لن أعيد من خلال هذه الأسطر الوداعية لنجمنا الكبير لسامي الجابر الجدل البيزنطي السابق حول مَنْ يستحق لقب أفضل لاعب سعودي على مدى تاريخ الكرة السعودية حتى الآن فالشواهد والوقائع تصنف ذئب الهلال وهدافه الأسطوري كأفضل لاعب أفاد فريقه الهلال وخدم منتخب بلاده بإيجابية لم يسبقه إليها أي لاعب آخر وهناك من الشخصيات الرياضية الكبيرة من علق على إنجازات الجابر وخدماته بالتأكيد على استحقاقه الأفضلية وتربعه على عرش اللاعبين السعوديين.
ورغم أن هناك من حاول التصدي لتلك الآراء وحجب الحقائق وطمس الواقع إلا أن الأدلة كثيرة والإنجازات شاهدة على هذا التفوق والزعامة المطلقة. وبعيداً عن هذا فإن الأمر الذي لا شك فيه ولا اختلاف عليه هو أن هذا اللاعب الأسطورة يعد اللاعب (الأنجز) في تاريخ الكرة السعودية، فلا وقت لديه للاستعراض بعيداً عن المرمى، وحتى لوكان هناك استعراض للمهارة والقدرة، فإنها عادة ما تتوج بهدف حاسم أو ضربة جزاء تقلب النتيجة وتعمل على تفوق الفريق، وغير هذا فإن العطاء الذي يقدمه ابن الجابر داخل الملعب لا يقتصر على انتظار الكرات الجاهزة للتسجيل.. بل هو يسجل ويصنع ويدوخ الخصوم ويبدع داخل خط الـ18 وخارجه ويصوب من بعيد أوقريب نحو المرمى.
هذا بالإضافة إلى أنه قائد محنك داخل الملعب استطاع كسب احترام المنافسين وأن يحظى بالسمع والطاعة من قبل لاعبي فريقه رغم أن هناك من هو أكبر منه سناً وأكثر عمراً في الملاعب.
وحتى وهو على دكة الاحتياط فإن له دوراً مؤثراً والكثير من المدربين يستأنسون برأيه ويأخذون بعين الاعتبار مشورته وتقييمه الذي لا يخيب.
ولم يرَ الكثير من المدربين العيب في ذلك وأعلنوها للملأ بسبب فرط الإعجاب ونسب الفضل لأهله؛ كما أن قدراته وإمكانياته لا تنحصر داخل الملاعب الخضراء أو حولها بل يمتد الإبداع والتمكن بعيداً عنها حيث المعسكرات فهو داخلها نِعم القائد لقيامه بأدوار إدارية وممارسته مهام القيادة بكل اقتدار وبطريقة محببة جعلت له معزةً وتقديراً في نفوس كل اللاعبين باختلاف أنديتهم وتفاوت أعمارهم، حيث استطاع بذكائه وأخلاقه كسب ود الجميع والحصول على رضاهم وإبهارهم أيضاً بشخصيته القيادية غير الطبيعية.
أَليست كل تلك الصفات وهذه السمات كفيلة بمنحه الأفضلية المستحقة والنجومية المطلقة..؟!!.