فشرف لي وغبطة أن أشارك في هذا العرس الثقافي البهيج.. تكريماً لفارس هذه الأمسية الجميلة الصديق حمد بن عبدالله القاضي، الذي ترجل مختاراً عن جواد رفيقة عمره (المجلة العربية) بعد رحلة شاقة ومبدعة في بلاطها امتدت نحو ثلاثة عقود من الزمن، منحها عصارة فكره وأدبه وجهده وخلع عليها ديباجاً من الإبداع الصحفي والأدبي يسرُّ الناظرين، فكانت في عهده وستبقى من بعده بإذن الله حسناء يترقب المحبون لها إطلالتها مطلع كل شهر لتنثر بين أيديهم موائد من الفكر والثقافة والأدب والتاريخ، وكل ما يصبو إليه الفؤاد الحصيف، وقد كان أبو بدر خلال فترة ولايته نعم الولي للمجلة ونعم الوصي عليها، وكان في كلا الحالين قوياً وأميناً، حافظ على عفاف مجلته بغيرة العشاق من غثاء القول، وعلق حول جيدها سواراً من الهيبة والرصانة والاحترام، وتمكن باقتدار من أن يستقطب لصالونها الأنيق صفوة من عشاق الحرف ورواده.
أيها الحضور الكرام..
إننا نجتمع هذا المساء ضيوفاً على سادن الثقافة ورفاقه الكرام، معالي الوزير الصديق الأستاذ إياد بن أمين مدني، جئنا من كل فج ملبين دعوته لنشارك في تكريم واحد من الرموز الثقافية المضيئة، ونحن بهذا الفعل الجميل نؤسس لسنة حميدة سنتها وزارة الثقافة والإعلام في عهد معاليه لتكريم فرسان الثقافة ومبدعيها، وكلي رجاء أن يستمر إحياء هذه السنة في القادم من الأيام، دعماً لمن يستحق التكريم من أهل القلم في بلادنا ممن يضيئون بحروفهم شموع الحق والحقيقة، ويسهمون في تنوير الرأي العام بالكلمة البناءة والنقد السوي والرأي الحصيف!
وتكريم الأديب حمد القاضي خير مثال على ذلك، ومثله كثيرون.. ما برحوا يركضون في مسارات الحرف الجميل يبوحون، كل على نهجه، بحب هذا الوطن.. وحب الخير والبناء له، ويرسمون بأقلامهم خطوطاً من الأمل المتفائل لحاضر هذه البلاد ومستقبلها.
وفق الله الجميع لما فيه الخير، وبارك في كل مبادرة رائدة كهذه، التي تقول للمحسن أحسنت.. وللمبدع.. أبدعت!
ولضيف هذا اللقاء المبارك أقول: لقد عملت يا حمد فأجدت، واجتهدت فأحسنت.. وأحسنت فأبدعت.. فكان هذا اللقاء باسمك ومن أجلك.. إشادة بك وتكريماً..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..