الرياض - عبدالله البديوي
بدأت خطة هيئة السوق المالية بزيادة عمق السوق عن طريق ضخ دماء جديدة إليه تأخذ مع العام الجديد مسلكاً مغايراً لما كانت عليه في العام الماضي، فبعد أن وصف العام 2007م بأنه (عام الاكتتابات الكثيرة) نظراً لوجود عدد هائل من الاكتتابات وصلت إلى 25 شركة إلا أن تلك الإدراجات الكثيرة كانت الغلبة فيها لشركات صغيرة لا يتجاوز رأس معظمها الـ200 مليون ريال، ويبدو أن سياسة عمق السوق لهذا العام الجديد قد بدأت تظهر ملامحها بشكل واضح بعد إعلان هيئة السوق المالية مساء أمس الثلاثاء عن نيتها طرح 1.750 مليار سهم من أسهم شركتي (الاتصالات المتنقلة) و(مصرف الإنماء) للاكتتاب العام خلال الأشهر الأربعة المقبلة ليصبح العنوان الأبرز لحركة الإدراجات (عام الاكتتابات الكبيرة)، حيث إن هذين الاكتتابين يعتبران الأكبر من ناحية الحجم منذ 5 سنوات وتحديداً منذ العام 2003م الذي شهد طرح شركة الاتصالات السعودية، وسيصنف طرح (مصرف الإنماء) بأنه (الأكبر) ليس على الصعيد المحلي فحسب بل يتجاوز ذلك للمستوى الإقليمي. ويأتي هذا في وقت يتسابق فيه راغبو اقتناص الفرص الاستثمارية على الاكتتاب في 210 ملايين سهم وهي المطروحة للاكتتاب في شركة (بترو رابغ).
وكانت هيئة السوق المالية أفصحت بعد إقفال السوق عن خبرين مهمين أولهما كان بخصوص طرح 700 مليون سهم للاكتتاب العام تمثل (50 % ) من أسهم شركة الاتصالات المتنقلة السعودية، يخصص منها 70 مليون سهم للمؤسسة العامة للتقاعد وفقاً لقرار مجلس الوزراء رقم (357) وتاريخ 28-12- 1428هـ. وسيتم طرح أسهم الشركة بسعر (10) ريالات للسهم الواحد خلال الفترة من 2-2-1429هـ الموافق 9-2- 2008م إلى 11-2-1429هـ الموافق 18-2-2008م.
وسيتم تخصيص الأسهم المطروحة على مرحلتين، بحيث يخصص في المرحلة الأولى (50) سهماً لكل مكتتب، وتخصص في المرحلة الثانية الكمية المطلوبة بكاملها بحد أقصى (1.000) سهم لكل من طلب الاكتتاب في أكثر من (50) سهماً شريطة ألا يزيد عدد الأسهم التي سوف يتم تخصيصها عن صافي الأسهم المطروحة للاكتتاب العام، ويخصص ما يتبقى من الأسهم بعد ذلك وفق مبدأ النسبة والتناسب. وسوف يتم نشر الإصدار الخاص بالشركة قبل موعد بداية الاكتتاب بوقت كافٍ.
وسوف تحتوي على المعلومات والبيانات التي يحتاج المستثمر الإطلاع عليها قبل اتخاذ قرار الاستثمار من عدمه، بما في ذلك البيانات المالية للشركة ومعلومات وافية عن نشاطها وإدارتها.
أما الخبر الثاني فكان بخصوص طرح (1.05) مليار سهم للاكتتاب العام تمثل (70% ) من أسهم مصرف الإنماء وذلك وفقاً لقرار مجلس الوزراء رقم (42) و تاريخ 27-2-1427هـ.
وسيتم طرح أسهم المصرف بسعر (10) ريالات للسهم الواحد خلال الفترة من 1-4- 1429هـ الموافق 7-4- 2008م إلى 10-4-1429هـ الموافق 16-4-2008م وسيتم تخصيص الأسهم المطروحة على مرحلتين، بحيث يخصص في المرحلة الأولى (50) سهماً لكل مكتتب، وتخصص في المرحلة الثانية الكمية المطلوبة بكاملها بحد أقصى (2.000) سهم لكل من طلب الاكتتاب في أكثر من (50) سهماً شريطة ألا يزيد عدد الأسهم التي سوف يتم تخصيصها عن إجمالي الأسهم المطروحة للاكتتاب العام، ويخصص ما يتبقى من الأسهم بعد ذلك وفق مبدأ النسبة والتناسب. وسوف يتم نشر الإصدار الخاص بالمصرف قبل موعد بداية الاكتتاب بوقت كافٍ.وتحتوي نشرة الإصدار على المعلومات والبيانات التي يحتاج المستثمر الإطلاع عليها قبل اتخاذ قرار الاستثمار من عدمه، بما في ذلك البيانات المالية للمصرف ومعلومات وافية عن نشاطه وإدارته.
من جهة أخرى أبدى الخبير الاقتصادي هاني باعثمان ارتياحه للبيانات التي وصفها بالإيجابية وقال: (السيولة الموجودة في المملكة العربية السعودية في حالة ازدياد مطرد وهو أمر نلاحظه من خلال الأرقام التي تنشرها مؤسسة النقد)، وأضاف بقوله: هذه الأرقام الكبيرة تحتاج إلى متنفس في ظل قلة القنوات الاستثمارية المتوفرة، وأعتقد أن وجود مثل هذه الاكتتابات متنفس جيد لها وكابح من خطر التضخم في السوق، وهو أمر إيجابي في المستقبل.
أما الخبير المصرفي أنس بن محمد الزمام فقد أبدى سعادته عن الطرح الجديد وقال: الفائدة المرجوة من وجود هذه الشركات الكبيرة التي يراهن على نجاحها أكثر بكثير من تلك الفائدة المحصلة من خلال إدراج الشركات الصغيرة، فالشركات الكبيرة تزيد من فرص الاستثمار لدى المواطنين نظراً لأن تخصيص الاكتتابات في الأسهم الصغيرة يكون ضئيلاً وربما لا يتجاوز السهمين أو الثلاثة لكل فرد، أما في هذه الاكتتابات فستزيد الأسهم المخصصة بشكل حتمي.
المستثمرون والمتداولون في السوق استقبلوا بيان الاكتتابات الجديدة بشكل متناقض، فالبعض تخوّف من التأثير السلبي لهذه الاكتتابات على السوق نظراً لما يستلزم من وجودها توفير سيولة كبيرة لها، ورأى زايد بن مريع أن السوق قد يواجه فترة صعبة بعد هذه الأخبار واستدل بما حدث في السابق من حوادث مشابهة وقال: إنها أكبر دليل.
أما خالد الشمراني فكان أكثر تفاؤلاً وقال: أعتقد أن السوق تجاوز مرحلة التأثر بهذه الأخبار والسيولة المتداولة ترتفع تدريجياً إضافة إلى أن توقيت هذه الطروحات يأتي في أوقات متفاوتة مما يسهم في امتصاص أي تأثير سلبي لها.