Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/01/2008 G Issue 12900
الاربعاء 15 محرم 1429   العدد  12900
يقدم نموذجاً ل(الشاعر الحقيقي)
خلف بن هذال يعرض أزمتي (البطالة) و(غلاء الأسعار) شعراً!!

لم أتعرف على الشاعر خلف بن هذال إلا كما تعرف عليه كثيرون غيري من خلال وسائل الإعلام، فلم أقابل الرجل شخصياً، وهو أشهر من نار على علم من الناحية الإعلامية، وفي ميدان الشعر، لذلك فهو ليس في حاجة إلى مقالة تروج له هنا وهناك، ما أريد بزبدة المقال هذا (شخصنة) خلف أو اللقطة بل الفيلم - الموقف هو ما يهم وهو مرادي، فقد سمعت قصيدته الأخيرة في محفل منى بعيد أضحى 1428هـ، وبين يدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، وما كان خادم الحرمين بحاجة إلى مديح متكلم، وهو الغني (بفضل الله عز وجل) عن ذلك بأفعاله وأياديه التي تخبر عنه ليل نهار، والذي هو إلى محض النصيحة والمشورة المخلصة أكثر طلباً - كما قال يحفظه الله في أكثر من مناسبة - لولا أن رد الإحسان والعرفان بالجميل والامتنان مستحب مطلوب بأي وسيلة قدرت عليها فإن شاعراً فشعراً، أو ناثراً فنثراً وهكذاً، ولعل قصيدة خلف كانت من هذا الباب: رد المعروف إلى أهله، والدعاء: فللمحسن: أحسنت وجزاك الله خيراً، غير أن ما لفت نظري في قصيدة الشاعر خلف أنه عرج وصرح بمشكلتين تؤرقان المجتمع السعودي: العطالة (البطالة)، ومشكلة غلاء الأسعار، وهنا ثمة أمور تبسط - في رأيي - لتكتمل الصورة: فمقام المقال هو عيد الأضحى حيث هو محل تهنئة ولي الأمر والبلاد بالعيد المبارك، وبسلامة الحج والحجيج، لكن الشاعر أبى إلا أن يذكر (أزمات) مجتمعه منتهزاً هذه الفرصة وهو يعلم ويخبر - كما ذكر في أبياته - أن خادم الحرمين - حفظه الله - عارف لا يُعرَّف بذلك إلا أنه من باب {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}، ولعله أيضاً للشاعر من باب إبراء الذمة وأداء الأمانة نظن ذلك ولا نزكي على الله أحدا.

ولعل قائلاً يقول: لقد طُرفت هذه المشاكل وذكرت وكتب عنها وعقدت لها الندوات وأفردت لها وسائل الإعلام حيزاً واسعاً، غير أني أقول إن الشاعر ها هنا انفرد عن كل هؤلاء، وتميز موقفه عن كل تلك بمباشرة الخطاب لمقام ولي الأمر فهو بين يديه وأمامه (عيانا بيانا)، وربما لو كان غيره شاعر أو ناثر في ذلك الموقف لاكتفى بعبارات التهاني والثناء فحسب، إلا أن خلف لم يفعل.. تذكروا أني لا أعرف الرجل وليس مقالي إليه، وإنما وددت لو أن كل متحدث استشعر أمانة الحديث - الموقف فأدّاها، وهو بالمناسبة مطلب وأمنية ولاة الأمر. شكراً شاعر الوطن.

محمد بن الحميدي الشمري -حائل



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد