الجزيرة- عبدالله البديوي
كانت (الخسائر) هي العنوان الأبرز والسمة التي طغت على تداولات البورصات العالمية، وكان اللون (الأحمر) طاغيا وبشكل ملحوظ على أسواق الأسهم في جميع قارات العالم ابتداء من الخليج العربي وانتهاء بالسوق الأمريكي الذي كان السبب الرئيسي وراء الهلع الكبير وتدافع المتداولين في الشرق والغرب إلى البيع.
في الخليج شهدت الأسواق الخليجية أحد أسوأ أيامها على الإطلاق وذلك عندما اتفقت جميعا على النزول وبشكل مأساوي أوصل نفسيات المتداولين لمراحل متقدمة من السلبية والتشاؤم لمستقبل هذه الأسواق. سوق دبي كان شرارة النزول كونه أول الأسواق الخليجية افتتاحا وهوت فيه معظم الأسهم بالنسبة الدنيا أو قريب منها منذ الدقائق الأولى للافتتاح قبل أن تدخل قوى شرائية في وقت لاحق غير أن ذلك لم يمنع من هبوط السوق عند الإقفال بأكثر من 6%. وسجل سوق أبو ظبي أكبر هبوط منذ إنشاء السوق 6.8% فيما أدت عمليات بيع جماعية إلى تسجيل سوق الدوحة أكبر هبوط خلال يوم واحد بـ 7.8%. وبدأت أسواق دبي وأبو ظبي والدوحة هبوطها قبل عدة أيام مع خروج الكثير من المستثمرين والصناديق الأجنبية من هذه الأسواق بعد أن كان دخولها منذ شهر سبتمبر الماضي عاملا أساسيا في الصعود الكبير لهذه الأسواق في نهاية عام 2007م.
أما سوق مسقط وهو أفضل أسواق المنطقة أداءً في الفترة الأخيرة فقد خسر أكثر من 8% من قيمته خلال تداولات الأمس، فيما كانت أسواق الكويت والبحرين أقل أسواق المنطقة خسارة حينما أقفلت منخفضة بنسب لم تصل ل2%. الأسواق الآسيوية تعرضت هي الأخرى إلى تراجعات حادة بلغت أقصاها في البورصة الهندية التي علقت فيها التداولات بعد هبوط مؤشر السوق بنسبة 11% بعد بدء التداول، وسجل مؤشر نيكاي الياباني هبوطا ب 5.4% بينما هبط مؤشر هانج سنج في هونج كونج بأكثر من 8% وهبط مؤشر الأسهم الاسترالية اليوم بنسبة 5.5% مسجلا هبوطا لليوم الثاني عشر على التوالي.
وكانت أسواق الأسهم العالمية هبطت بشكل حاد في تداولات أول أمس بما فيها الأسواق الأوروبية وأسواق أمريكا اللاتينية وعادت الأسواق الأمريكية للتداول بعد إجازة الأسبوع بهبوط قوي ، واتشحت مؤشرات الداو والنازداك وستاندر اللون الأحمر وهبطت بنسب تجاوزت ال3% قبل أن تشهد ارتدادات جيدة مدعومة بقرارات الاحتياطي الفدرالي القاضية بتخفيض الفائدة. وكان البنك الاحتياطي الأمريكي قد تدخل بشكل مفاجئ مخفضا أسعار الفائدة ب 0.75 نقطة أساس ليصبح سعر الفائدة 3.5% وذلك في أعقاب الذعر الذي أصاب الأسواق المالية العالمية خلال اليومين السابقين.