«الجزيرة» - ندى محمد الربيعة
اقتحمت المرأة السعودية مؤخراً مجالات استثمارية عدة، أثبتت من خلال إدارتها لها قدرتها على تحدى الصعاب وتجاوز العقبات، مما جعلها تحقق نجاحات اقتصادية في كل المشاريع التي قامت بالاستثمار فيها والإشراف عليها.
المواطنة حنان محمد (أم مشاري) واحدة من اللائي حققن نجاحا استثماريا بعد أن قامت بافتتاح عدد من المشاريع النسائية، وفي هذا الحوار تحدثنا أم مشاري عن مشروعها الثاني وهو معرض الحلويات والقهوة، موضحة الصعاب التي واجهتها وكيف استطاعت تجاوزها.
وتحكي أم مشاري عن رحلة البدء في هذا المشروع وتقول: بدايتنا الاستثمارية كانت بافتتاح مركز تجميل نسائي، وبعد ذلك خططت وشركائي لإنشاء ركن للحلويات والقهوة بالمركز، وبعد أن وجدنا تجاوبا من الزائرات للمركز فكرنا في التنفيذ وافتتاح محل للحلويات والشوكولا التي تنتج بأيدٍ نسائية, وهكذا انطلقنا بعد أن تجاوزنا العديد من الصعاب.
* وماذا عن المنافسة مع أصحاب الأنشطة المماثلة؟
- لقد وجدنا منافسة قوية من التجار بدأت منذ التأسيس فقد أمضينا قبل الافتتاح ما يقارب ال3 سنوات وهم يترددون علينا وعرضوا علينا بيع المعرض لأنه مجال رجالي 100% ومؤكدين لنا صعوبة إداراته وعدم قدرة المرأة للدخول في منافسة مع الرجل في هذا المجال.
وبعد الافتتاح فقد سلكوا طرقاً أخرى مثل دس بعض الأشخاص لدخول المحل لمحاولة لوقف نشاطنا بافتعال المشاكل وتحريض العمال بالتهاون في أعمال النظافة, وغيره وهناك بعض المنافسين أتى إلي شخصياً وأكد لي عدم النجاح والكثير منهم يجزم بأن المحل سيفشل إلا انه تحت إدارة نسائية.
* وما هي العقبات التي واجهتكم في بداية المشوار؟
- واجهتنا الكثير من العقبات أولها مسألة (الوكيل الشرعي) وهى من الأمور التي تمثل عقبة أمام سيدات أعمال في كثير من المواقع المهمة, وإن لم يكن لدي وكيل سأضطر للمعقب الذي غالباً ما يهمل الأوراق وإذا كانت المعاملة تحتاج ليوم لانجازها تظل حبيسة عنده لمدة من الأربعة إلى خمسة أشهر بعدها يطالبني بمبلغ كبير بحجة أنه يواجه متاعب ومصاعب وهذا في اعتقادي يمثل هدراً للوقت وضياع الكثير من المال.
* بما أنه لديكم بالمحل تصريح لمحل قهوة فلماذا لا يكون هناك مقهى نسائياً خاصاً وتديره عمالة نسائية؟
- المقاهي النسائية مشاكلها كثيرة وأنا حاولت افتتاح قهوة بقسمين عوائل وأفراد ووجدت مشاكل مع البلدية فكيف لو كانت نسائية فقط.
* ما موقف وزارة العمل معكم من ناحية السعودة وعدد العمالة والتأشيرات؟
- هم يعتبرون أننا منشأة صغيرة مع العلم بأن لدينا أربعة تصاريح مخبز وقهوة وحلويات ومعمل هذا بخلاف الصالة, ولم يسمح لنا إلا بست تأشيرات فقط فهل يعقل ذلك؟ ومتى ستتعاون معنا وزارة العمل لأنه من غير المعقول أن يسمح بهذا العدد من التأشيرات لهذه المنشأة الكبيرة فأغلب العمالة التي لدي نقلت كفالتها بمبالغ مضاعفة تصل من 8 آلاف إلى 12 ألف ريال, فأتمنى من الدوائر الحكومية التعاون بينها وبين التجار بحيث لا يلجأ التاجر إلى اللف والدوران واختراق الأنظمة.
* كيف تتم إدارة المحل من قبلكم؟
- تتم بإشراف مباشر من قبلنا وهناك موظف مسئول عن هذا العمل حيث أعطيناه مطلق الصلاحية في مراقبة العمال وتتم محاسبته شخصيا في حال وجود خلل أو تقصير في العمل.
* من الذي يتولى تدريب العمال بالمعرض؟
- انتهجت سياسة معينه فقد جلبت عمالة وطهاة كبار دفعت عليهم مبالغاً باهظة ورواتباً كبيرة من أجل تدريب العمال وإعطائهم الدورات اللازمة فمثلاً ينتقل العامل من التدريب على الخبز إلى مرحلة التدريب على صنع الكيك وبعدها الحلويات بأنواعها وهكذا حتى يكون العامل ملماً بجميع الأقسام حتى نستطيع أن نغطي أي قسم بالمحل في حال وجود ضغط..
* هل تلقيت دعماً من البنوك أو أحد الصناديق؟
- أنا لست موظفه والبنوك ترفض أن تقرضني لأنه ليس لدي ضمان، أما بالنسبة للصناديق فلم ألجأ لها بعد وإلى الآن فإن الدعم ذاتي من قبلنا نحن الشركاء.
* ماهو الشيء الذي يميز مشروعكم؟
- نتميز بإنتاج الشوكولاته وهذه الميزة إكتسبناها من خلال الخبرة, وقريبا سنحصل على وكالة أوروبية لإنتاج الشوكولاته البلجيكية كما نشتهر بصنع الخبز ووصلنا في تصنيعه إلى جودة عالية.
* هل هناك نية للتوسع خارج نطاق الرياض؟
- إن شاء الله - فهذا من ضمن المخططات ونفكر في فتح أكشاك صغيرة داخل الأسواق التجارية لتوسيع القاعدة, والآن اعمل على توصيل طلبات خارج مدينة الرياض مثل القصيم والخرج وجازان وغيرها من مناطق المملكة.
* هل أثرت موجة ارتفاع الأسعار عليكم؟
- نعم لقد اضطررنا لرفع أسعارنا ولكن بنسبة طفيفة ولم نصل إلى مرحلة تجعلنا نستغل الزبونة.
* هناك سيدات يقمن بصناعة الحلوى المنزلية هل يؤثر هذا النشاط عليكم؟
- هؤلاء النسوة لا يعتبرون منافسات بل على العكس نجد منهن الدعم لكن ما يضايقنا هو اقتحام الأجانب من الجنسيات العربية لسوق الحلويات وبشكل مبالغ فيه وأقصد متعهدي الحفلات الخارجية الذين يأتون ليشتروا الحلويات والمعجنات بسعر المحل ويتم بيعها بأسعار مضاعفة لأصحاب المناسبات, وهذا يعطي انطباعاً غير حقيقي عن أسعارنا وبالتالي يحرمنا من زبائننا.
