Al Jazirah NewsPaper Friday  18/01/2008 G Issue 12895
الريـاضيـة
الجمعة 10 محرم 1429   العدد  12895
خطورة الليزر وصمت الانضباط
محمد الدويش

كان أول ظهور لحادثة استخدام قلم الليزر الأخضر في ملاعبنا خلال مباراة الهلال والنصر (الدور الأول) عندما وجَّه أحد المتفرجين أشعة الليزر باتجاه عيني حارس مرمى الهلال محمد الدعيع أثناء تنفيذ أحد الأخطاء لمصلحة فريق النصر. وتكررت الحادثة وبنفس الطريقة في لقاء الفريقين في الدور الثاني، وفي عدد من المباريات وسط صمت لجنة الانضباط.

* * الدكتور عبدالله الزير رئيس مجموعة الليزر والأطياف بقسم الفيزياء والفلك بكلية العلوم بجامعة الملك سعود كتب مقالاً أوضح فيه خطورة استخدام بعض أنواع الليزر، محذراً من سوء استخدامها دون ضوابط. ومما جاء في مقالة الدكتور: (لوحظ في الآونة الأخيرة استخدام مؤشرات الليزر أو أقلام الليزر ذات اللون الأخضر في الأماكن العامة، وخصوصاً استخدامه لتشتيت انتباه اللاعبين في إحدى المباريات. وتعتبر هذه الأقلام ذات خطورة نسبية على العين؛ نظرا إلى شدة سطوعها؛ فهي أعلى بكثير من سطوع أشعة الشمس عند النظر إليها مباشرة).

ويضيف قائلاً: (إن الليزر يصدر أشعة قوية جداً في سطوعها تعادل بليون مرة المصابيح العادية.. ويتميز بخاصية ترابط موجاته؛ ما يجعل شعاعه يسير في خطوط مستقيمة لمسافات بعيدة دون فقدان كبير في طاقته، وهو كأي جهاز تقني لا يخلو من مخاطر خاصة على الجلد والعينين؛ ما فرض وضع حد للتعرض لهذه الأشعة. وتعتبر العين هي المستقبل الأمثل للأشعة الضوئية، وبالتالي فهي الأكثر حساسية لأشعة الليزر وآثارها).

وبحسب تصنيف أجهزة الليزر بحسب قدرتها على إحداث تلف للأشخاص المتعرضين لها يقول الدكتور الزير: (يمكن اعتبار أقلام الليزر المصدرة للون الأخضر ذات قدرة (5 ميللي واط) خطرة نسبياً على العين؛ ما قد تسبب إعماء مؤقتا إذا تم تعريض العين لها مباشرة ولمدة طويلة).

وذكر الدكتور الزير أن بعض الدول المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وضعت قوانين تحكم استيراد وبيع واستخدام هذه الأقلام، وتلزم المصانع بوضع ملصق يوضح الصنف وحدود قدرة الأشعة الصادرة من الليزر. وقد تم تطبيق غرامة على شخص قام باستخدامها في مكان عام في فلوريدا، وآخر تم تغريمه مبلغا ماديا كبيرا مع السجن عندما قام بتوجيه الليزر الأخضر على طائرة ركاب.

* * ما سبق كلام علمي من دكتور متخصص، أوضح من خلاله مدى خطورة الليزر الأخضر على العين التي قد تصل إلى الإصابة بالعمى. وبالرغم من ذلك لا تزال لجنة الانضباط عاجزة عن اتخاذ أي قرار تجاه مستخدمي أقلام الليزر بحجة أنها تصرفات فردية، وهي التي عاقبت أندية بسبب تصرفات فردية لم ترتقِ إلى درجة خطورة أشعة الليزر.

القنوات الفضائية كشفت أكثر من مرة عن مستخدمي هذه الأقلام لحظة توجيهها إلى حراس المرمى، وكشفت اللقطة عن تواجد مَن يحاول إخفاء العملية؛ ما يعني أن هناك ترتيبات تتم بين بعض المتفرجين.

يمكن أن يعتبر الأمر تصرفاً فردياً لو منعت رابطة جماهير النادي ذلك الشخص من استخدام قلم الليزر أو بلغت عنه، أما في حالة التستر ومحاولة الإخفاء فلا يعتبر تصرفاً فردياً، ولجنة الانضباط مسؤولة عن ذلك.

المشكلة أن صمت اللجنة وهروبها من مواجهة المشكلة أدى إلى انتشارها في الكثير من المباريات حتى وصلت إلى دوري الدرجة الأولى!

باختصار

* * نتحدث عن احتراف لاعبينا أوروبيا ونطالب الأندية بالمرونة في إتاحة الفرصة أمام اللاعبين وعدم الوقوف أمام احترافهم، وكأن سماسرة الأندية نصبوا خيامهم في ملاعبنا بحثاً عن لاعبينا.

* * صحيح أن لدينا لاعبين عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة بإمكانهم الاحتراف في الملاعب الأوروبية، ولكن عدم متابعة سماسرة الأندية الأوروبية للمسابقات الآسيوية يحول دون التعرف على إمكاناتهم!

* * لكي نهيئ لاعبينا للاحتراف الخارجي فلا بد من تنمية وتطوير ثقافة الاحتراف لديهم من خلال تطوير لائحة الاحتراف وتفعيل كافة بنودها. والاحتراف المطبق لدينا ركز على تفريغ اللاعب ومنحه مرتباً وتنظيم عملية الانتقالات فقط.. ولتطوير الاحتراف يجب تطبيق الاحتراف الإداري، فمَن يدير الاحتراف يجب أن يكون متفرغاً وليس متعاوناً.

* * الحكم الدولي السابق محمد فودة له آراء غريبة في تقويمه لأداء الحكام حتى يخيل للمتابع أن هناك قانوناً خاصاً لا يراه أحد سواه، وغالبا ما تتأثر أحكامه بالظروف المحيطة فيأتي بعضها مختلفاً عما يراه الآخرون مع أن القانون واحد. ففي لقاء الهلال بالوحدة اعترض على قرار الحكم خليل جلال باحتساب ركلة جزاء للهلال، مشيراً إلى أن الخطأ كان لمصلحة المدافع الوحداوي، رغم أن المدافع هو مَن ركل قدم المهاجم الهلالي فهد المبارك عندما حاول خطف الكرة قبل المدافع وبطريقة مشروعة. وحجة الفودة أن (المدافع كان ينوي ركل الكرة لولا دخول المهاجم)، ويرى أن المهاجم هو مَن أخطأ بدخوله على الكرة وهي في طريقها للمدافع!

* * تواضع إمكانات بعض المراقبين الفنيين من أبرز معوقات تطور الحكم السعودي!



mohd2100@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد