الرياض - العاصمة التي تشهد هذه الأيام موجة برد قاسية يبحث خلالها الفرد عن مصادر الدفء من أبواب مختلفة.. هي تترقب كذلك ليلة كروية ساخنة من العيار الثقيل.. فالجمهور المتعطش لمشاهدة أمسية احتفالية يقول فيها الأسطورة (عريسها) كلمة الوداع وإعلان الرحيل حين يضع (بصمته) وهي غير قابلة للتزوير... كما كان طيلة مشواره الكروي... ذلكم هو سامي الجابر الذي ستزحف الجماهير الهلالية لملعب المباراة رغم الانخفاض الحاد في درجة الحرارة... وذلك من باب الوفاء ورد الجميل وإبلاغه عبر رسالة غير مكتوبة بأنها (الهلالية) منبع للوفاء والأصالة ولا تؤثر فيها الظروف المناخية.. وحتى غلاء أسعار تذاكر مشاهدة المباراة (الوداعية) ولعل مواقف الجمهور الأزرق في حالات سابقة تبقى دائماً راسخة في الذاكرة.. وما مباراة نهائي بطولة الأندية الخليجية للهلال مع العربي الكويتي وسط أجواء ممطرة بدرجة عالية.. تلك التي احتضنها ملعب الأمير فيصل بن فهد قبل عقدين تقريباً حيث لم يتمكن جمهور كبير من دخول الملعب لعدم وجود موطئ قدم واحدة!!
... والآن... ولقاء الاعتزال الذي قد يصعب تكراره مستقبلاً حيث يستمتع المشاهد برؤية نجوم شياطين الكرة الإنجليزية والأوروبية... فريق مانشستر يونايتد في أول زيارة له لمنطقة الشرق الأوسط.. قد تكون مباراة برسم الخيال وواحدة من روائع (ألف ليلة وليلة).. وتلك هي ليلة الذئب الأزرق.. أسطورة الكرة السعودية.. الأكثر تألقاً مع ناديه ومنتخب وطنه بالنظر لواقع (المعدل التراكمي) الذي استطاع الفوز به طوال مشواره الكروي...
... إنها ليلة باردة جداً ولكنها ستتحول إلى (سهرة ساخنة) بوجود بطلها وعريسها (السامي) الكبير بأخلاقياته وثقافته قبل مهارته الفنية وإبداعاته الموسومة بالجمال الساحر.. فضلاً عن حضوره المتكرر في ميادين الأعمال الخيرية والإنسانية التي لازمته من قبل.. وإن كنت أتمنى (إعلان) سريع من جانب اللاعب المحتفى به بقرار التبرع بنسبة معينة من العائد المادي الذي فاز به من قبل الشركة الراعية لدعم إحدى الجمعيات الخيرية خصوصاً تلك التي ترعى شؤون الطفولة.. وأجزم أن لاعباً وإنساناً بمكانة سامي الجابر لن يتردد بموافقته على هذا المقترح.. وسامحونا!!
فكونا!!
أكاد لا أصدق في صحة التقارير الإعلامية الواردة بين فترة وأخرى... والتي تشير إلى وجود مفاوضات تستهدف استقطاب لاعبين سعوديين للاحتراف خارجياً... والذين ارتفع عدهم فوق مستوى العشرات... وأحسب أنها معلومات غير صادقة ولكنها (تشجيعية) تبحث عن (تسويق) اللاعب والعمل على رفع (سهمه) محلياً.
... هذا أحد اللاعبين ولم يكن بعد قد عزز وجوده ضمن خارطة فريقه الأساسي ولم يعرف بعد بحضور مشرف يرفع من مكانته لتوجه له دعوة الاحتراف في أحد دول الخليج وذلك من باب الإعارة لمباراة واحدة أو (شهر أو شهرين) فكيف نقرأ لأحدهم دعوة ل -فك ارتباط- ذلك اللاعب وفتح باب الاحتراف له في رومانيا!! ثم يبرر هذا المطلب بأن تحقيقه سوف يسهم في رفع مستوى الكرة السعودية!! وسامحونا!!
سامحونا.. بالتقسيط المريح!
* الهدف الثاني ليوسف السالم نجم منتخبنا السعودي في مرمى الأولمبي الكويتي.. تمريرة وتنفيذ.. يمكن استثماره (سينمائياً) ويسند الدور البطولي لنجم مشهور.. والسالم أحدهم!
* سدوس.. وحسام الصالح وجهان لعملة واحدة في انتخابات الاتحادات الرياضية.
* وأخيراً... الرياض... الغائب منذ ثلاث مواسم... يعتلي حالياً عرش صدارة دوري الدرجة الأولى... فهل تتوفر لديه القدرة في الاستمرارية على المحافظة على مركزه وعدم التنازل عنه بهدف العودة إلى بيته القديم؟؟
* بعد عملية بحث مضنية قام بها اللاعب أسامة هوساوي للانتقال من ناديه الوحدة والاستقرار -حتى لو بصفة مؤقتة- إما في الاتحاد أو الهلال.. وأحدث ضجة كبرى داخل ناديه.. جاء القرار الحاسم من قبل إدارة جمال تونسي بالإبقاء عليه داخل حدود (البيت الأحمر) بتجديد عقد اللاعب ودفع نسبة 30 في المئة من عرض نادي الهلال.. وبهذا كسب هوساوي نتائج تلك (الضجة) وكل ما عليه أن يتفرغ للعطاء الفني ليحافظ على نجوميته كأحد أبرز الوجوه الجديدة في صفوف المنتخب وألا يكترث بموضوع الانتقال نهائياً.. وأن يواصل نجوميته مع ناديه الوحدة الذي قدمه للساحة الرياضية!
* الفوز الكبير الذي حققه منتخبنا الأولمبي.. وبالثلاثة على منتخب الكويت ومنحه دفعة قوية لمواصلة أحقيته بالفوز باللقب الخليجي الأول.. عليه مواصلة انطلاقته بالفوز وحده (ولا غيره) على منتخب البحرين ليحرز البطولة عن جدارة واستحقاق!
* عبده حكمي.. الحاضر الغائب الذي كاد أن يصبح (الشغل الشاغل) للإعلام الرياضي قرر أخيراً بطوعه واختياره وهو بكامل قواه العقلية تجديد عقده لـ 5 سنوات قادمة مع ناديه القادسية بواقع مائة ألف ريال لكل سنة.. والحمد لله... كنت أعتقد من قبل أنه لن يقبل بأقل من مليون ريال لكل عام!!
* كل اللاعبين الذين زاملوا سامي الجابر في بداية انطلاقته.. تساقطوا واحداً تلو الآخر.. بقي لمفرده حالة استثنائية... يعيش أجواء الصمود والتحدي.. وإثبات الوجود تحت ضغوط متعددة ومحاولات فاشلة استهدفت الإطاحة به... هذا هو سامي.. معيار النجاح الحقيقي للاعب (كامل الدسم) و(كامل الأوصاف) وكذلك (المواصفات) الرياضية!
* شهادة حق.. هذه شركة (موبايلي) للاتصالات التي قامت بشراء حقوق رعاية مهرجان اعتزال سامي الجابر تعتبر رائدة في مجال الاستثمار الرياضي ورعاية الأندية والاتحادات الرياضية... وهي وإن كانت شركة تبحث عن الربحية فإنها لم تبتعد عن توجيه دعمها ورعايتها للشأن الشبابي والرياضي.. وإلا فأين هي تلك البنوك العملاقة التي قامت على (عملائها) وحققت أرباحاً خيالية دون أن يسجل لها موقف واحد في ميدان تنمية المجتمع.. شكراً موبايلي... على وجودها الرائع في ميدان الشباب والرياضة.
* قبل الوداع.. ونحن في مرحلة العد التنازلي لتكريم (الأسطورة الجابرية) من واجبنا توجيه أسمى عبارات الثناء والتقدير للجندي المجهول عادل البطي مهندس حفل الاعتزال الكبير.. وسامحونا!!