بالأمس تحدثنا عن أحياء الصنادق والعشش في الشمال والجنوب بل في كل مكان في المملكة وخصوصاً على هوامش المدن وحواف القرى و(تمنينا) أن يُسهم رجال المال والأعمال وجمعيات النفع العام وصندوق التنمية العقاري والبنوك (التي لا تقدم للوطن خدمة تذكر في المساهمة في المشروعات التنموية!!)، أقول (تمنينا) - وما نيل المطالب بالتمني - أن تسهم كل هذه القوى المالية (القادرة) مع الدولة في القيام بحملة كبرى لإسكان المواطن وإزالة العشش والصنادق الخشبية في أنحاء مملكتنا الحبيبة كافة لأن هذه المساكن المشوهة هي بمثابة الثآليل والبثور التي تشوه وجه وطننا الجميل، وفي هذا الصدد لسنا بحاجة أن نُذكّر بمشروع خادم الحرمين الشريفين مليكنا المفدى -حفظه الله- في إقامة صندوق مكافحة الفقر الذي لا نعرف حتى الآن ماذا فعلت لجان ذلك الصندوق واللجان المنبثقة عنها والدراسات والدراسات المنبثقة عنها به بالرغم أن ذلك المشروع كان بمثابة إرادة ملكية غالية لاجتثاث الفقر ولكن سامح الله اللجان التي لم نسمع حتى الآن أي خبر يذكر عنها (!!) ولم يعقب أي أحد من مسؤولي تلك اللجان على كل ما كُتب من تساؤلات عن ذلك المشروع النبيل الذي أغرقته أكداس الدراسات والذي يبدو أنه يرزح تحتها حتى اليوم!!
***
أما فيما يخصّ مشروع إزالة العشش وإسكان المواطن الفقير فإننا (نتمنى) أن تقوم وزارة الإسكان أو صندوق التنمية العقاري وتبني على مخططات المنح أحياء سكنية تتوفر فيها كل الخدمات وتقسيطها على المواطن بأقساط مريحة طويلة الأجل وذلك كما تفعل وزارات الإسكان في بعض الدول الشقيقة المجاورة إذ تقيم الأحياء وتسلمها للمواطنين (بالقرعة) وأعتقد أن لصندوق التنمية تجربة في هذا المجال مثل إسكان المعذر وإسكان طريق الخرج وإسكان حي الجزيرة وغيرها من المشروعات.
***
بالطبع كانت تلك المشروعات حينما كان (الصندوق) يقفز كالأرنب، ثم تراخت مشروعاته وأخذ يعدو كالكنغر ثم أصبح في السنوات الأخيرة يزحف كالسلحفاة رغم أن هنالك جزءاً كبيراً من ميزانية هذا العام قد خصص له.
***
يبقى القول أخيراً ومن خلال امتحان موجة البرد وما أصاب سكان العشش من ضرر فإننا ننادي هنا بأن تكون أولوية القروض لسكان تلك المناطق وذلك لأن (الحافي أولى من المنتعل بالطريق!!).