لندن - رويترز
وصف الرئيس الباكستاني برويز مشرَّف نفسه الجمعة الماضية على أنه نصير لحقوق الإنسان وحرية التعبير ثم انقلب على صحفي وجه إليه سؤالاً وقال إن الحقوق يجب أن تكون لها حدود. وخلال كلمة ألقاها في قاعة مكتظة بالحضور في بريطانيا في المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية أمضى مشرَّف 30 دقيقة يشرح فيها تاريخ باكستان الحديث ومعركته ضد المتشددين وخططه للانتخابات العامة المقررة في 18 فبراير - شباط. ولكنه بذل أكبر مجهود أثناء الحديث عن الحقوق والحريات ووصف نفسه بأنه مدافع حقيقي عنها.
وقال بعدما وصل متأخراً للمبنى مصحوباً بمجموعة من الحراس والمرافقين (أنا مؤمن بقوة بحقوق الإنسان والحريات الشخصية وحرية التعبير). وأضاف الشيء الوحيد الذي نريده هو أن هذه الحريات يجب أن يكون لها حدود وألا تؤدي إلى العنف والتدمير. وتابع: لا يمكن أن نسمح لأحد بأن يزعزع استقرارنا ويقودنا إلى الفوضى باسم حقوق الإنسان.
وقال مشرّف الذي بدا في بعض الأوقات في موقف المدافع والمجادل إن هناك ثلاث حالات أاساء الغرب فيها فهم باكستان وهو ما أضر على نحو خاطئ بسمعته وحقر من سياساته.
وقال مشرّف الذي تولى السلطة في انقلاب عام 1999 إن الحالة الأولى هي التصور بأن الأزمة القضائية التي أقال خلالها عدداً من القضاة هي قضية من قضايا حقوق الإنسان. وقال هذه لم تكن قضية حقوق إنسان، بل كانت قضية قانونية تحوّلت إلى قضية سياسية ثم تحولت أكثر لتصبح أزمة للأمة.
وأضاف ان الحالتين الآخريين تتعلقان بما تناقلته وسائل الإعلام الأجنبية من أن الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر القادم ربما لن تكون حرة أو نزيهة وأن ترسانة الأسلحة النووية الباكستانية ليست مصانة بشكل مناسب.
وقال: الانتخابات ستكون حرة ونزيهة وشفافة وهادئة. واستطرد: أنا ومسؤولو الانتخابات محونا أي خلل في النظام يمكن استخدامه والتلاعب به.
وفيما يتعلّق بالأسلحة النووية قال مشرّف أنه من المستحيل وقوعها في أيدي من وصفهم بالمتطرفين قائلاً: إن السبيل الوحيد لحدوث ذلك هو أن تهزم القاعدة الجيش الباكستاني أو أن تفوز في الانتخابات وتتولى السلطة. وقال من المستحيل حدوث أي منهما.
وفي ختام كلمته التي جاءت بعد زيارته لقمة دافوس في سويسرا وقف الحاضرون ومنهم دوق كنت ابن عم الملكة اليزابيث للتصفيق للرئيس الباكستاني.
لكن مشرّف الذي نفى أي صلة لأجهزة الأمن الباكستانية في اغتيال بينظير بوتو منافسته الرئيسية في الانتخابات الشهر الماضي لم يرض الجميع لا سيما الصحافة.
ورفض سؤالاً من شبكة سكاي نيوز عمّا إذا كانت الانتخابات ستكون نزيهة قائلاً: (أعطوني شهادة وسأوقّع لكم عليها). وعندما سأله محرر لصحيفة باكستانية يقيم في لندن عن الأجهزة الأمنية انقلب عليه وقال وهو يشير بإصبعه تجاه الصحفي أمثالك هم الذين يسيئون (إلينا). وأضاف وهو ينصرف دون أن يجيب على السؤال (ثم تستغل وسائل الإعلام الأجنبية الموقف... إنك تحاول الإساءة إلينا بإلقاء اللوم على أجهزة المخابرات).