رحم الله الأب والأخ والموجه والناصح (صالح العلي العجروش) حيث نقل لي أحد الزملاء في المركز الرئيسي نبأ انتقاله إلى الرفق الأعلى، خبر نزل علي كالصاعقة.. اعتقل لساني وألجمه عن أي كلمة سوى آهة مكلومة ودمعة تحدرت حزناً على فراق رجل حسبته والدا ومربيا وأخا وموجها وناصحا ومرشدا. مدرسة تتلمذت على يديه وتعلمت منه واستفدت من كل توجيه ونصح كان يسديهما إليَّ.
** صالح العجروش - عليه رحمة الله - كان مدرسة جامعة.. شاملة في الخلق الرفيع.. في الكلمة العذبة.. في هدوئه.. وفي تفكيره.. وفي منهجه.. وفي نهجه الإداري.. وفوق هذا كله إنه المربي والوالد والمعلم والموجه لكل من تعامل وعمل معه.
** تجده يشجع.. وتسمعه يحفز.. وتقرؤه بأسلوب السهل الممتنع.
** تعاملت وعملت تحت إدارته هو وأستاذي ومعلمي خالد المالك منذ العام 1396هـ، فكان - رحمه الله - حريصاً على وجود الجزيرة بالقريات في وقت لم تكن الرحلات متوفرة مثل اليوم، وكانت البداية عام 1400هـ في توزيعها في ظروف أصعب من الصعوبة ولكنهما كانا لي سنداً بعد الله فوقفا معي وقفة لن تنسى ولن تنساها القريات للرجلين. وافتتحنا المكتب عام 1401هـ وبمبادرة منه - رحمه الله - فكان مشجعاً وناصحاً وداعماً، ويليها افتتاح مكتب عرعر ليكلفني بالمهمة ولم أتردد في ذلك, وذلل أمامي الكثير من المصاعب وساندني بكل ما طلبت للمكتب ففعل الكثير - رحمه الله - وبقيت مسؤولاً عن مكتب القريات بالإضافة لمكتب عرعر مدة ثمانية أشهر حتى كلفت أخي وزميلي صالح القاران بالمكتب.
ليعقبها توزيع (الجزيرة) في الأردن الشقيق في تجربة صعبة لكن الوالد صالح العجروش والأستاذ خالد المالك كانت لهما وقفة تساند هذا الجهد وهذا العمل.
** ويعقب ذلك تركه منصبه في (الجزيرة) ويترجل عن كرسيه، لكنه بقي ذلك الرجل النقي والصادق في علاقاته فيما بناه من جسور اجتماعية وعلاقات تتسم بالنقاء والوضوح بلا مصالح وبلا أهواء.. بقي أبو خالد هو ذلك الرجل الذي عرفته في شبابي ومعتركي في الحياة، ذلك الإنسان الوفي في تواصله واتصاله وسؤاله. وكنت على تواصل معه وكان يحيطني بأبوته الحانية ونصحه وتوجيهه.
فيأتيني زائراً هو وأسرته في طريقهم إلى الأردن الشقيق ذلك الصباح المشؤوم.
وهو يوم الخميس (غزو دولة الكويت) ويستمر التواصل مع والدي ومعلمي وموجهي، وتبقى العلاقة بين الأب والابن علاقة لم تؤثر فيها مصالح إلى أن توفاه الله. سيبقى صالح العجروش في القلب وعلى اللسان. فهذا الإنسان له مكانة لن تدملها الأيام ولن يطمس الصورة النقية له تقادمها.
رحمك الله أبا خالد برحمته الواسعة وأدخلك فسيح جناته وألهم أبناءك وبناتك وأسرتك وإخوانك جميل الصبر.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
(*) مدير مكتب الجزيرة بالقريات