«الجزيرة» - هلال القرشي
من حينٍ لآخر تتزين صفحات الصحف وواجهات مواقع الإنترنت الاقتصادية وتباهى بها شركات وتعرضها أخرى بخجل.. لأنها بمثابة السيرة الذاتية للشركة بالأرقام التي لا تعرف المجاملة، إنها -القوائم المالية- التي تمتلئ بالأرقام ما بين الموجب والسالب وما بين الربح والخسارة، وكما هو معروف فإن القوائم المالية تستخدم في قاموسها عدداً من المصطلحات تعد الميزانية والدخل والتدفقات النقدية من أبرزها.
لغة عالمية
تكتب القوائم المالية في كل أنحاء العالم بطريقة واحدة مهما اختلفت المعايير المحاسبية للشركات تبقى الطريقة العامة لكتابة القوائم المالية موحدة، ويرى أحمد العمار الطالب في قسم الاقتصاد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن توحد الطريقة عالمياً لكتابة القوائم المالية يعود لعالمية لغة الاقتصاد والاستثمار؛ فالمستثمر لا تحده الحدود الإقليمية أو الدولية والدليل أن هناك العديد من المستثمرين يستثمرون في عدد من دول العالم؛ لذلك فهم بحاجة لقراءة قوائم مالية تشبه إلى حد ما القوائم المالية التي اعتادوا عليها.
ثلاثة أركان
للقوائم المالية ثلاثة أركان أساسية تجدها في كل قائمة مالية؛ فالميزانية أو المركز المالي balance sheet أولها وقائمة الدخل income statement ثانيها وقائمة التدفقات النقدية أو المالية cash flow statement ثالثها وآخرها، ولكل من هؤلاء الثلاثة مبرر لوجودها في القوائم المالية فالميزانية تضم بين عدد من العناصر وهي الموجودات التي تعني ممتلكات الشركة التي يمكن تحويلها إلى صورة نقدية وتضم الميزانية المطلوبات وهي التزامات الشركة غير المسددة، وأما ما يسمى بالمطلوبات الأخرى فهي التزامات الشركة التي لا تقع تحت أي بند محدد، وأما أهم البنود التي تحتويها الميزانية (المركز المالي) هي حقوق المساهمين التي يقصد بها ما يتبقى من إجمالي موجودات الشركة بعد تصفية الالتزامات ويستفيد المساهمون من حقوقهم في حال إعلان حل الشركة أو تصفيتها أو إفلاسها بمطالبتهم بحقوقهم.
الشائعات تلتهم القوائم
في السوق السعودية أظهر استطلاع قامت به الجزيرة أن 86% من المستثمرين في الشركات المساهمة لا يهتمون بقراءة القوائم المالية أو الاسترشاد بها وأشار أحمد الصويان أحد الـ 1312 الذين شملهم الاستطلاع بأنه لا يعطى أي اهتمام للقوائم المالية، وأنه يعتمد على الشائعات التي تروج داخل أروقة صالات التداول؛ لأن ذلك مجرب ففي السوق السعودية الأسهم على (كف عفريت) على حد تعبيره. وأما حامد الصانع فإنه يرى بأن قراءة القوائم المالية ضرورة بالنسبة له لأنه يهتم بأن يستثمر في شركة ذات تاريخ جيد.
أسرار الأسهم الثلاثة
من خلال لقائنا بأحد المستثمرين السعوديين المهتمين بالاستثمار في الأسواق العالمية حدد علاقته بالسهم من خلال 3 أمور؛ فهو إما أنه يبيع السهم متهرباً منه خوفاً من الانخفاض أو الانهيار أو أن يكون بيع السهم أملاً بجني أرباح أو أن تكون علاقة المستثمر بالسهم علاقة صداقة دائمة ليحقق من خلال سهمه الأرباح المناسبة. ويقول إنه لا يهتم كثيراً بالقوائم المالية ولا يتخذ قراره في بيع الأسهم استناداً عليها مهما كانت الأرقام التي تتضمنها.