«الجزيرة» - جمال الحربي - خالد الحارثي
أوضح الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق ل(الجزيرة) بأنه من المتوقع في الأيام القادمة أن تهجم علينا موجة برد جديدة تتدنى معها درجة الحرارة إلى حد الصقيع بعد الدفء الحاصل الآن وذلك في موسم شباط الثاني الذي سيدخل علينا في يوم الخميس 15 محرم المسمى بالبلدة والبرد في هذا الموسم يكون برداً قارصاً ورطباً غير جاف وهو الطالع الخامس في فصل الشتاء وفيه تبدأ النخيل البواكر في الطلع وفي نهايته يبدأ البرد في الانحسار تدريجياً الأمر الذي يجعل الماء يكثر جريانه في غصون الشجر وتبدأ أوراقها بالظهور فأول الشبط محرق وآخرها مورق فتحرث الأرض الزراعية وتسمد كيماوياً، وأضاف بأنه تتزاوج العصافير ويكثر فيه هبوب الرياح الشديدة الأمر الذي جعل العامة يسمون الشبط (ابن) المربعانية الشقي ومن شقاوته أنه يقرع الأبواب لذا يقال في الأسجاع (شباط مقرقع البيبان) إلا أن برده لا يدخل في المنازل كحال المربعانية.
وأكد الزعاق بأن من أهم مظاهر شباط الثاني كثرة هبوب الرياح الشمالية الشرقية الرطبة الباردة وذلك نتيجة لتساقط الثلوج على المناطق الشمالية من الكرة الأرضية لأن الجزيرة العربية تتأثر بالعواصف الثلجية التي تنتاب أوروبا بين آن وآخر في فصل الشتاء والتي مصدرها سيبيريا حيث يستقر هناك مرتفع جوي شديد البرودة ويمتد منه لسان من الضغط المرتفع ليغطي شبه الجزيرة العربية والخليج العربي بصفة عامة ابتداءً من أول الوسم ويبلغ ذروته في موسم الشبط وأول العقارب إلا أن هذا التأثير غير مباشر ويتمثل ذلك في رياح شمالية باردة ينتج عنها صفاء تام في الجو وزرقة في السماء تتدنى معها درجة الحرارة إلى معدلات حرجة كما حصل لنا في الأيام القليلة الماضية لأن المنطقتين الجبليتين في كل من إيران وتركيا وفي أواخر الشبط وأول العقارب تتحرك منخفضات نحو الجزيرة مصدرها شرق البحر المتوسط وتتصادم مع الهواء البارد المصاحب للكتل القطبية فتتخلق السحب الماطرة تصاحبها أمطار رعدية وخاصة على شمال المملكة.