جدة - عبد الله الزهراني
يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة فعاليات المعرض الدولي الأول للتنقيب وتطوير الموارد المعدنية الذي تنظمه أوزون العالمية للمعارض والمؤتمرات وشركة سي دبليو سي البريطانية بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية ووكالة البترول للثروة المعدنية ووزارة النقل وشركة التعدين السعودية معادن بمركز جدة الدولي للمعارض والمؤتمرات اليوم.
ويشارك في المعرض الذي يقام على مساحة أكثر من 4 آلاف متر مربع 80 شركة عالمية في مجال الاستكشاف والتعدين من داخل المملكة ودول العالم وأكثر من 600 خبير ومشارك ومنهم من الباحثين والخبراء ورجال وسيدات الأعمال في القطاع التعديني.
وأوضح معالي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير نواب عن تقديره للرعاية الكريمة التي يوليها سمو محافظ جدة لإقامة هذا المعرض مشيراً إلى أن المعرض الدولي للتنقيب سيعمل على توفير الفرص للمهتمين بأعمال الاستكشاف المعدني وتقنياته في محفل دوري وفريد من نوعه في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتعريف على الفرص الاستكشافية وتطبيقات المعادن في هذه الدول، وأضاف أن المملكة العربية السعودية ستبدأ مرحلة جديدة للاستثمارات في مجال صناعة المعادن في ظل صدور نظام الاستثمار التعديني المحفز للمستثمرين في قطاع التعدين لافتا إلى أن المعرض سيتيح الفرصة أمام المستثمرين من كل الدول المشاركة لعرض خبراتهم وتقنياتهم في مجال عمليات المسح والتنقيب والاستخراج.
من جانبه قال المهندس محمد الهطلاني المدير العام التنفيذي لشركة مناجم العربية المتحدة أود أن أدعو رجال الأعمال السعوديين إلى الانخراط والاستثمار في قطاع التعدين، والمساهمة الفعالة في إنشاء صناعة تعدينية متطورة جداً استناداً على أحدث ما توصلت إليه التقنيات في هذا المجال.
كما أنصح رجال الأعمال بسرعة الاستثمار والمشاركة إلى جانب حكومتنا الرشيدة، وعدم تأخير هذا الأمر كثيراً لأن الطلب يتزايد بشكل عام على جميع أنواع المعادن، وبدون تحديد، وبشكل تصاعدي وذلك على المستوى العالمي.
وبالتالي يجب على القطاع الخاص سرعة المساهمة في بناء هذه الصناعة العالمية والتي تعتبر العمود الفقري لجميع الصناعات في العالم أجمع.
ونظراً للمردود المالي الكبير للمشاريع التعدينية، وتوفر جميع أنواع المعادن حيث تتواجد كميات متنوعة واقتصادية من المعادن بمنطقة الدرع العربي والذي تقدر مساحته بأكثر من (500.000) كم مربع تمتد من محافظة القويعية (والتي تبعد عن العاصمة الرياض (200كم غرباً)، وحتى أقصى الغرب إلى جدة، وشمالاً من تبوك إلى نجران بالجنوب، وبالطبع مروراً بمنطقة حائل والمدينة المنورة والباحة وعسير وبيشة وعدد كبير من المناطق الأخرى.
لذا... يجب على رأس المال الخاص السعودي أخذ زمام المبادرة فوراً، واغتنام هذه الفرصة بكل حرص وجدية من أجل الحصول على أفضل الامتيازات التعدينية المنتشرة بمنطقة الدرع العربي، فالمملكة تستورد كافة أنواع المعادن من الخارج، وهنالك حاجة اقتصادية كبيرة لجميع أنواع المعادن لدعم وتسيير الصناعات والمصانع السعودية بمختلف تخصصاتها، وبهذه الطريقة سيكون رأس المال السعودي، والقطاع الخاص السعودي صاحب اليد العليا والطولى في التحكم بخيرات هذا البلد ورفع الاقتصاد الوطني ودعمه كما هو الحال مع القطاع البترولي، والجميع على علم تام بدور المملكة الرئيسي والعظيم في مجال الصناعة البترولية داخلياً وخارجياً، وهذا ينطبق تماماً على قطاع التعدين. لذا مرة أخرى أنصح رجال الأعمال السعوديين بأخذ المبادرة بأسرع وقت للسيطرة على هذه الصناعة داخل المملكة العربية السعودية، وبناء على ذلك ستكون المملكة العربية السعودية بإذن الله عملاقاً اقتصادياً دولياً في القطاع التعديني، ولاشك بأن هذا سيتطلب الوقت الطويل لتحقيق الهدف المنشود، ولكن لكل شيء بداية، ولوعدنا للوراء ورأينا كيف بدأت بعض الشركات العملاقة في المملكة والعالم يتضح للجميع المقصود بوجهة النظر هذه، فشركة أرامكو السعودية، وشركة سابك تعتبران من كبريات الشركات على المستوى الدولي. ولقد تأتى هذا في البداية بفكرة اقتصادية تستند على بعض أو كثير من المعطيات العلمية والتقنية والاقتصادية والتي تم بناء عليها بدء التنفيذ الفعلي لأهداف تلك الشركات، ووصلت إلى هذا المستوى العالمي بالعمل الجاد والمثابرة والصبر واستثمار مبالغ كبيرة مما جعل مردودها الاقتصادي كبيراً وأساسياً على مختلف الأصعدة الاقتصادية والتقنية والبشرية.
وخلاصة وجهة النظر هذه: يا رجال الأعمال استثمروا وشاركوا حكومتنا الرشيدة في بناء صرح اقتصادي صناعي تعديني عملاق لما فيه خير وبركة لهذا البلد المعطاء، والذي قدم لكم الكثير والكثير بلا حدود، من أجل مستقبل مشرق إن شاء الله لمملكتنا الحبيبة، ولأبنائنا وأهلنا في جميع أرجاء وطننا الغالي.
ومن جهته أكد نائب رئيس شركة معادن الدكتور هاني الدباغ على أهمية إقامة هذا المعرض موضحا أنه يعكس قوة المؤشر الاقتصادي والتطور الكبير الذي تشهده مجالات التعدين، وأضاف: يقدر حجم الاستثمارات في هذا القطاع بالمملكة بقيمة تتراوح ما بين 25 و30 مليار ريال.
وقال: إن المعرض وضع ثمانية أهداف من أهمها السعي لجذب استثمارات محلية وأجنبية جديدة للمملكة في مجال التعدين وتوفير الفرص للمستثمرين الجادين لتقويم المشاريع والفرص الجديدة والتعريف بتقنيات الاستكشاف المعدني..
ويتضمن المعرض على عرض المشاريع الاستكشافية والتعدينية المتاحة والجديدة والواعدة وعرض المعلومات الإقليمية والجيولوجية إضافة إلى وسائل وطرق المسوحات الجيوفيزيائية والجوية وتقنيات الاستشعار عن بعد وعرض التقنيات الحديثة في مجال الاستكشاف المعدني، كما يشتمل على تقنيات معالجة الخامات المعدنية والتطبيقات الصناعية وعرض أوراق العمل على تقنيات معالجة الخامات المعدنية وتطبيقاتها في مجال تنمية وإنتاج الخامات المعدنية.
الدرع العربي مساحة الجزء الموجود منه بالمملكة (81) ألف كيلومتر مربع وهو قاعدة الجزيرة العربية
يعد الدرع العربي في شبه الجزيرة العربية والدرع النوبي في مصر والسودان جزءاً من كتل شرق إفريقيا الجبلية الممتدة في شرق أفريقيا والمكونة قلب قارة جوندوانا الكبيرة في نهاية عصر ما قبل الكمبري، وقد فصل الدرع العربي عن نظيره الدرع النوبي بواسطة أخدود البحر الأحمر. يظهر الدرع العربي على شكل شبه منحرف تبلغ مساحته حوالي (575.000كم2) في السعودية بالإضافة إلى مناطق صغيرة في اليمن والأردن حيث يمثل الجزء الغربي من الجزيرة العربية. ويحده من الغرب أخدود البحر الأحمر والسهل الساحلي المسمى سهل تهامة, ويحده من الشمال والغرب صخور الغطاء الرسوبي التابعة لدهر الحياة الظاهرة ويبلغ طول الدرع العربي بما في ذلك الامتدادات الموجودة في الشمال الغربي والجنوب الشرقي حوالي (1.800كم) وعرضه كحد أقصى حوالي (700) كم.
ويوجد حوالي (81.000 كم2) من الدرع العربي في المملكة مغطى بحقول بازلتية تابعة لدهر الحياة الحديث ويعد الدرع العربي قاعدة ل(الجزيرة) العربية ويتكون من عدة أنواع من الصخور التابعة لعصر الكمبري (أقدم حقب الدهر القديم) يقابلها أحزمة من الصخور المتحولة المختلفة والصخور المشوهة ويصل عمر هذه الصخور إلى أكثر من 1.200 مليون سنة.
وقد أدت العوامل التالية إلى تطور الدرع العربي:
* ترسب الصخور البركانية والرسوبية وحقن الصخور السحيقة على هيئة سلسلة من الأقواس (المجماتية) القطرية.
* الطي والتصدع وإعادة التبلور للصخور على هيئة سلسلة من الحوادث البنائية.
* انهيار وتمدد الحزام الحركي المصاحب لترسب صخور رسوبية حديثة وأحواض بركانية وحقن لصخور الجرانيت الحديثة.
وتعد الصخور البركانية والرسوبية والسحيقة التي معظمها صخور جرانيتية والصخور المتحولة التي تشمل صخور النيس والشست الناشئة من تحول الصخور الرسوبية والصخور البركانية السيليكاتية ومعقدات الامفيبولايت المتحولة عن الصخور القاعدية من أهم أنواع صخور الدرع العربي.
وقد تعرضت الصخور الرسوبية والمتحولة لعدة مراحل من التشوه والتحول والتحليل خلال تطور الدرع العربي، وحقنت هذه الصخور بكميات كبيرة من الصخور النارية السحيقة التي تشكل حوالي 55% من صخور الدرع العربي (63% صخور جرانيتية و6% صخور قاعدية وفوق قاعدية) صخور الافيولايت (و 31% صخور متوسطة).
وقد تم إجراء العديد من الدراسات المتعلقة بنشأة الدرع العربي حيث رجحت أوائل النظريات العلمية الداعية إلى تقسيم الدرع العربي إلى ( مقاطعات حركية ساكنة) يحد كلاً منها صدوعا وإزاحات أو خطوط التحام، وتظهر تشابهات في تكوينها الصخري والكيميائي، وترابطها في بيئتها البركانية والرسوبية، وانتظامات في تاريخها الصهاري والحركي، وتجانساً داخلياً في تواريخ أعمارها. وقد تم التخلي حديثاً عن نظرية (المقاطعات الحركية الساكنة) لتحل بديلاً لها نظرية (الأقاليم) الأكثر دينامكية التي تشير إلى أن تجاور مجاميع الصخور غير المتجانسة ظاهرياً قد ينشأ عن تكوين وحدات حركية تطبقية كانت متباعدة فيما بينهما.
واقترحت هذه النظرية ستة (أقاليم) أو أكثر في الدرع العربي تفصلها عن بعضها خطوط تصادم أو (التحام) وتتألف هذه الأقاليم في الجزء الغربي من الدرع العربي من أقواس محيطية.
وغالباً يكون مصاحباً لها معادن الأساس (النحاس والزنك والرصاص) وفي الشرق من صخور ذات طبيعة قارية تكون في الغالب مصاحبة للمعادن النفيسة (الذهب والفضة).
وقد نشأت هذه الأقاليم في البداية مفصولة ومستقلة عن بعضها البعض ولكن بعد التصادم والاندماج أصبح لها نفس التاريخ الجيولوجي. وتمتاز خطوط التصادم (أو الالتحام) بمعقدات إفيولايت شديدة التشوه تتميز بوجود الصخور القاعدية وفوق القاعدية ويمثل ذلك نطاقي التصادم في غرب الدرع العربي في (صدع ينبع) (وصدع بئر عمق) انصهار أقواس الجزر، أما نطاقات التصادم الموجود في الشرق فإنها تمثل التصادم المحيطي - القاري (صدع نبيتة) أو التصادم القاري (صدع الأمار).
وقد حدث الاندماج لأقاليم الدرع العربي من حوالي 715 مليون سنة إلى 630 مليون سنة واستمر بعده التشوه وتداخل للصخور النارية المصاحبة للتصادم وتكونت رواسب سميكة من الصخور الرسوبية والمتحولة وحقنت الصخور الجرانيتية خلال الفترة من 640 مليون سنة إلى 570 مليون سنة كما أزاحت صدوع نجد الالتوائية المتكونة في الفترة من 640 مليون سنة إلى 550 مليون سنة أجزاء من الأحزمة إلى الشمال الغربي من الدرع العربي حيث تميزت هذه الفترة بزيادة الجزء العربي من قارة جوندوانا خلال الحدث الحركي للدرع النوبي.
وقد تعرضت الصخور الموجودة في نقاط التصادم أو الالتحام لتحول وتشوه شديدين وخصوصاً الصخور القاعدية وفوق القاعدية (الأفيولايت) وهذه العملية تظهر بشكل واضح في نطاق التصادم الموجود بين إقليم عفيف وإقليمي الحجاز وعسير حيث أدى تطور البحار في حزام الطي المصاحب لانهيار وتمدد الكتل إلى تكوين رسوبيات ضحلة إلى قارية وتميز النشاط القطري الرئيسي خلال هذه الفترة بتداخل صخور جرانيتية سحيقة وقذف صخور بركانية ريوليتية (سليكاتية) وفي نهاية هذه الفترة المجماتية تناوبت لابة بازلتية ومتوسطة مع الرسوبيات في الأحواض القارية المتكون نتيجة الحركة على طول صدوع نجد العرضية المتجهة شمال غرب إلى شمال.
وأظهرت نتائج تقديرات عمر الصخور في الأقاليم الشرقية من الدرع العربي وجود قشرة قارية أقدم من 1200 مليون سنة. وترسبت في الفترة ما بين 850 مليون سنة و700 مليون سنة في الأقاليم الغربية من الدرع العربي وحدات رسوبية بركانية مصاحبة للصخور السحيقة تظهر في (مدين والحجاز، وعسير) وأصبحت في الفترة ما بين 700 مليون سنة و600 مليون سنة ملتحمة مكونةً حزاماً حركياً.
وقد كان الجزء الحديث من الدرع العربي مدفوناً تحت صخور الغطاء التابعة للرصيف القاري العربي حيث تبعه حركة رفع وتعرية أدت إلى ظهور الدرع العربي بشكله الحالي.