نظّم الملتقى زيارات ثلاثاً لنماذج مواقع تنفيذ التعليم في الجمعية بين الجلسات بدأت بمعهد إعداد الفتيات ببريدة... حيث هناك خلية الطموح وموقد الهمة واستشراف مواصلة تعليم كتاب الله وكمال فضل الله بإتمامه...
كانت القديرة الأستاذة إيمان الصالح عميدة المعهد شعلة من البهجة وهي تتنقل معنا في أروقة القاعات وتشرح لنا كل مسؤولة فيه عما يدور... فالمعهد مؤسسة تعليمية عليا تنتهي إليها منظومة الأسس الشاملة والمتمَّة لأهداف الجمعية... فهو ذو صبغة أكاديمية مدروسة ومخطط لها في متابعة دؤوبة لتطوير مستوى مخرجاته... وتحديث مدخلاته... فهو يتعامل مع جهات أكاديمية ذات ثقة في المجال وخبرة في المرجعيات وأولها جامعة الإمام محمد بن سعود وعديد من الجهات الأكاديمية ومؤسسات الاستشارات العلمية فعمل المعهد يتسع ليشمل تخريج الكفاءات العليا في المجال ليس فقط لمن ترغب مواصلة التعلُّم بدءاً بالدور ومستويات الدراسة فيها بل هو يقدم برامجه الأكاديمية التي تخدم شرائح الخريجات من غير ذوات التخصص في العلوم الشرعية إلى جانب من هن مختصات... لذا فتح المعهد برامج تكميلية ومن ثم دراسة عليا لمعلمات التعليم العام للمواصلة فيه ومن ثم خصص برامج لمن هن عاملات في قطاعات تعليمية أو غيرها ممن يرغبن مواصلة التعلم وتطوير المهارات في مستوى ما تقدمه برامجه... فالطبيبة والصيدلانية ومعلمة المعارف الأخرى لها أن تحقق تواصلاً معرفياً مختصاً في هذا المعهد الذي امتدت إمكاناته التي شاهدنا لأن يضم أحدث وسائل التعلُّم إذ ربطت وحدة الحاسوب فيه بوحدات طرفية مع الجامعات والمكتبات المختصة بل قاعات الحلقات العلمية في مدن البلاد حيث العلم نهر لا تعوق مجريات روافده ومناهله عائقة...
وقد أُلحقت بالمعهد وحدة تدريب هدفها مواكبة نظريات التعلُّم الحديث في تطبيق ورش العمل وحلقات الحوار ومواجهة الخبرات والنهل منها... ولئن كانت نموذجية هذا المعهد تعكس طموحات الذين واللائي يقومون بالعمل فيه فإن الأمل سيكون أوسع بتعاون الجهات التربوية والتعليمية مع برامجه بإمداده بالعناصر البشرية المؤهلة في مجالات عطاءاته ليواصل نجاحاته تلك المسجلة في خانات خفية في درجات نطمع أن تكون عليا عند رب لا ينسى تعالى ولا يغفل... الأستاذة القديرة إيمان الصالح وجه مشرق لإدارة ناجحة في احتواء الأهداف في منظومة أداءات تنفيذية تجعل مما رأينا مصدر اطمئنان وفرح... لأن يكون المعهد هو مصدر صناعة العناصر البشرية المؤهلة بحيث تؤهل في مقدرة للاضطلاع بتعليم كتاب الله لأتقن وأميز الكفايات المأمولة...
كما وضع في البرنامج زيارة داري الهدى والضياء بوصفهما نموذجين لإجراءات بقية الدور... رأينا مع الفاضلتين الأختين عزيزة النصار مديرة دار الهدى ومنى البندر مديرة دار الضياء مسيرة وسير التعليم في الدور ونماذج من البرامج والمناهج وأساليب التعلُّم ومن ثم إمكانات الدور تلك التي يقف من ورائها في صمت كل من يعي ما لكتاب الله تعالى عليه من واجب وما له من حق في صمت المؤمنين وعزيمة الصادقين حيث النماء لا يكون دون القرض الحسن فما أجل وأنجع النماء في غراس جنان الرحمن...
ومن جميل ما لفت نظري أن هذا التنسيق بين الجلسات العلمية ومدارات الحوار الفكري في شأن الهدف والمحور لهذا الملتقى والزيارات لنماذج من مواقع التنفيذ للتعليم هو الرابط المحكم بين ما يقولون في المنبر وما يفعلون في الواقع فحيث نستمع حيث نطبق... إذ جاءت الجلسة الثانية لتتناول استشراف العمل لتطوير وتقويم المعلمة بمثل ما سيأتي.