يجسد الوضع في قطاع غزة حالة الهوان والذل العربي والإسلامي الذي نعيشه في هذه الأيام.
فالوضع في قطاع غزة حيث لا يجد المواطنون الفلسطينيون العرب المسلمون كهرباءً لتشغيل أجهزة المستشفيات، ولا يحصلون على دفئ في جوٍ بارد والثلوج تملأ شوارعهم، أطفالهم جياع يعانون من مرض الأنيما، والآباء والأمهات حيارى لا يستطيعون إسكات صرخات أبنائهم، فحتى الذين يملكون (الشيكلات) و(الشيكل العملة الإسرائيلية التي فُرض على الفلسطينيين التعامل بها زيادة في ذل العرب جميعاً).
فحتى الذين يملكون عملة الاحتلال لا يجدون سلعاً غذائية يسكتون بها جوع أبنائهم بعد أن أغلقت المعابر. فغزة محاصرة من الإسرائيليين والعرب..
معبر أبو سليم (كرم أبو سالم) ومعبر المنطار ومعبر أيرس مع الكيان الإسرائيلي مقفلة يقف على بواباتها جنود الاحتلال الإسرائيلي مدججين بالسلاح.. ومع مصر معبر رفح الذي يحرسه جنود عرب مسلمون مصريون يمنعون الفلسطينيين من العبور لجلب لقمة أو شحنة غذاء، ولا يسمحون بالعبور من مصر. مُنعت الشاحنات، وتوقف إرسال الغذاء، وحوصر الرجال داخل غزة، المرضى منهم والأصحاء، فأخذ الناس يتساقطون موتى لأنهم لم يحصلوا لا على الدواء ولا الغذاء.
أهل غزة جميعاً محاصرون، أعضاء حركة حماس ومناصروها الذين يعمل الإسرائيليون على معاقبتهم وباقي السكان من أهل غزة البالغ عدد سكانها مليون ونصف المليون إنسان جميعاً سلط عليهم عذاب الإسرائيليين بحرمانهم من الغذاء والدواء والكهرباء والماء، وللأسف ليس فقط بصمت الأسرة الدولية جميعاً التي تشاهد هذه الجريمة الشنعاء المتمثلة في دفع مليون ونصف المليون إلى الموت جوعاً وبرداً..
بل إن صمت العالم أجمع بغربه وشرقه مسيحيه ومسلميه، بل يعجز العرب الجيران القريبون والبعيدون؛ فالعرب لا ينفكون يحتجون ويصدرون الإدانات ومع هذا فالمعابر مقفلة ويحرسها جنود عرب..!! هل هناك ذلٌ أكثر من هذا..؟!!
ماذا يحصل إذا ما فتح معبر رفح وسمح للشاحنات التي تنقل الغذاء والدواء للمحاصرين داخل غزة..؟!!
ماذا يحصل إذا ما فتحت الحدود للسماح للمرضى بالتوجه للمستشفيات العربية لعلاج الفلسطينيين الذين يموت منهم كل يوم أكثر من أربعة أشخاص حسب الإحصاءات الإسرائيلية..؟!!
الإسرائيليون وحماتهم من الأمريكيين والأوروبيين الذين يرون المأساة ويصمتون.. يتمنون أن يموت كل الفلسطينيين وأولهم أهل غزة.. ألم يتمنَّ قادتهم أن يبتلع البحر غزة وأهلها..؟!!
ها هم الآن يعملون على قتل أهل غزة بحرمانهم من الغذاء والدواء والكهرباء والماء.. والعجيب أننا نحرس حدود إسرائيل ونمنع وصول الغذاء والدواء لأهلنا بحراسة أقفال المعابر!!.
jaser@al-jazirah.com.sa