فقد وجدت الدراسة أن 20 بالمائة من طلاب الجامعات التي تمنح دراسات عليا في إدارة الأعمال يهتمّون بالعمل في المنطقة، بالمقارنة مع 57 بالمائة غير مهتمّين بذلك استناداً إلى ما قرؤوه أو سمعوه عن الشرق الأوسط.
وقال دايف روبنسون الرئيس التنفيذي لشركة هيل آند نولتون الشرق الأوسط، إن هذه مسألة مهمة جداً بالنسبة لدول المنطقة ففي الوقت الذي تتبنى فيه الحكومات والشركات في الشرق الأوسط إستراتيجيات تنموية طموحة والاتجاه نحو تطبيق ممارسات الأعمال الدولية فإن الحاجة إلى أفضل الخريجين الموهوبين هي في أوجها الآن.
وأضاف: (طلاب ماجستير إدارة الأعمال اليوم سيكونون قادة الشركات في السنوات الـ15 ? 20 المقبلة، والارتقاء إلى مصاف الشركات العالمية الرائدة يقتضي أن تكون للمؤسسات في الشرق الأوسط القدرة على اجتذاب أفضل المواهب الإدارية في العالم).. قطاعات رابحة وأخرى خاسرة.. وأظهرت الدراسة أيضاً وجود بعض القطاعات التي أخفقت في جذب اهتمام نخبة المواهب العالمية، فقطاع الأدوية والمستحضرات الصيدلانية وقطاع النفط والغاز ذو الأهمية الخاصة لدول الخليج، كانا بين القطاعات التي تواجه إقبالاً ضعيفاً من الطلاب.
وتؤكد الدراسة على أهمية سمعة الشركة حيث يقول حوالي ثلاثة أرباع الطلاب (73 بالمائة) أن سمعة الشركة تلعب دوراً فائقاً أو كبير الأهمية عند التفكير في مكان عملهم بعد إنهاء دراسة الماجستير، بينما قال خُمس الطلاب فقط (20 بالمائة) إنها مهمة نوعاً ما.. وقال 4 بالمائة فقط إن سمعة الشركة أمر غير ذي أهمية.
وتظهر النتائج كذلك ميلاً كبيراً لدى طلاب ماجستير إدارة الأعمال الموهوبين، والذين تتخاطفهم الشركات، في الانتقال بين الدول.
فقد قال أكثر من ثلاثة أرباع المشمولين بالدراسة (76 بالمائة) إنهم يتطلعون إلى تغيير القطاعات أو الشركات التي يعملون فيها بعد التخرج.
وقال خُمس الطلاب فقط (19 بالمائة) إنهم ينوون العودة إلى الشركات التي كانوا يعملون فيها قبل انخراطهم في برامج الماجستير.كما صرح خُمس الطلاب (20 بالمائة) أنهم يرغبون بالانتقال إلى دولة أخرى غير تلك التي يدرسون فيها، بينما كان ربع الطلاب (25 بالمائة) يدرسون خارج بلدهم الأم وينوون البقاء هناك.
وقال روبنسون: (يفضل خريجو ماجستير إدارة الأعمال في عهد ما بعد فضيحة إنرون العمل في الشركات التي تمتلك أفضل سمعة عالمية.. ومن الطبيعي أن يكون الساعون لاستقطاب أفضل المواهب في حاجة لأكثر من رواتب وتعويضات سخية وفرص وفيرة.. فقادة الغد في بحث دؤوب عن فرص تربطهم بالقطاعات، وبالأخص الشركات، ذات السمعة الممتازة).. أهمية ملكيّة الشركة نوع ملكية الشركة أمر مهم للطلاب أيضاً فقد أظهرت النتائج أن أكثر أشكال الشركات استقطاباً لاهتمام خريجي الماجستير هي الشركات المدرجة في أسواق الأوراق المالية، حيث أظهر حوالي ثلثي الطلاب (61 بالمائة) اهتمامهم بها، بينما نفى ستة بالمائة منهم فقط اهتمامهم بالعمل لدى مثل هذه الشركات.
وأبدى حوالي نصف الطلاب (52 بالمائة) اهتمامهم بالعمل لدى الشركات الممولة من خلال مشروعات مشتركة أو باستثمارات الملكية الخاصة، مقابل 12 بالمائة لم يبدوا اهتماماً.
أما موقف الشركات العائلية والشركات المملوكة للحكومة - وهما الشكلان الأكثر شيوعاً في الشرق الأوسط نسبة إلى الأسواق الأخرى- فقد كان أقل جاذبية، حيث كان الطلاب غير المهتمين بالعمل بهذه الشركات بعد تخرجهم أكثر من المهتمين.
وأعرب ربع الطلاب (24 بالمائة) عن اهتمامهم بالعمل في الشركات العائلية، مقابل 32 لم يبدوا أي اهتمام.
ورسمت الدراسة صورة مشابهة للشركات الحكومية حيث أبدى أقل من ربع الطلاب رغبتهم بالعمل فيها (23 بالمائة) مقابل 46 بالمائة ليس لديهم اهتمام.إذن، كيف يمكن للشركات تعزيز سمعتها بشكل يجعلها أكثر جذباً لطلاب الدراسات العليا في إدارة الأعمال؟ عند السؤال عن أهم عامل يحدد الخيارات المهنية، كانت إجابات طلاب ماجستير إدارة الأعمال مختلفة قليلاً.. فقد انقسمت العوامل المذكورة إلى ثلاثة مستويات متباعدة، وكان أهمها المنصب وفرص التطور المهني وثقافة الشركة وبيئة العمل ورواتب الموظفين والميزات والحوافز ورضا الموظفين.
أما في المستوى الثاني فقد جاءت بعض الأمور الأساسية التي تخص الأداء، بينما يغطي المستوى الثالث الرسائل التي تقدمها الشركة من حيث الأخلاقيات والمسؤولية الاجتماعية والبيئية، وخطتها لنشر اسمها التجاري وقيمها على نطاق أوسع.
وبحسب المعلومات الصادرة عن مجلس إدارة قبول الخريجين (GMAC)، فإن خريجي ماجستير إدارة الأعمال وغيرهم من خريجي كليات الأعمال هم ثالث أكبر المصادر لملء الوظائف الشاغرة في الشركات.
كما أن الشركات الباحثة عن موظفين خططت لزيادة أعداد موظفيها من خريجي كليات الأعمال بنسبة 18 بالمائة في العام 2007، مما يبيِّن أهمية استقطاب الشركات لنخبة أولئك الموهوبين.
وختم روبنسون بقوله: (الشركات السخية التي تحيط موظفيها بالرعاية تعتبر جذابة بشكل كبير، كما يرغب طلاب ماجستير إدارة الأعمال بمسار مهني متطور ورواتب وتعويضات مجزية.. لكن المال لا يشكل كل شيء وليس خاتمة المطاف.. فالنخبة من أصحاب المواهب قليلون والطلب عليهم مرتفع دائماً، وستكون الشركات الرابحة في المستقبل هي تلك التي تدرك تلك الحقيقة بسرعة وتعمل على تعزيز وحماية سمعتها.
وثمة شوط كبير أمام الشركات في الشرق الأوسط لبناء سمعتها من أجل استقطاب أفضل المواهب.
ومن المشجع أن نرى العديد من الحكومات في المنطقة تعي أهمية هذا الأمر وتطلق المبادرات لبناء صورة وسمعة دول الشرق الأوسط كوجهات جذابة لتوظيف الخريجين ذوي أفضل المواهب).