المسيرة الفنية لفريق كرة القدم الهلالي هذا الموسم مع المدرب الروماني كوزمين وإدارة الكرة وتذبذب مستوى الفريق وخروجه من البطولات تباعاً هي محصلة عدد من العوامل أحدها الفشل في التعامل الأمثل مع المخزون الهلالي الكبير من العناصر الفاعلة والعناصر الشابة والصاعدة.
الهلال يمر بفترة انتقالية وإن لم تتبلور بشكل واضح بسبب وجود بعض الأسماء الكبيرة في صفوفه.. وعملية الترقيع والتلفيق في معالجة نقاط الضعف والثغرات في صفوف الفريق هي حل مؤقت لن يفيد مستقبل الفريق بل يضره.. وإشراك اللاعبين في غير مراكزهم.. كمشاركة الكلثم كوسط يمين أو المرشدي كظهير والذياب بديلاً للشلهوب والهليل كمحور.. يعني أن المدرب لا يعرف لاعبي الفريق وإمكاناتهم الفنية.
وجود أسماء كبيرة لها ثقلها يكفل حدوث توازن في صفوف الفريق.. وهي فرصة جيدة لتجديد عناصر الفريق تدريجياً دون أن تتأثر نتائجه أو تظهر عليه الأعراض الانتقالية.. أما التعنت أمام فكرة ضخ عناصر جديدة في الشريان الهلالي بديلاً عن العناصر التي بدأ مؤشرها في الانحدار هي مضادة للسياسة الشهيرة التي كان يتبعها الهلال قديماً وجعلت منه فريقاً متجدداً وقوياً على مدى ثلاثين عاماً.
مع الظروف والنقص الهلالي الكبير بسبب المنتخب الأولمبي والإصابات والإيقافات (اضطر) معها مدرب الهلال مرغماً إلى إعطاء الفرصة لبعض العناصر الشابة التي يبدو أنها فاجأته بمستواها.. فلعب العابد وقدم مستوى يفوق الكبار وافتتح التسجيل (مع أن اللاعب لم يحن دوره في الفريق الأول).. وهذا سلمان مؤشر يكشف عن إمكانات طيبة ويسجل هدفاً ثميناً.. وسيخرج المدرب ويتباهى أنه قدم اللاعبين واكتشفهم ومنحهم الفرصة وهلم جرا.
في المقال القادم سأحاول الإشارة لبعض الخصائص الفنية لشريحة من لاعبي الهلال خصوصاً الذين لم يمنحوا فرصاً كافية للعب رغم تميزهم الفني حسب رؤيتي الشخصية.
كوادر هلالية
الدخول في عهد الخصخصة والقضايا الشائكة المتعلقة بالاحتراف والاستثمار والعقود وحادثة قرصنة كالون وطرائف استثمار الموديل برونو والفلتة سيدي عبدالله.. تحتم ضرورة دعم الإدارة الهلالية بكوادر جديدة تدعم الطاقم الإداري الجيد الذي يدير النادي حالياً.. ليس بالضرورة أن يكون ذلك بشكل رسمي.. فيمكن استقطاب كفاءات تخدم النادي كأعضاء غير متفرغين.. والهلال لديه مخزون وافر من الطاقات والكفاءات المتعلمة والمثقفة والخبيرة أمثال المهندس طارق التويجري والأستاذ عادل البطي.. ومن خارج الحقل الرياضي الأكاديمي الدكتور مهندس علي الغامدي والخبير الاقتصادي الأستاذ راشد الفوزان وكثيرون غيرهم.
السهام تصوب نحو الشباب
في قراءة سريعة لنتائج المباريات المتبقية لكل فريق وطريقة جدولتها.. تظهر أن الاتحاد هو المرشح الأقرب لبطولة الدوري ويأتي الشباب المندفع بكل قوة وهدوء وبعيداً عن صخب الإعلام والضغوط الجماهيرية المنافس الأخطر على اللقب.. ويظل الهلال الذي يحاول استعادة أسهمه التي فقدها عقب خسارته من الأهلي مرشحاً ثالثاً.
الاتحاد سيلعب آخر أربع مباريات على أرضه منها مباراتان ختاميتان مع منافسيه على اللقب الشباب والهلال.. الهلال سيلعب أقوى مبارياته في آخر جولتين ولا يفرق بينهما غير أربعة أيام فقط.. سيلاعب الشباب وبعدها بأربعة أيام ينازل الاتحاد في المباراة الختامية.. وعقب تقديم مباراته مع الوحدة إلى الجولة 12 سيكون الاتحاد مرتاحاً لما يقارب الـ13 يوماً سيعيد فيها ترتيب صفوفه وتجهيز أسلحته الهجومية والدفاعية لمواجهة الهلال!.. الاتحاد يكفيه الفوز بمباراته المتبقية ليخطف البطولة دون النظر للنتائج الأخرى.
إحدى مؤشرات القدوم الشبابي وأنه المنافس الذي بات يشكل خطراً على صدارة الاتحاد هو أن الإعلام الأصفر بدأ بالالتفات للشباب بعد أن كان كامل ثقلهم مسلطاً على الهلال فقط للتصدي له ووضع العراقيل حماية لصدارة فريقهم.
هذا كان أحد أهداف التركيز على أخطاء حكم مباراة الأهلي والشباب هو تشويه الفوز الشبابي رغم أنه المتضرر من أخطاء الحكم.. أحد كتبة الاتحاد شكك بالانطلاقة الشبابية وشرعية فوزه ببعض المباريات.. وختم مقاله بقوله (هل نقول مبروك للشباب الصدارة التي تنتظره على طبق من الراية والصافرة).
حتى لا يشكو (تشيكو)!
ستظل طريقة تسجيل تشيكو لغزاً مبهماً لا يرغب أحد في حله وتفسيره! ما عدا مزاعم تسجيله في الدقيقة الأخيرة قبل إقفال باب التسجيل!.. في الدوري المحلي لن يكون هناك إشكالات وستتفهم الفرق ما حدث وتعتبرها كبوة جواد من اللجنة وإن لم تكن الأولى ولا الثانية.. لكن من يحمي الاتحاد من احتجاج مفاجئ قد يصدر من أحد الفرق المتنافسة معه آسيوياً وتستغل فترة لعب تشيكو مع فريقه البرازيلي جريميو عقب إقفال فترة التسجيل ما قد يورط ممثلنا في الآسيوية.. وتعاد من جديد سيرة البرازيليين الثلاثة الذين تم الاحتجاج على تسجيلهم خارج الفترة النظامية واستبعدوا من بطولة كأس العالم.
ضربات حرة
- اعتزال الإعلامي الكبير وزعيم المعلقين الأستاذ محمد البكر هي نقطة فاصلة في تاريخ التعليق الرياضي.. سيظل الأستاذ محمد البكر أسطورة التعليق الرياضي السعودي كما هو الحربان في الكويت ولطيف في مصر وسيف في قطر.
- رغم انسحاب الاتحاد من صفقة هوساوي فالإعلام الاتحادي لازال في قلب الصفقة في محاولة لإفسادها على الهلال.
- خريج الدبلوم وعندما شعر أن كلامه القانوني حول العرض المقدم لأسامة مكرر وغير مجدٍ حوّل تنظيره إلى كلام عاطفي لإقناع اللاعب بعدم الذهاب للهلال بحجة أن الوعود قد تكون وهمية وسيندم.
- أسامة هوساوي قد يبقى في الوحدة ولكن عرض الهلال بالنسبة له كلاعب عرض خيالي.. وهو مبلغ لو حوله الهلاليون للفئات السنية لكسبوا العشرات من اللاعبين الموهوبين.
- حاولوا نقل اللاعب بطريقة مخالفة للأنظمة.. وعندما أتيحت لهم الفرصة لنقل اللاعب بطريقة نظامية انسحبوا!.. فهل كل هذا عشق لعقد الصفقات بطرق ملتوية!.
- رغم تبييتهم نية الانسحاب من الصفقة صرح رئيس الاتحاد قبيل مباراة الاتحاد والوحدة أن أسامة اتحادي 100%.. فهل كانت رسالة للتأثير على فاعلية وحماس اللاعب في المباراة.
- ما حدث في نهائي أندية مجلس التعاون شوّه قيمة البطولة!.. هل يعقل فريقان يلعبان النهائي ولا يعرفان هل الهدف بهدفين في الإضافي أم لا.. حتى في دوريات (الحواري) لا يحدث هذا!!
- نهائي مجلس التعاون من أغرب المباريات في عالم كرة القدم فالكأس كان يتنقل خلال دقائق المباراة من أحضان فريق إلى آخر حتى استقر أخيراً في الجزيرة بطريقة (درامية) غريبة.
- لاعبو الهلال الصويلح والغنام والموري والعبدالسلام ذهبوا للمنتخب الأولمبي سليمين وعادوا مصابين ليفقدهم فريقهم في ذروة الصراع على الدوري فضلا عن تحمل تكلفة علاجهم!
- الاتحاد الفريق الوحيد الذي لا يوجد لديه أي لاعب في المنتخب الأولمبي!
- المحلل التحكيمي أكد أن هدف الأهلي الثاني في الهلال تسلل إضافة إلى أخطاء تحكيمية تضرر منها الهلال بشكل أكبر.
- يتبارى رجال الخطوط في إيقاف ليلو الهلال بحجة التسلل.. أمام الطائي انفراد تام وأمام الأهلي شبه انفراد.
- وجود الثنيان في الاستديو التحليلي يضفي بتعليقاته المميزة وقفشاته كسراً لرتابة التحليلات الفنية التقليدية.. ووصفه للهدف الثالث بهدف (درب الزلق) تعليق ذكي ولماح في وصف حال الدفاع الهلالي في تلك المباراة.
- عندما انشغل مثيرو الفتن والمشاكل عن إثارة مسألة التقسيم.. ظهرت مباراتا الهلال مع الاتحاد والأهلي متميزتين من ناحية السلوك الجماهيري.. فانتشرت الجماهير تلقائياً في جنبات الملعب دون قيود وظهروا متجاورين بكل ود وروح رياضية دون ظهور أية إشكالات كما يزعم ويهول مثيرو الفتن.
- القرعة الآسيوية كشرت في وجه الأهلي عندما وضعته في مجموعة صعبة تضم ثلاث فرق مرشحة للتأهل.. في حين ابتسمت القرعة للاتحاد التي وضعته مع فريقين متواضعين ويبقى سباهان الإيراني هو المزعج للاتحاد.
- في معظم مباريات الدوري تشاهد الندية والقتالية حتى من الفرق الصاعدة.. ما عدا مباريات النصر مع الاتحاد فهي أشبه بتمرين ساخن يخرج الاتحاديون منها و(بدون عناء) بكامل النقاط وبكمية وافرة من الأهداف دون مقاومة من الفريق الأصفر.
- ثقافة التبعية تجذرت تماماً ليس لدى الصحفيين والجمهور والإداريين فقط بل وصلت للاعبين والفريق الكروي نفسه.. والنتيجة هزائم تاريخية.
- يتمنى الاتحاديون لو أن كل الفرق نصر ووحدة.. لحسموا الدوري مبكراً وبنصاب كامل من النقاط.
- لويس فيجو وعقب قدومه إلى دبي مع فريق الإنتر نفى في تصريحات صحفية ما تردد في الموسم المنصرم من مزاعم التعاقد معه ووصف مروجيها بمجموعة من الكذابين.
- فريقه يتعرض لهزيمة مخجلة.. ومع هذا يصدر بياناً جديداً ليتحدث في موضوع آخر.. وكل هذا لصرف أنظار جماهير فريقه عن الخسارة الكبيرة.
- (اللجنة المنظمة جندت لإبقاء كأس البطولة في خزائن الأهلي القاهري الذي عرف عنه السطو على كل القوانين في بطولاته المحلية والخارجية التي تقام على أرضه في سبيل أخذ الكأس!).. هذا تعليق مطبوعة صفراء لتبرير انسحاب الاتحاد من بطولة كرة الماء.. إذا كان لديهم كل هذه الشكوك وسوء الظن لماذا شاركوا؟
- هذا قدر الأندية الكبيرة التي تقف عقبة أمام الاتحاد يتم التشكيك فيها وتاريخها وإنجازاتها.