الظهران - حسين بالحارث
اختتمت أرامكو السعودية أمس الأول مشاركتها ورعايتها لفعاليات الملتقى السعودي لتقنيات استكشاف وإنتاج البترول والغاز الطبيعي الذي ناقش على مدى أيام انعقاده الوسائل المبتكرة والتقنيات المتقدمة لتحسين كفاءة الأداء ليتواكب مستوى الإنتاج من خلال المشروعات الجديدة والتقنيات المبتكرة مع مستوى الطلب في العالم وبالتالي يقدم التطمينات العلمية والعملية اللازمة لتخفيض القلق غير المبرر الذي يسبب توتر السوق.
ووفر الملتقى فرصة للمختصين والباحثين وأساتذة الجامعات الذين زادوا على الثمانين متحدثاً محلياً وعالمياً للمشاركة بآرائهم وخبراتهم ومعرفتهم لتعزيز فرص الاستفادة من التكنولوجيا المتجددة من خلال المحاضرات وحلقات النقاش التي رافقت انعقاد الملتقى.
وكان معالي المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية قد أشار في كلمته خلال الملتقى إلى جانبين لهما أهمية خاصة في الأبحاث العلمية وتطبيقاتها في المجالات البترولية على مستوى المملكة أولهما: أرامكو السعودية، التي تعتبر من الشركات الرائدة في مجال البحث والدراسات المرتبطة بتكنولوجيا الاستكشاف واستخراج البترول والغاز، وإدارة المكامن لهذه الثروة المهمة، حيث تحدث الوزير عن مركز البحوث والتطوير في الشركة بشكل خاص، والذي يقوم بتنفيذ الأبحاث العلمية الرائدة وتطوير تقنيات جديدة وتقديم الخدمات المخبرية المتخصصة لزيادة مستوى الاستكشافات والإنتاج مع رفع أرباح الشركة بطريقة فعالة واقتصادية.
كما أشار إلى أهمية التعاون بين شركات البترول ومراكز الأبحاث والتطوير والجامعات، منوهاً بعدد براءات الاختراع التي استطاعت أرامكو السعودية الحصول عليها وبلغت نحو 65 براءة اختراع عالمية، ونحو 130 براءة أخرى جديدة، تقوم الشركة باستكمالها وتسجيلها.
من جانبه استعرض الأستاذ أمين الناصر، النائب الأعلى للرئيس للاستكشاف والإنتاج بالوكالة خلال محاضرته التي كان قد ألقاها في جلسات الملتقى التقنيات التي تستخدمها أرامكو السعودية في الاستكشاف والإنتاج وبناء الكوادر القادرة على الابتكار، منوهاً بقدرة الشركة على تقدير أبعاد مسؤولياتها العالمية، ومؤكداً في الوقت نفسه عزمها على الإيفاء بهذه الالتزامات، وأشار إلى المستويات المتوقعة لارتفاع الطلب العالمي على البترول بنسبة 2% سنوياً خلال العشرين سنة القادمة، وخطط الشركة متوسطة وبعيدة المدى وإستراتيجياتها المتوازنة لزيادة الإنتاج من خلال مشروعات جديدة ومشروعات توسعة عملاقة، مثل مشروعات الشيبة وخريص والخرسانية.
وأشار الناصر في محاضرته إلى بعض النجاحات التي تحققت نتيجة التطبيق العملي لتلك الإستراتيجيات وقال: (إننا نسير في الاتجاه الصحيح، وسوف نستمر كذلك لسنين عدة قادمة).
من جانبه عبر الأمير تركي بن سعود آل سعود، نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية للدعم القوي الذي تلقاه الملتقى من أرامكو السعودية، حيث تولت رئاسة اللجنة العلمية التي ضمت ممثلين من الجامعات السعودية والشركات العالمية.
وكان قد رأس اللجنة العلمية للملتقى الدكتور سامي النعيم، المستشار الأعلى في أرامكو السعودية، حيث أشار إلى أن محتوى الملتقى يعكس أهمية البحث والتطوير في مساعدة المملكة وصناعة النفط عموماً في الاستجابة للطلب العالمي غير المسبوق. وقال: (بما أننا نمتلك ربع النفط المكتشف في العالم ولدينا عامل استرجاع عال جداً يصل في بعض الحقول إلى أكثر من نسبة 50%، فإن العوائد على أي استثمار في البحث والتطوير ستتناسب نتائجها الكبيرة مع المملكة. ومن المهم معرفة أن زيادة نسبتها بمقدار 1% فيما يخص نسبة استخلاص البترول من حقل الغوار سيضيف عاماً جديداً من الإنتاج من هذا الحقل العملاق اعتماداً على معدلات الإنتاج الحالية).
وناقش النعيم في الحلقة التي شارك فيها إستراتيجيات الاستكشاف والإنتاج فيما ناقش الدكتور محمد السقاف، مدير مركز البحوث المتقدمة في التنقيب وهندسة البترول في محاضرته التركيز في البحوث على وجهة نظر إيجاد الحلول للتحديات القائمة في الاستكشاف والإنتاج، وتلك التي يمكن أن تظهر مستقبلاً. وشرح تلك التحديات وما تم التوصل إليه من تقنيات لمواجهتها.