيض للفائدة في العصر الحديث في ظل ترقب ووجل حول تأثيرات العولمة الاقتصادية والتي جذرت ترابط النظام المالي والمصرفي غربا وشرقا ما يجعل أي هزة في جبال الغرب تتحرك لها السهول في الشرق.

المثير في اللافتة التي اختارها منتدى دافوس الاقتصادي في اختتام أعماله أمس كان إطلاق جرس الإنذار حول ركود الاقتصاد الأمريكي وتحذير العالم من أزمة اقتصادية عالمية بعد أن استقرت الثقة في نفوس الاقتصاديين بأن انهيارا كالذي حدث في عشرينيات القرن الماضي لم يعد مطروحا بسبب الخبرة والتقدم الذي وصله علم الاقتصاد... فهل تعقدت المشاكل الاقتصادية بشكل أكبر مما يستوعبه الاقتصاديون ففشل عن مجاراة الواقع!!

الحقيقة التي أدركها علماء الاقتصاد اليوم هي أن الواقع ما يزال يحمل الكثير من التجارب والتوسع الائتماني الجنوني غير المسؤول الذي انتهجته بعض المؤسسات المالية يجني اليوم على القطاع المصرفي العالمي برمته وما كان يبشر بأنه الاقتصاد الجديد (غير الحقيقي) أصبح اليوم أساس الاضطراب.

ويظل التساؤل في خضم التشاؤم الذي يعم العالم بأسره والذي أعتقد بأنه سيحدد مصير الأزمة الاقتصادية العالمية بالتعافي من عدمه هو: ما حجم الأضرار الحقيقية التي طالت المصارف العالمية وما الأبعاد التي لم يكشف عنها بعد؟