«الجزيرة» - ثامر السعيد

بدأ مؤشر الأسهم السعودية وكأنه يستنجد برقم الطوارئ حين أقفل منخفضاً بـ(999.55) نقطة، واستمر السوق في جلسة الأمس رحلة الهبوط التي استهلها هذا الأسبوع بعد ما خسر ما يزيد عن 19% خلال 3 أيام تداول، وكانت شرارة الهبوط بدأت بردة فعل المتعاملين على نتائج الشركات القيادية، القطاع البنكي والشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك إلا أنه وبعد هذا الهبوط تكالبت الأسباب واستمر بتأثير عدة عوامل أولها الخوف من دخول أكبر اقتصاد عالمي في مرحلة الكساد وهو الاقتصاد الأمريكي وساد تأثير هذا التخوف على الأسواق العالمية والأسواق الآسيوية وحتى أسواق المنطقة، وهذا ما زاد موجة الهلع التي عمت جميع الأسواق والذي يمثل السوق أحدها وأكبرها في الشرق الأوسط إلا أنه ولعدم وجود مستثمرين أجانب يخشى خروجهم منه إلا بشكل مقنن يعتقد أن يكون هبوط السوق جاء بأثر نفسي، ولعل بعض رؤوس الأموال الخليجية ارتأت أن تستغل الفرص المتاحة لها في أسواقها الأم بعد الانخفاضات التي شهدتها جميع الأسواق وبالنظر إلى الأسواق الآسيوية نجد أن الهندي انخفض ولنفس الأسباب الأنفة الذكر بنسبة 11% وتلاه السوق الصيني الذي انخفض بنسبة 8% وأيضاً مؤشر نيكي الياباني الذي انخفض بما يعادل 5.4% وتواصل التأثير حتى بلغ الأسواق الأوروبية التي انخفضت بقرابة 5% إلا أنها عادت لتستعيد شيئاً من الثقة في تداولات الأمس لتقليصها لشيء من الخسائر وأيضاً استمرت أسعار النفط عالمياً بالانخفاض حتى وصل سعر النفط لما يقارب 86 دولاراً، وبات واضحاً أن ردة فعل السوق السعودي كان مبالغاً فيه من حيث النظر إلى التداولات وإغلاق عدد كبير من الأسهم بالنسبة الدنيا حتى انه بات من المتخيل أن جميع الأسهم المدرجة لا تملك قيمة استثمارية تدعو المساهمين للاحتفاظ بها.

وكان المتداولون يتطلعون لتدخل من هيئة سوق المال إما بتعليق التداولات كما حدث في السوق الهندية أو بتصريحات تشرح ما يحدث هذه الأيام لكي لا يتخبط المتداولون بقرارات عشوائية وأيضا لكي لا يكون للشائعات مساحة حرة تأثر في مجريات التداول ومسار السوق أو تبيان للسيولة الخارجة هل هي محلية أم غير ذلك وبالعودة إلى أساسيات السوق نجد أنه الشركات المدرجة وبأغلبها تتداول تحت مكررات ربحية غير متضخمة بالنسبة لسوق ناشئة وكذلك السوق الذي يتداول بأكمله عند مكرر ربح بلغ 18.8 مرة هذا على المستوى المالي والأساسي للسوق وبالنظر إلى القراءات الفنية والتوقعات بعد كسر عدد من الدعوم للسوق بسبب الهلع الكبير والتدافع على البيع فإنه من المتوقع أن يأخذ السوق مساراً أفقياً بين المستويين 9.286 نقطة والمستوى 8.710 نقطة لحين استطاعة السوق تجاوز هذا الهلع الذي أصاب المتعاملين به والبداية ببناء مسار إيجابي جديد.