لا نتوقع أن راعيا في الصحراء يمكن أن يرعى غنمه وهو في حالة ظمأ شديدة، ولا نتوقع شخصا خائفا يمكن أن يبدع في إنجاز مهمة ما مثلما لو كان آمنا، ولا نتوقع شخصا يمكن أن تنمو معارفه ويتوسع إدراكه ويشعر بطعم الحياة طالما أنه لا يعرف أحدا في هذا الكون ولم يتصل بالناس الآخرين، ولا نتوقع شخصا يمكن أن يعمل بكفاءة أكثر طالما أنه لا يشعر أن أحدا يقدر ما يفعل، ولا نتوقع شخصا يمكن أن يستمر في عمله طالما أنه لم يحصل على طموحاته ويشبع ذاته.

الإنسان - أي إنسان - بحاجة إلى الأكل والشرب والتهوية والمكان المريح، بحاجة إلى الأمن، بحاجة إلى العلاقات الاجتماعية، بحاجة إلى التقدير وبحاجة إلى تحقيق الذات، يحتاج الإنسان كل ذلك بوصفها حاجات غريزية متجذرة في أعماق الإنسان لا غنى له عنها. وتجاهل هذه الحاجات في منشآتنا الإدارية يمثل أزمة شاملة تعيق تطور الإنسان والمنشأة على حد سواء.

وهذا ما دعا إبراهام ماسلو إلى تقديم نظريته التي تركز على أهمية إشباع حاجات الإنسان، حيث رتب ماسلو الحاجات الإنسانية على شكل هرم تمثل قاعدته الحاجات الفسيولوجية الأساسية وتتدرج تلك الحاجات ارتفاعا حتى تصل إلى قمة الهرم حيث حاجات تحقيق الذات ولا يمكن الانتقال إلى حاجة أعلى قبل إشباع الحاجة الأقل، وهي على النحو الآتي:

- حاجة تحقيق الذات.

- حاجات التقدير والاحترام.

- حاجات الانتماء والميول.

- حاجة الأمن.

- الحاجات الفسيولوجية.