Al Jazirah NewsPaper Friday  18/01/2008 G Issue 12895
رأي الجزيرة
الجمعة 10 محرم 1429   العدد  12895
العنف ضد الأطفال

قصة الطفلة غصون المؤلمة والتي عذبها أبوها حتى الموت تفتح الباب واسعا لمناقشة العنف ضد الأطفال وخصوصاً من قبل من يفترض أن يقدموا لهم الحماية والأمان. فمن المؤكد جدا وطبقا للدراسات الاجتماعية أن هناك أطفالاً يعانون في منازلهم من شتى صنوف التعذيب.

العنف ضد الأطفال قضية اجتماعية خطيرة، ومأساة إنسانية عالمية، ولها آثار سلبية كبيرة على المجتمع بأكمله، إذ إن العنف يفرز أشخاصا غير أسوياء، يمارسون بدورهم العنف ضد الآخرين، وبالتالي، فإن جميع الأجهزة المرتبطة بالأطفال والأسر يجب أن تستنفر قواها لمعالجة هذه الظاهرة أو التخفيف من حدتها على أقل تقدير.

وبما أن هذه الظاهرة عالمية فقد اهتمت بها مؤسسات دولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة.

وقد قامت الأمم المتحدة بدراستها وقدمت في ديسمبر 2006م صورة إجمالية ومعمقة عن العنف ضد الأطفال من كافة أشكاله في المنزل والأسرة، والعنف في المدرسة، والعنف في مؤسسات رعاية الطفل، والعنف في المجتمع.

ولقد ربطت الدراسة بين قضية العنف وقضايا أخرى مثل الفقر والتنمية والحروب والتمييز العنصري ولذلك فإنها ظاهرة معقدة بحاجة إلى دراستها داخل نطاق كل مجتمع، لمعرفة الأسباب المحلية التي تعمل على استمرارها.

وقد أكدت الدراسة أن العنف لا يزال مستمراً ضد الأطفال بسبب السكوت عنه والتقاعس عن اتخاذ إجراء حياله.

أما الأرقام التي ذكرتها الدراسة فهي مخيفة جدا، فقد بينت الدراسة -التي شملت 131 دولة على مستوى العالم- أن العنف قد تسبب في قتل 53 ألف طفل خلال العام 2002م، وأن 80-98% من الأطفال يعاقبون بدنياً في منازلهم مع معاناة أكثر من الثلث من العقوبة البدنية باستخدام أدوات مؤلمة.

وقد أشارت الدراسة إلى أن عدد الأطفال الذين تعرضوا لعنف أسري يتراوح ما بين 133-275 مليون طفل، و150 مليون فتاة و73 مليون صبي عانوا من أشكال عنف جنسي خلال العام 2002م، بالإضافة إلى أن مليون طفل حرموا من حريتهم عام 1999م بسبب ارتباكهم جرائم صغيرة أو جنح أو كانوا في انتظار محاكمة، وأن 218 مليون طفل دخلوا سوق العمل عام 2004م منهم 126 مليون طفل يعملون في الأعمال الخطرة.

يجب على كل ضمير أن يطلق صرخة إغاثة للأطفال الأبرياء الذين يعذبون في بيوت آبائهم أو أقربائهم، ومعاقبة هؤلاء المعتدين لأن الاعتداء على الطفل جريمة كبيرة في حق البراءة والطفولة.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد