«الجزيرة» - عبدالله البديوي - خالد المجحدي
كان يوم الأمس حزينا على معظم البورصات وأسواق الأسهم العالمية ولم يكن سوق الأسهم السعودية الذي خسر خلال اليومين الماضيين 1100 نقطة متفردا في ارتداء اللون الأحمر بل إن معظم أسواق الخليج وأوربا وأسيا إضافة إلى الأسواق الأمريكية تجرعت خسائر تفاوتت حدتها في يوم كئيب على متابعي شاشات الأسهم.
وواصل السوق السعودي موجة الهبوط الحادة التي بدأها يوم الأحد الماضي مفتقدا لـ(360 نقطة) بعد أن هبط خلال التداولات بأكثر من 500 نقطة مسجلاَ أدنى مستوى له منذ شهر عند 10188 نقطة، وعلى الرغم من قوة هذا الهبوط إلا أنه جاء بوتيرة أقل من هبوط الأحد، إضافة إلى وجود قوة شرائية واضحة دفعت العديد من الأسهم للإغلاق الإيجابي واتضحت من خلال السيولة المتداولة في السوق التي وصلت لنحو 17 مليار ريال، وهي أمور كان يفتقدها هبوط الأحد الذي كان سلبيا بكل المقاييس.
الأسواق الخليجية فضلت اتباع خطى السوق السعودي وهو الأكبر من ناحية الحجم والسيولة وأغلقت على ظروف مشابهة لما آل عليه سوق الأسهم السعودية.
ففي دبي سجل السوق واحدا من أسوأ الأيام منذ فترة بعيدة حين هبط مؤشر السوق بأكثر من 312 نقطة (- 5.3 %) وذلك جراء استمرار تصفية المحافظ والصناديق الأجنبية لاستثماراتها في السوق وهو الشيء الذي بدأ منذ منتصف الأسبوع الماضي وأدى لخسارة السوق نحو 800 نقطة خلال الجلسات الأربع الماضية، وفقدت اغلب الأسهم جميع المكاسب التي حققتها منذ بداية العام.
أما سوق أبو ظبي فقد تكبد الخسائر هو الآخر لليوم الرابع على التوالي وانخفض في تداولات الأمس بنسبة 1.6% إلا أن مؤشر السوق لا يزال يحافظ على مكاسب طفيفة مقارنة ببداية العام، ويعود ذلك لكون نسبة تملك الأجانب وتداولاتهم اقل في سوق أبو ظبي عنها في سوق دبي.
ولم يكن سوق الدوحة بأفضل حالا حينما تراجع بأكثر من 4% كاسرا نقطة الدعم النفسية الواقعة عند الـ 10 آلاف مواصلا موجة الهبوط التي بدأها الأسبوع الماضي.
أما سوق الكويت فقد تراجع بشكل طفيف 0.7% ليغلق عند النقطة (13329).
أسواق البحرين ومسقط كانت بمنأى عن موجة الهبوط القوية وحققت مكاسب طفيفة لم تتجاوز ال1%.
على صعيد آخر كان الأمس يوما أسود على بورصات الأسهم العالمية بشكل عام وكأن الأسواق العالمية في الشرق والغرب قد اتفقت على عنوان واحد هو (الخسائر)، وتراجعت الأسواق الأسيوية وخصوصا أسواق الهند وهونج كونج التي تراجعت بنسب كبيرة تجاوزت ال5%، فيما انخفضت الأسواق الأوربية بشكل حاد وسجلت بعض المؤشرات في الأسواق الألمانية والفرنسية والنرويجية تراجعات تجاوزت ال6% وسط مخاوف من حدوث انكماش مستقبلي في الاقتصاد الأمريكي قد يؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي بشكل عام.
«الجزيرة» استطلعت بعض آراء المتداولين في نزول السوق أمس.. أحد المتداولين يقول: إن أرباح الشركات ليس لها علاقة بنزول السوق وإن السبب في ذلك هو ضغط السوق من قبل المضاربين الكبار ليأخذوا أسعارا أرخص مما هي عليه ومن ثم يبيعون بسعر أعلى وهذه لعبة يقومون بها ليحققوا مكاسب عالية.
وآخر ذكر أن المضاربين استغلوا نتائج سابك للربع الرابع في ضغط السوق، مع العلم أن سابك تعتبر أرباحها عالية خلال 2007م وأيضا أضاف: إن نزول بترورابغ له أثر في نزول السوق كذلك ذكر أن الصناديق ضغطت السوق لكي يعلقوا الناس حتى لا يبيعوا أسهمهم لكي لا تُسحب سيولة من السوق ويتمكنون من الشراء في بترورابغ.
ويرى أحد المتداولين أن الارتفاعات الكبيرة التي شهدها السوق السعودي خلال الشهرين الماضيين مبرر لهذا الانخفاض واصفاً هذه بعمليات جني أرباح طبيعية متوقعة كما أنه في مصلحة مسار السوق على المدى البعيد.