محمود أبو بكر - الجزائر
قال رئيس الوزراء الجزائري عبدالعزيز بلخادم: إن حكومته قد قدمت تقريراً مفصلاً إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة، يتضمن تفاصيل مهمة حول نتائج التحقيق الذي أجرته الأجهزة الأمنية المختصة حول تفجيرات 11 ديسمبر الماضي، الذي استهدف مقر المحافظة السامية للاجئين التابع للأمم المتحدة بالإضافة إلى المجلس الدستوري.
وأضاف بلخادم: (إن المنظمة الأممية تعرف تماماً الجماعة الإرهابية الضالعة في هذه الجريمة، وأنه لا جدوى من تحقيق أممي في القضية (في رد فعل رسمي على تشكيل لجنة أممي من قبل الأمم المتحدة للتحقيق حول أحداث الحادي عشر من ديسمبر الماضي.
وأوضح رئيس الوزراء الجزائري للصحافيين على هامش افتتاحه الملتقى الاقتصادي العربي الثالث بالجزائر أنه التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بمدريد الأسبوع الماضي)، وبلّغه أن الجزائر لا ترحب بقراره الأحادي الجانب، في إشارة إلى قرار إنشاء فريق التحقيق الأممي المستقل.
وكشف بلخادم في حديثه عن انزعاج جزائري رسمي من مسؤولي الهيئة الأممية، حيث قال: إن الجزائر (لا ترحب بهذه اللجنة (التحقيق) لأن العملية التي حدثت في 11 ديسمبر ليست فريدة من نوعها، إذ وقعت عمليات مماثلة في كثير من الدول في العالم)، مؤكداً أن مباني الهيئة الأممية تعرضت في دول أخرى لعمليات إرهابية، لكن أمانتها العامة لم تبادر بإرسال فريق إلى المكان للتحقيق. وأضاف: (إذا كان القصد من تصرف الأمم المتحدة هو تأمين كل مبانيها في العالم)، فلتفعل ذلك. أما إذا كان القصد هو التحقيق، فقد قدمنا نتائج تحريات قمنا بها إلى الأمم المتحدة (قبل أن يطلب منا ذلك).
وأوضح بلخادم في ثاني تعليق له على تشكيل اللجنة قائلاً: إن التنظيم الذي نفذ اعتداء 11 ديسمبر معروف، كما أن الشخصين اللذين فجرا نفسيهما في المجلس الدستوري ومبنى الأمم المتحدة معروفان.
كما انتقد بان كي مون بقوله: (إننا لا نفهم الأسباب التي دفعت الأمين العام للهيئة الأممية إلى اتخاذ قرار كهذا). ويأتي موقف بلخادم إثر عدد من التصريحات التي أدلى بها عدد من المسؤولين الجزائريين الذين استنكروا موقف الأمم المتحدة حول هذه الاعتداءات، وينبع الموقف الجزائري المتشددة من تشكيل اللجنة الأممية - حسب المراقبين - من هدفين للسلطات، أحدهما يتمثل في منع أي محاولة للتدخل في شأن داخلي، والثاني ينظر إلى هذا النوع من المبادرات الخارجية على أنه يضفي طابعا دوليا على الأزمة الجزائرية من جهة ويكسب الجماعات الإرهابية غرضا دعائيا جديداً.
