الثامنة صباح الخميس كانت أولى جلسات ملتقى الدور النسائية لتحفيظ القرآن ببريدة..
فندق موفمبيك يعبق بأنوار الخير وبشائر البركات..
خلية النحل من نساء فاضلات على وجوههن الخير وفرحة الحصاد..
هدوء لوقار المناسبة وجلال المعين..
ومن خلف شاشات العرض كانت تستعرض لنا السير الذاتية للأفاضل المحاضرين..
ومن ثم بهرني أن كلا منهم بيده المحرك ومن أمامه حاسوبه الخاص ينتقل من محور لآخر ومن نقطة طرح لنقلة عرض ومن فكرة عن حالة لنافذة حوار..
كانت الورقة الأولى بعنوان: (معاهد إعداد المعلمات: خطوة مهمة نحو تأهيل المعلمات) استعرض فيها الشيخ حماد بن عبد العزيز العمر مدير مركز المدارس النسائية والمعاهد بالرياض أهمية هذه المعاهد التي يتخرج فيها العنصر النسائي من معلمات القرآن وعلومه بعد أن يؤهلن بخبرتي الأداء بعد الإتقان.. تلكما المؤسستان على ثروة الحفظ وبذل الإعادة حين يكون كتاب الله منهل ارتواء ومن ثم إرواء..
كانت الورقة استعراضا تاريخيا لتطور المعاهد من حيث المراحل وأوجه الاهتمام بها بوصفها قيمة تربوية تنهج أفضل السبل لأداءاتها في يسر.. وتحديدا تلك المنتشرة في منطقة الرياض حيث تقدم البرامج المدروسة وفق خطط تهدف لأن تكون آلياتها حديثة ومقدراتها ذات مردود.. أبان ما لاهتمام المختصين وذوي العلم بها ممن يبذلون لتطويرها ومن ثم استثمار عناصرها فيما يحقق أهميتها..
ولم تقف الورقة عند عرض الإحصاءات والرؤى دون أن تفتح للمستمع إليها منافذ لاستشراف الآمال فيما تقدمه المعاهد من أفكار ووسائل للتطوير..
ثم تلاه الشيخ علي بن سليمان الفوزان المشرف على معهد الفتيات في بريدة ليبسط تجربة معهد الفتيات في بريدة من حيث مقومات المدخلات والمخرجات المتاحة لصنعة التعليم في صناعة معلمة القرآن.. وقد أضاءت الورقة بإنصاف كيفية نجاح المعهد في تحقيق ما رأته عيوننا ولمسناه في زيارتنا للمعهد من اضطلاعه بعملية صناعة المعلمة.. تلك المنبثقة من تأهيلها بالخبرات المختصة وتفاعلها مع طبيعة تعلم القرآن الكريم من معرفة علومه وإتقان تجويده والدربة في قراءته حتى يتمكن من وصولهن إلى حذق التلاوة والحصول على السند.. وقد كشفت الورقة عن طبيعة الدراسة في المعهد وركزت على مقومات الإدخال ومعايير الإخراج في تتبع لخطوات تعليم المرأة في بريدة ومراحل تطور المعهد منذ أن سد الاحتياج بمخرجاته من معلمات القرآن إلى أن تميز في صنع ذلك حتى تحقق عنه العنصر المميز من النساء المعلمات والإداريات والمشرفات التربويات في المجال المختص لهذا المعهد.. ضمن ثلاث مراحل لبرامجه هي: مرحلة الدبلوم التأهيلي: وفيه يعنى المعهد بتعليم الكفاءات المتميزة في القطاعات التعليمية وتأهيلها بتعلم العلوم الشرعية وعلوم اللغة وتدريب السلوك الفردي..
ومرحلة الدبلوم التكميلي: وفيها يواصل المعهد برامجه للمتفوقات في المرحلة الأولى لمن يرغبن في مواصلة الحفظ والتدريب على التعليم.. ثم المرحلة الثالثة الدبلوم العالي: وفيه ينهج البرنامج نحو الكفاءات في مجال الإشراف التعليمي والتربوي والإداري لقطاعات التعليم الخيري ومؤسسات التعليم الحكومي.. ولم يغفل في جزء البحث الثاني من بسط المدخلات التي تهيئ للمعهد تحقيق أهدافه من عناصر بشرية أو متاحات مادية أو مناهج دراسية.
تمهيدا للمحور الثالث الذي أوضح فيه أميز المخرجات للمعهد من تميز المستوى لطالبات ما قبل التخرج وتميز المستوى الوظيفي للخريجات ما بعد التخرج..
فيما تلاه في الجلسة ذاتها الشيخ أحمد بن حفير الحفير القاضي بمحكمة بريدة والمشرف على دار حفصة بورقة تحت عنوان: (الدور النسائية: إعداد وتأهيل المعلمات المتميزات).. وفيها تحدث عن المشروع العلمي التربوي الذي يقترحه مستشرفا به تأهيل طالبات ومعلمات الدور والحلقات المختصة بالقرآن الكريم حفظا وتعلما وتعليما.. وفكرة المشروع كما وردت في الورقة هي (إيجاد محضن مختص في كل مدينة أو محافظة للعناية بمعلمات الدور النسائية يتلقين فيه التأهيل الضروري في عملهن من خلال التحاقهن به وتعلمهن ما يساعدهن على أداء مهمتهن) وهن على رأس العمل بحيث (يقوم المشروع على تفريغ المعلمات يوما واحدا في الأسبوع لهذا الغرض ويكون تفريغا تاما للمعلمة الملتحقة به ولمدة عام دراسي حسب مستوى المعلمات في كل مدينة)، وقد انطلقت مسوغات المشروع من العوامل الاجتماعية والأسرية للمعلمة تلك التي قد تكون عاملا في عدم قدرتها على تطوير مهاراتها وتنمية تحصيلها .. إلى جانب ما يمكن أن يكون من وجود قصور في إمدادها في مؤسسة عملها بدورات تطويرية مختصة تعنى بها في مجال تعليم القرآن وتحفيظه.. ومن ثم فالمسوغ الرئيس هو خدمة كتاب الله تعالى.