أختلف مع الزملاء الذين ينتقدون اللجنة الفنية باتحاد كرة القدم لكثرة تخبطاتها وسوء تنظيمها وإحراج بعض الفرق بلعب مباراتين خلال 24 ساعة في مدينتين مختلفتين، أو لكثرة تأجيل المبارايات والتغيير المناخي لمواعيدها، فرزنامة المسابقات أصبحت مثل الصحن الدوار يتقلب في جميع الاتجاهات دون سابق إنذار، كما أنني أختلف أكثر مع من يحاولون تقويم اللجنة أو يأملون في تحسن أدائها لمعرفتي التامة بأن الضرب في الميت حرام، وأن اللجنة مثل الميت له منا حق الصلاة والدعاء له فقط.
وقد أعذر الإخوة الإعلاميين ومسؤولي الأندية لممارسة حقهم في التعبير عن معاناتهم فلكي يلعب الفريق مباراتين في مدينتين خلال 24 ساعة فذلك يتطلب فريقين ومدربين اثنين أو التضحية بإحدى المباراتين أو استنساخ الفريق الأساسي والمدرب وإرسال نسخة للمباراة الأخرى!!
أما إن أرادت الأندية حلاً عملياً فليستفيدوا من درسٍ نادرٍ في تاريخ الرياضة قدمه عملياً الأمير خالد بن سعد بخبرته ودهائه، حين نجح في التفوق على معضلة أشد وأصعب حين كان رئيساً لنادي الشباب وتقرر أن يلعب الفريق الشبابي مباراتين في نفس اليوم في دولتين مختلفتين إحداهما مشاركة وطنية في بطولة الأندية العربية في سوريا والأخرى في نهائي كأس ولي العهد في موسم 1419هـ أمام نادي الهلال، فكانت عصارة خبرة السنوات والتجارب وحسن التصرف والتفوق على المستحيل ليفوز الشباب بكأس ولي العهد في نفس الوقت الذي كان فيه نصف الفريق يلعب في سوريا وليدخل نادي الشباب ورئيسه الأمير خالد بن سعد موسوعة جينس بمباراتين لفريق واحد في يوم واحد في دولتين مختلفتين، ومع ذلك يحصل على بطولة أمام أقوى الفرق العربية والآسيوية!!.
وأمام هذا الوضع البائس للجنة الفنية أتساءل بمرارة لماذا لا نستفيد من أخطائنا السابقة في التنظيم والإعداد؟ ولماذا لا نستفيد من الخبرات الإدارية الرياضية القادرة على تحسين أوضاع المسابقات المحلية؟
ولست هنا لترشيح أسماء لهذه المهمة لوجود من هم أكفأ مني لاختيار مرشحين، ولكني أذكِّر الجميع بأن هناك خبرات مؤهلة لم يستفاد منها لأسباب غير معروفة!!.
سبقني تركي.. ولكن!!
كنت أنوي الكتابة عن الفكرة الرائعة التي طرحها الزميل الشبابي هاني المقبل في جريدة الوطن عن تخصيص كرسي للبحوث العلمية الرياضية في جامعة الملك سعود، فسبقني قلم أستاذ كبير لا يسبقه أحد إلى طرح المواضيع العلمية التي ترتقي بالفكر الرياضي، ولا يتردد في الإشادة بكل فكرة نيرة وتشجيع صاحبها، فهذه هي العادة الأدبية للأستاذ تركي السديري، ولن أضيف شيئاً لموضوع سبقني إليه، إلا أنني أشاركه الهمّ والمعاناة فيما أشار إليه في مقاله المعنون ب(كرسي) في هذه الجريدة، وتحديداً عن غياب العلمية في المشهد الرياضي وعدم وجود مركز للبحوث والدراسات في المؤسسية الرياضية.
أما عن دعوته لحوار وطني رياضي بإشراف مركز الحوار الوطني فأقول: يا أستاذ تركي لا ترهق حسّك الوطني كثيراً ولا تفتح جرحاً قديماً، فهذه الفكرة كانت جاهزة للانطلاق في العام الماضي بعد اجتماعات وعمل جاد لمدة سنة مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وبمشاركة أساتذة الإعلام الرياضي وبعد الانتهاء من تقديم البحوث وأوراق العمل ووضع إستراتيجية العمل وتحديد اللأهداف وقوائم المشاركين وقبل موعد اللقاء ب3 أسابيع (منع الحوار) وألغي فجأة من قبل الجهة التي لا تملك حق المنع، والتي كان يفترض أن تدعم الحوار لا أن تلغيه، وقد حاولت إنقاذ الحوار الرياضي فخذلني الإعلام، ولم تتجرأ وسيلة إعلامية واحدة على نشر تفاصيل منع الحوار الوطني الرياضي، والذي مازلت مصراً على أهميته وضرورة إقامته وأملك أدلة ضياع الحقوق الأدبية لمفكرين حاولوا علاج أمراض الرياضة والارتقاء بالفكر الشبابي، فكان جزاءهم الإحباط والتهميش في وقت لا يجد فيه الغوغائيون والشتامون في الإعلام الرياضي أي عوائق بحجة حرية الرأي التي حرم منها أصحاب النهج العلمي.
فيا أستاذ تركي احذر أن تطلب دعماً لكرسي البحوث الرياضي واطلب السلامة. قد تمنع فكرة البحث لنفس أسباب منع فكرة الحوار الرياضي!!.
nizar595@hotmail.com