الرئيس الأمريكي جورج بوش يزور الأراضي الفلسطينية المحتلة للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة عام 2001م، وعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية في خطر كما هي دائماً، وبسبب الطرف الإسرائيلي، وعدم احترامه للمواثيق الدولية، وآخرها اتفاق (أنابوليس). هذا الاتفاق الذي أكد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية قبل نهاية العام الجاري، أي قبل نهاية ولاية بوش؟. الذي فيما لو تم لاعتبر إنجازاً تاريخياً يتوق بوش إلى تسجيله باعتباره الرئيس الذي أنهى أخطر نزاع عالمي الذي دام أكثر من ستين عاماً.
إن التساؤل الذي يطرح نفسه بقوة ويتكرر على الألسن، هو: هل سيجبر بوش الإسرائيليين على احترام اتفاقات مؤتمر أنابوليس الذي نادى إليه ورعاه بنفسه، وذلك بالضغط على إسرائيل بتجميد الاستيطان والانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967م؟. أم أن الأجندة الإسرائيلية ستفرض نفسها على الراعي الأمريكي لعملية السلام؟.
الحقيقة أن الشعور السائد هو أن الإسرائيليين لن يسمحوا لمفاوضات السلام بأن تصل إلى نتائج إيجابية تحقق السلام الحقيقي، وأنها ستظل تمارس اعتداءاتها وخروقاتها لكل المواثيق الدولية، حتى إن وزيرة الخارجية ورئيسة فريق التفاوض الإسرائيلي تسيبي ليفني قالت: إن العمليات العسكرية الإسرائيلية ستستمر (حتى أثناء مفاوضات السلام مع الفلسطينيين)، وهو الأمر الذي يحرج الإدارة الأمريكية كثيراً، ويضع عليها مزيداً من الضغوط، ويضيف إليها أعباء فوق أعبائها الكثيرة في المنطقة. الطرف العربي مد يده للسلام، من خلال المبادرة العربية للسلام، وذهب إلى مؤتمر أنابوليس لتأكيد رغبته في إنهاء النزاع من خلال إرجاع الحقوق لأصحابها، وليس في جعبة إسرائيل حجج مقنعة سوى أنها تماطل، حتى لا يصل المتفاوضون إلى شيء، وتمر الأيام على أمل أن تفتر العزائم، وتبدأ الدائرة المفرغة دورتها من جديد بحثاً عن حل جديد برعاية رئيس أمريكي جديد!.
يجب على الرئيس الأمريكي ألا يكتفي بالحديث عن ضرورة استمرار المفاوضات، وعن السلام المنشود، ودور الأطراف في تحقيقه، فالمشكلة معروفة، والحل واضح، ولكن يبقى أن تكون إسرائيل صادقة، وهي ما لم تثبته على مدار تاريخها الملطخ بدماء الشهداء الفلسطينيين. ولذلك توقع أكثر من سبعين في المائة من الفلسطينيين فشل محادثات السلام.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244