يزخر ميدان الشعر الشعبي بقامات شعرية كبيرة وذات شهرة واسعة استطاعت أن تدلف إلى أذهان الناس؛ وذلك لأنها اتخذت منحنى معيناً له تأثير واضح في حياة الناس وتستطيب له نفوس الناس، وذلك لشموله على جانب مهم في معاني الحياة كالصدق والبر وبر الوالدين والتواصي بالحق وكل الأعمال المؤدية إلى الخير التي تشتمل على الحكم والمواعظ والنصح والإرشاد، فاستحالت أعمالهم الشعرية إلى مُثل عليا وقصائد ماتعة الجودة والتألق فبقيت أسماؤهم وبقيت قصائدهم أعلاماً مضيئة في دهاليز الشعر الشعبي. وفي تقديري أن مثل هذه النماذج والألوان الشعرية بمثابة الملح للشعر الشعبي والتي تزيد من بهائه ورونقه، وما أجمل أن يتناول الشاعر في قصائده وصيَّة تحث على طاعة الله ورسوله وامتثال المثل العليا في الحياة إلى جانب تخصيص نوع من القصائد حول بر الوالدين؛ فهذا وربي عمل صالح لكل شاعر قدم كلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، ولا ريب أن الشعر الشعبي مليء بمثل هذه النماذج التي لم تتوارَ عن أذهان الناس؛ فالشعر مدرسة تنظم جوانب متعددة في حياة الناس.
عبدالمحسن بن محمد المحيسن