النجاحات الباهرة والإنجازات الكبيرة التي تحققت لصحة القصيم إبان إدارة الدكتور هشام ناضرة لها تصدرت حديث المجالس في منطقة القصيم فلا منتدى ولا تجمعا ولا اجتماعا ينفض دون أن يعرج أهله بالحديث عن إنجازات الصحة في القصيم وسيرة الدكتور هشام العطرة.
كما أن معظم صفحات هذا الملحق المتواضع تشارك فيه (الجزيرة) أهل القصيم في يوم الوفاء والمخصص فقط للأوفياء...
ولذلك سأخرج هذه المرة في كلمتي عن النمط الكلاسيكي المتبع في مثل هذه المناسبات لأتحدث عن جوانب أخرى من إنسانية هذا الرجل المواطن المخلص وتكمن في مواقف وأعمال قام بها إبان فترة إدارته لصحة القصيم وطالبناه بنشرها ليستفيد منها الآخرون إلا أنه كان يرفض وبشدة البوح بما يقوم به لقناعته بأنها من صميم الواجب علينا جميعاً تأديته دون تخاذل أو منة..
وقبل أن أبدأ بسردها أشير هنا إلى أن الدكتور هشام ناضرة يكاد يكون المسؤول الأول الذي يعلن للملأ رقم جواله الذي يعمل على مدار الساعة دون إغلاق أو الاستعانة بخدمة موجود.. وذلك رغبة في خدمة الناس.
أول هذه المواقف ما حدث من الدكتور في صالة المراجعين في أحد البنوك حيث إن الدكتور يحرص على قضاء حوائجه بنفسه رغم مشاغله وليس هذا فقط بل إنه لا يحبذ أن يحظى بمعاملة خاصة فهو ممن يحبذ أن يعامل الناس كلهم معاملة واحدة.
أقول حينما كان هناك ينتظر دوره لقضاء حاجته من البنك تفاجأ الجميع بسقوط أحد المراجعين مغشياً عليه فما كان منه إلا أن حمل المراجع في سيارته الخاصة واتجه به بنفسه إلى مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة وتم إسعافه وخرج بحمد الله تعالى منها سليماً معافى وسط دعاء المريض وأهله بأن يبارك في جهود هذا الرجل دون أن يعرفوا أنه هو مدير عام الشؤون الصحية.
وفي ذات مساء اكتملت أوراق إحالة مريض إلى الرياض من ذوي الحالات الحرجة التي لا تستدعي التأخير إطلاقاً، ولما وصل الأمر إلى تجهيز سيارة الإسعاف وقائدها اتضح أنه ليس هناك سائق مكلف في ذلك المساء فما كان منه إلا أن قاد سيارة الإسعاف بنفسه حتى سلمه إلى المستشفى في مدينة الرياض ثم عاد أدراجه في نفس الليلة ليباشر عمله في نفس الموعد المحدد دون أن يحس أحد من زملائه بالعمل أنه قدم إليهم دون أن ينام ولو لدقيقة واحدة.
وموقف آخر من مواقف هشام ناضرة الإنسان حدث بمعرفتي الشخصية حيث دلف إلى مكتبي قبل حوالي سنة من الآن شخص يعاني من مرض ما وكان متذمراً من مقابلة المستشفى له ومواعيدهم البعيدة جداً وهو ما دفعه لأن يطالب برفع شكواه ضد هذا المستشفى.
فأشرت عليه بأن لا تعاقب مستشفى بتصرف شخص و...
قال: ما الحل إذن؟
قلت: نتصل على الدكتور هشام وأنا متأكد بأنك ستنصف..
قال: افعل.
فاتصلت بجوال الدكتور وعرضت عليه حالة المريض ثم قدمته له ليكلمه فلما انتهت المكالمة خرج المريض من مكتبي وعليه علامات الرضى من المكالمة وبعد فترة هاتفني ولسانه يلهج بالدعاء للدكتور هشام ولشخصي المتواضع، وقال: نتمنى أن يتعلم الصغار أخلاقيات تعامل الكبار..
أحس أنني أطلت في سرد هذه المواقف التي تختزل في ذاكرتي عن هذا الرجل ولا بأس أن أختم مقالتي هذه بالحديث عن ميدانية هذا الرجال وحرصه على الوقوف على كل عمل.. يبارك الخطى ويشحذ الهمم ويدعم الجهود.
إذ يبدأ عمله الصباحي في المديرية ولا ينتهي يومه إلا بزيارات متعددة لمستشفيات المنطقة ومراكزها وهي زيارات تكون دائماً محل الشكر والعرفان إلا أن السرعة التي يسير بها الدكتور هشام في سيارته حينما يقودها بنفسه تكون عالية جداً ومحفوفة بالمخاطر ولأن عمله الجديد في منطقة الرياض التي تكبر منطقة القصيم مساحة بفارق كبير ويتطلب الأمر منه قطع مسافات تقدر بمئات الكيلومترات يومياً فإننا نتمنى على سائق الدكتور أن لا يمكنه من القيادة بل يقول له حباً فيه كما نحبه نحن جميعاً وخوفاً عليه كما نخاف عليه نحن أيضاً من هذه السرعة (دع القيادة لي واستمتع بالرحلة).
مدير المكتب الإقليمي لجريدة الجزيرة بالقصيم