الرياض - وهيب الوهيبي - عبدالله الجبيري
دعا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين رئيس مجلس أمناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة إلى تبني مبادرة وطنية تهتم بالصحة العامة وتركز على صحة الطفل معتبراً ذلك (قضية مستقبل).
وقال سموه في كلمة ألقاها عن تجربة المملكة الناجحة مع جمعيات الأطفال المعاقين وذلك ضمن أعمال المؤتمر الثاني لصحة الطفل الذي أقيم بمدينة الملك فهد الطبية (إننا في المملكة نواجه (تحديا) يتمثل في أننا أمة شابة تعداد الأطفال فيها ينمو ويمثل النسبة الأكبر؛ مما يتطلب أن نمنح صحة الطفل أولوية في برامج الرعاية والتنمية، كضرورة وطنية، وكقضية اجتماعية واقتصادية).
وأضاف سموه: (من المعلوم أن معدل النمو السكاني في المملكة يعد من الأعلى في العالم، وأن توقعات وآمال الأسر السعودية تجاه أطفالهم مرتفعة إلا إننا لا يجب أن ندير شؤوننا الصحية من منظور من أعلى إلى أسفل بل من منظور البدء في خدمات الرعاية الصحية من الولادة أو قبلها).
وأكد الأمير سلطان بن سلمان أهمية التوعية العامة وبناء ثقافة مجتمعية نركز فيها على كيفية الوقاية من الأمراض على أن نبدأ بتعليم الأطفال عادات صحية سليمة كعادات خاصة بالحياة والعناية بالذات والسلوك الغذائي حتى يصبحوا أطباء لأنفسهم وأسرهم مستقبلا. وعبر سموه عن قلقه من بروز بعض المظاهر السلوكية والمستجدات الفكرية التي واكبت عصر العولمة والتواصل السريع وسرعة انتقال الأمراض والعدوى وتراجع الاهتمام بأسس الوقاية والحماية من الأمراض وتصدر مظاهره كالعناية بالجمال والرشاقة وإنفاق أموال طائلة على العناية الشخصية على حساب قضية الصحة العامة والوقاية للأطفال.
وتطرق سموه إلى مجال اهتمامه بقضية الإعاقة، مشيرا إلى أنه اكتشف خلال مسيرته في الانتساب لجمعية الأطفال المعوقين ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة والتي امتدت لنحو عشرين عاما أن كثيرا من الإعاقات التي يصاب بها الأطفال كان يمكن تفاديها أو منعها أو الوقاية منها أو التعامل معها بطريقة أو بأخرى.
وقال: (إننا اكتشفنا قضايا أكبر من الإعاقات الجسدية والعقلية، وجدنا ما يمكن أن نطلق عليه (الإعاقة الأسرية والاجتماعية)، حيث إن الكثير من أولياء الأمور كانوا يخفون أطفالهم المعوقين، لشعورهم بالخجل من كونهم لديهم أطفال أصيبوا بالإعاقة، كما أن المجتمع نفسه كان ينظر للمعوق على أنه إنسان غير سوي وأنه أقل من الآخرين، ولكن هذه النظرة اختلفت الآن مع الاهتمام ببرامج التوعية والتثقيف التي تتبناها الدولة ومؤسسات فاعلة مثل الجمعية والمركز).
واستطرد سموه: (هذا النجاح تم من خلال تبني ثلاثة محاور: أولا: برامج توعية كبرى للمجتمع، اتسمت بالاستمرارية والتنوع حول قضية الإعاقة وكيفية التعامل معها، بهدف كسر الحواجز بين المجتمع والأسرة والمعوق من ناحية، ومن ناحية أخرى تنمية الوعي العام بالوقاية وصحة الأطفال وكيفية تفادي الإعاقة. وثانيا: الاهتمام بالجانب البحثي والعلمي في الوقاية من الإعاقة من خلال إنشاء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بحيث نعمل على توفير قاعدة علمية لبرامج الوقاية والرعاية. وثالثا: مجال حقوق الأطفال، فقد قامت الجمعية ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بالتعاون مع هيئات وخبراء لإعداد النظام الوطني لرعاية المعوقين وهو الأمر الذي حظي بموافقة الدولة وصدر بالفعل ليتوج جهودا عديدة في هذا الصدد .
وأشار سموه في ختام كلمته لأحد بنود النظام وهو إنشاء المجلس الأعلى للمعوقين معبرا عن أمله يصدر قريبا إن شاء الله.
وقال سموه: نحن في مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بدأنا الاشتراك مع العديد من الجهات ووزارة الصحة لتنفيذ العديد من البرامج وتوقيع اتفاقيات مع أكثر من 30 جهة ومنظمة لإنجاز الكثير من ما تضمنه النظام الوطني للمعوقين ومن ذلك برنامج الكشف المبكر للأمراض لدى الأطفال في المملكة، وكذلك برنامج يخص المواليد الجدد وأن يصبح برنامجا وطنيا كما استطعنا أن نبلور رسالة لخدمة المجتمع وهي أن العمل البحثي الذي يقوم به المركز (علم ينفع الناس).