Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/01/2008 G Issue 12900
الاربعاء 15 محرم 1429   العدد  12900
وتاليتها
د. هند بنت ماجد الخثيلة

لم نفق بعد من هول الصدمة التي اجتاحتنا حول قيام أحد الوحوش في الكويت الشقيقة باغتصاب 18 طفلاً، والذي لقب بوحش حوليّ، حتى اجتاحنا السخط والهلع، ولكن هذه المرة من وحوش البنغال الذين قام خمسة منهم باغتصاب فتاة في المنطقة الشرقية، وقاموا بتحدٍّ ساخرٍ وسافلٍ بمشاعرنا، فصوروا الجريمة بجوالاتهم وفي مختلف مراحلها البشعة، بدءاَ من الإمساك بالفتاة ومروراً بتجريدها من كل ثيابها ثم اغتصابها.

وقام هؤلاء بنشر هذه الجريمة من خلال (البلوتوث)، فكأنما العملية وسيلة لكسب المال وبأية طريقة. يؤكد ذلك ما يقوم به الكثيرون من هؤلاء من عمليات السطو والسرقة حيث تم أخيراً في الرياض القبض على عصابة بنغالية تستهدف كبائن الاتصالات وغيرها من المصادر التي جعلوها أهدافاً يغيرون عليها ولا يترددون في ارتكاب أية جريمة للوصول إلى غاياتهم الدنيئة.

نحن نتحمل جزءاً ليس بالقليل من المسؤولية حيال ما يحدث، فمعظم هؤلاء هم من المخالفين لقانون الإقامة والعمل، ويرتعون في بلادنا وأمننا ويعيثون فيهما خراباً وفساداً وجرائم غريبة عنا، بل هي تثير اشمئزازنا.

ثم مَنْ هو ذلك الذي أحضر عاملاً، ثم أطلقه بيننا وحشاً كاسراً؟! ومن هو ذلك الذي يتستر على عمالة مخالفة، وهو لا يدري بأنه يضع ثعباناً في حِجْرهِ؟!!

أخشى أننا، وفي ظل اهتمامنا الشديد بالشأن الأمني - وهذا واجب - أننا قد تراجعت هممنا حيال رصد الأخطار التي تشكلها العمالة المخالفة المتسيبة بين ظهرانينا، مثلما أخشى إبلاغ أهل الفتاة السلطات عما حدث ربما يكون مرده الخوف من أمور أقسى وأخطر؟!

الصور المنتشرة بالصوت والصورة تظهر الوجوه القذرة التي قامت بالجريمة، وأعتقد أن ذلك يشكل أقصر الطرق إلى وضع اليد على هؤلاء المجرمين، وإنزال أشد العقوبات بحقهم، لأن عدم القبض السريع عليهم سوف يثير الكثير من البلبلة، ويمهد الطريق إلى نشر الكثير من الإشاعات التي ستجد لها مرتعاً عند الكثيرين، خاصة وأن مسلسل الجرائم البشعة ونوعياتها مما يغري النفوس الخبيثة بما تشاء من إشاعات. وليست وزارة الداخلية دون غيرها تتحمل أعباء هذا الأمن؛ فكل منا تقع على عاتقه مسؤولية أمن هذا الوطن وأمان هذا المواطن الذي لا يستطيع أن ينتظر - لا سمح الله - جريمة أخرى تتحدى مشاعره.. فماذا نحن فاعلون؟

.... وتاليتها؟!!




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد