في إحدى ليالي العاصمة الجميلة.. كانت ملحمة الوفاء.. ومناسبة إعلان إشاعة الفرح والسرور.. ونشر البسمة والسعادة وسط أجواء باردة تسطر فيها ملامح عدم الرضا والقبول لحالات يشهدها المجتمع من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية إلى متابعة لحالات نفوق الإبل والمواشي ومن (انفلونزا) الطيور إلى الدواجن.. وهكذا تتوالى تلك (المطبات) و(المنغصات) والتي ساهمت تباعاً في توتر أفراد المجتمع وحدوث الاضطراب في السلوك والوضع النفسي.. وكان يوم الأحد مؤشراً سلبياً في سوق الأسهم..
وقد بدأت الابتسامة تختفي تدريجياً.. والشعور بالخوف من انقراضها عن قريب.. إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه دون تدخل سريع!
.. ولكنها.. الرياضة.. وحدها وهذه حقيقة تبقى النافذة التي تمنحنا الهواء النقي الصحي سواء بالممارسة أم بالمتابعة.. وتحقق لنا الكثير من الشعور بالارتياح والسعادة.
.. وحسناً (فعلها) الأمير عبدالله بن مساعد وشقيقه الأمير عبدالرحمن بن مساعد في الإعلان وبقوة (هنا مانشستر يونايتد) في ليلة لا تنسى من ليالي الوفاء الهلالية ولمناسبة الاحتفاء بالسامي.. (الجابري) في مهرجان التكريم والوداع!
.. وتلك المباراة.. بما تحمله من فنون وإبداعات.. هي (سمفونية) تنشر أجواء الفرح والسعادة بين الصغار قبل الكبار.. فتحية محبة وتقدير للأميرين عبدالله وعبدالرحمن على مبادرتهما تلك.. وما أحوجنا للمزيد من مثل مهرجانات الاعتزال الكبيرة وحضور الأندية العالمية كمانشستر يونايتد... إذ نتمنى لاحقاً رؤية برشلونة أو (الريال) في جدة للاحتفاء بالنجم حمزة إدريس ومن قبله أحمد جميل وعبدالله غراب.. وأن يزحف الجمهور الكبير الذي شهد مهرجان اعتزال سامي إلى استاد الملك فهد الدولي مرة ثانية.. وفي القريب العاجل للاستمتاع بكرنفال اعتزال النجم الدولي الكبير ماجد عبدالله في مواجهة لفريقه النصر مع الإنتر أو ميلان.
.. حتماً ستكون تلك الأمسيات ذكريات لا تنسى.. وهي طبعاً تخلق أجواء الفرحة والسعادة.. فهل تتكرر مناسبة سامي الجابر ونرى (عريسها) ممثلاً في ماجد عبدالله أو أحمد جميل وغيرهما من اللاعبين الكبار الذين يستحقون التكريم لكنهم لم يجدوا سوى (الوعود) والتي أصبحت وللأسف غير قابلة للتنفيذ!
وسامحونا!!
تعلموا من الهلال!!
استعانة الهلال في مباراة اعتزال الأسطورة (الجابرية) أمام مانشستر يونايتد تترجم رسالة أخلاقية رائعة مفادها أن الرياضة ذات أهداف ترتكز على المحبة والتعاون وبناء علاقات إيجابية.. والهلال النادي الكيان الكبير لم يمارس حقه الطبيعي في (الأنانية) و(حب الذات)، حيث لم يحصر التمثيل في تلك المناسبة التاريخية على لاعبيه.. لكنه فضل إتاحة الفرصة لغير لاعبيه لتبقى ذكرى جميلة ومتميزة تشكل إضافة ورصيداً في تاريخ مسيرة أولئك اللاعبين من خارج الهلال..
** وبالمناسبة فإن مشاركة النجوم لغير فرقهم في مباريات حبية لم تكن (تقليعة) زرقاء تحدث لأول مرة.. لكنه (تقليد) محبب على مستوى العالم.. وقدامى الرياضيين محلياً يتذكرون كيف كانت فرقنا التي سبق أن التقت فرقا عربية وأجنبية تسارع نحو الاستعانة بلاعبين متميزين.. ولعل النجم السابق الكبير (ساحر الكرة) مبارك الناصر كان الأوفر حظاً من لاعبي عصره والأكثر استقطاباً في الاستعانة به لتمثيل عدة أندية سعودية في مواجهاتها أمام فرق خارجية!
* تلك النظرة الهلالية تحمل دلالات إيجابية لقيمة ورسالة مفهوم التنافس الرياضي الشريف الذي يجب على إعلامنا الرياضي العمل على تنميته ونشره في أرجاء الوسط الرياضي والشبابي!
* لكن ما حزّ في نفسي كثيراً هو قرار نادي النصر بالاعتذار عن عدم مشاركة لاعبه أحمد البحري في تلك المناسبة وبصرف النظر عن مبررات وظروف عدم القبول أو (الرفض) بالمشاركة فهي ترسم وللأسف انطباعاً سلبياً أتمنى عدم تكراره مستقبلاً!
* أرى في تمثيل محمد نور خاصة لمناسبة الاعتزال صورة مشرقة تفتح آفاقاً بعيدة المدى لمضمون وشكل العلاقة بين ناديي الهلال والاتحاد والتي شهدت في الآونة الأخيرة خروجاً عن جوهر التنافس الحقيقي بعيداً عن استرجاع مسببات الانحدار في مستوى العلاقة المتبادلة!
* يا لها من كلمات صادقة خرجت من قلب مفعم بالحب.. ففي حديث الوداع للنجم سامي الجابر الذي كان صادقاً مع نفسه أولاً.. قال موجهاً كلمته للجميع (سامحوني)
.. ويا ليت أولئك المتطرفين في تشجيع عدة أندية.. والذين خرجوا عن الروح الرياضية والقواعد الأخلاقية الأصيلة.. وساهموا (عمداً) وبعضهم عن (جهل) في تطبيق للمثل (مع الخيل يا شقراء) طوال تواجد سامي في الساحة الرياضية بالنيل من كرامته كإنسان وبث الإشاعات وتوجيه الإساءات له أن يبادروا بطلب العفو وذلك بالندم والاستغفار.. ومن ثم الإسراع في قبول كلمته في ختام مشواره (سامحونا)
* أحدهم استكثر وللأسف الاحتفال بسامي الجابر مقللاً من قيمته كلاعب كبير يستحق هذا التكريم.. في الوقت الذي انصرف فيه للإشادة بصديقه الرئيس السابق دون أدنى مبرر!!
* قالها شعاراً رائعاً.. (أنا أحبكم) فمتى يتوقف بعض (المرضى نفسياً) من ممارسة (إسقاطات) بحق كل من يسير على درب التفوق والنجاح؟؟
كشف حساب مبدئي!!
في قراءة سريعة لأسماء القائمة المبدئية لمرشحي الأندية لانتخابات مجالس إدارات الاتحادات الرياضية.. كان لافتاً للنظر ذلك الانقسام في مفهوم الأندية لثقافة الانتخابات.. هناك أندية قررت ترشيح بعض رموزها القدامى كنوع من التكريم والتقدير والوفاء نظير خدماتهم السابقة.. وهذا شعور جميل يرسم انطباعاً رائعاً.. لكن في المقابل.. حدث بالعكس.. بدأ الإصرار واضحاً في تمسك الأعضاء الحاليين في مجالس إدارات بعض الأندية على ترشيح أنفسهم لكل اتحادات الألعاب التي يمارسها هذا النادي وكأنهم يقولون في قرارة أنفسهم (نحن الأولى والأجدر) أما القدامى فلا حقوق تذكر لهم ومصيرهم النسيان.. إن لم يكن التجاهل!!
** من المتوقع جداً.. وأرجو أن يحدث (العكس) أن يهتم الإعلامي الرياضي من الآن فصاعداً بتسليط الأضواء والاهتمام بمرشحين محددين لأسباب متنوعة.. ويبدأ في التعريف بهم وتتبع أخبارهم وطرح برامجهم في حملاتهم الدعائية والانتخابية.. بينما يصرف النظر عن مرشحين آخرين.. وهذا بالطبع سيكون غير مقبول.. لأن المتعارف عليه في طبيعة الانتخابات منح كافة المرشحين فرصاً متساوية وعادلة ودون تمييز أو محاباة لمرشح عن غيره!
* الكلام الذي ذكرته أعلاه سيتم تطبيقه بالتأكيد على مرشحي اتحاد كرة القدم أما بالنسبة لمرشحي اتحادات الألعاب الأخرى.. فأعتقد أن ظهورهم سيتوقف عند مجرد الإعلان عن أسمائهم كمرشحين.. وكفى!!وسامحونا!